أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزيز الحاج - التطرف الإسلامي والعدوان على الآخرين..














المزيد.....

التطرف الإسلامي والعدوان على الآخرين..


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم تنطفئ بعد نار الجدل حول تصريحات الرئيس المصري عن الشيعة، حتى اندلعت نيران العدوان على الكنائس القبطية في الإسكندرية.
إن من حق السائل أن يسأل: لم يترك الرئيس المصري هموم بلده ولاسيما العدوان المتكرر على الأقباط، مساجد وفتيات ودينا، وينهمك في الفتاوى عن شؤون الآخرين!؟
إن مأساة الأقلية القبطية في مصر معروفة للجميع ومن أمد بعيد، ومع ذلك لم تتخذ الدولة المصرية إجراء جديا للمعالجة، بل وإن من دوائر الدولة والصحافة من يذكون النار ويغطون على الجرائم ويشوهون الحقائق. والمثال الأخير المحاولة البائسة لتحميل "قاصر عقليا" مسؤولية العدوان، علما بأن القاصر هو من يصدق الأكذوبة.
إن العدوان المتكرر على الأقباط لا ينفصل عن تزايد نشاط ونفوذ جماعات الإسلام السياسي، والإخوانيين خاصة. وكانت مصر البلد الذي أنتج هذه الحركة السياسية المتسترة بالدين.
إن التطرف الديني يولد كل أشكال العنف وصولا للإرهاب، وإذ تحول الإرهاب الإسلامي إلى حرب شاملة على الحضارة وعلى الشعوب، وإن الأقليات الدينية هي في مقدمة ضحايا الأنظمة الإسلامية والدول الإسلامية التي تشهد تصاعدا لدور تيارات الإسلام السياسي كما في العراق اليوم.
بموازاة العدوان على الأقباط، تتواصل جرائم دارفور من قتل ومن اغتصاب جماعيين دون أن يتخذ المجتمع الدولي تدابير حازمة لردع النظام الإسلامي في السودان. والنظام الإسلامي في إيران يحرم السنة من حق ممارسة شعائرهم. وكانت طالبان قد هدمت تماثيل بوذا. أما في العراق فإن الأقليتين المسيحية والصابئة المندائية تتعرضان لاضطهاد متواصل بدأته في بغداد تنظيمات ومليشيات منذ تحرير بغداد. إن الأقليات الدينية العراقية، التي هي عراقية عريقة وقبل ظهور الإسلام، تعاني من القتل وتفجير أماكن العبادة ومطاردة النساء السافرات. إن حملة اضطهاد المسيحيين في البصرة قد أدت لهجرة عدد كبير جدا من المسيحيين العراقيين لخارج العراق.
ليس مجهولا أن الناطقين باسم الإسلام والمتاجرين السياسيين بعنوانه، يعتبرون غير المسلم "كافرا"، وفي القرآن آيات كثيرة عن "الجهاد" ضد "الكفار." الإسلاميون لا يعترفون بغير الإسلام دينا ولابد في نظرهم من خضوع الآخرين لأحكام الشريعة والتحول الديني وإلا فهي الحرب الظاهرة أو المستترة.
للحقيقة نقول إن الإسلام ليس الدين الوحيد الذي تتفرع منه تيارات ومدارس وجماعات متطرفة يمارس بعضها العنف والإرهاب. فهناك يهود دينيون متطرفون من أمثال الحاخام كاهانا؛ وهناك شريحة من المتطرفين البروتستنت في أمريكا تعتدي على المراكز الطبية التي تمارس الإجهاض. وأقلية بوذية شديدة التطرف وضعت الغازات في محطات مترو اليابان في التسعينات. وهناك فريق من المتطرفين السيخ تمارس العنف والجريمة ضد غيرهم.
إن هذه الشرائح المحدودة تلقى مواجهة الحكومات والمجتمع المدني وعقوبات القانون. أما المشكلة مع العنف والتطرف الإسلاميين فهي أنهما يلقيان تعاطف أقسام واسعة من المسلمين كما ظهر من اعتداءات 11 سبتمبر، أو من عدم المبالاة التامة الذي يعني التحريض الضمني. وفوق ذلك، بل قبله، التذرع بآيات القرآن نفسه لممارسة العنف باسم "الجهاد من أجل الإسلام." إن مشكلة الإرهاب الإسلامي اليوم أنه يمارس الجريمة في كل مكان، وأنه إرهاب أعمى قد يطال الطفل والمرأة وأماكن العبدة والضحايا في الغالب هم من المدنيين وعلى نطاق واسع بضحايا كبيرة جدا.
إن التطرف الإسلامي يحول الإسلام إلى دين الكراهية والدم، ويبشع صورة المسلمين في العالم. إن معظم أئمة الجوامع لا يبشرون في خطب الجمعة بالمحبة والأخوة بين البشر وبوجوب احترام كرامة الإنسان، بل تمتلئ الخطب بمفاهيم الكراهية والإثارة خلافا لأي قداس مسيحي حيث دعوات المحبة والغفران والسلام.
إن الموضوع واسع وسوف نعود لتناوله باستعراض لكتاب مؤلف إنجليزي نشر عام 2000 وظهرت مؤخرا ترجمته الفرنسية تحت عنوان "باسم الله يقتلون.( Mark Juergensmeyer) « Au nom de Dieu ils tuent. »
المحزن أكثر والباعث على إدانة اكبر أن جرائم الإسكندرية تنفذ عشية عيد الفصح المسيحي وكأنما كانت "هدية" الإسلام المتطرف لمن يعتبرون "من أهل الكتاب"، ومواطنين من درجة دنيا، بينما نجد البابا والكنائس يدعون لاحترام الإسلام والحوار مع المسلمين ودعم الفلسطينيين. إنها جرائم تخزي مقترفيها والمتواطئين معهم في الأجهزة الحكومية المصرية.
ونقول أخيرا لأخواتنا وإخواننا الأقباط ولكل المسيحيين العرب: "عيدا مباركا"، ونقول للمتطرفين الدينيين: "لكم الخزي والعار."
16 نيسان 2006



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فرنسا: عودة لجريمة حرق سوهان..
- اليسار الفرنسي والعنف..
- العراق وإيران: من مفتاح من ؟!
- 31 آذار: ذكرى ميلاد حزب ديمقراطي علماني..
- تركات وأخطاء تهدد باغتيال 9 نيسان!
- فرنسا بين 1968 و2006، وهيمنة نزعات المحافظة..
- تحية للشعب الكردي في عيد الربيع والكفاح..
- في فرنسا: الشارع في مواجهة الإصلاح والبرلمان!
- العاشقان الراحلان: العراقي والبغدادي!
- المأزق الخطير والتقارير المرعبة!
- إنقاذ العراق مسؤولية الجميع..
- لو كانوا حكماء، لتشكلت حكومة طوارئ مستقلة..
- الوضع العراقي من خارج العراق..
- أطفئوا مواقد الإرهاب والفتنة بدل صراع الكراسي!
- آراء في صحف غربية عن الإسلام السياسي في الغرب..
- مواقف ووجهات نظر فرنسية.[2-2
- الحرب -الصليبية الجديدة!
- الغرب أمام التطرف والإرهاب الإسلاميين..
- نساؤنا وعام المرأة..
- عار العدوان على مسيحيي العراق


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزيز الحاج - التطرف الإسلامي والعدوان على الآخرين..