حسن عجمي
الحوار المتمدن-العدد: 6109 - 2019 / 1 / 9 - 10:06
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الكون فن إيصال المعاني. بذلك الكون يخاطبنا باستمرار كما نخاطبه.
يُرسِل الكون موجات ضوئية و صوتية على أساسها يستنتج العلماء مما يتكوّن الكون وكيف تكوّن. من هنا الكون فن إيصال المعاني. فهو يُوصِل معاني النظريات الصادقة حيال مما يتكوّن و كيف تكوّن. و بذلك الكون ديمقراطي بشفافية إظهار معانيه و إلا لم يتمكّن العلماء من فهمه و بناء نظريات علمية ناجحة في وصفه و تفسيره. هكذا الكون على أنه فن إيصال المعاني كونٌ يعترف بحقنا في معرفته.
يصدق هذا التحليل على الظواهر الطبيعية كافة. فالزهرة فن إيصال معانٍ إلى محيطها كإرسال معنى قيمة رحيقها لاستمرارية الحياة ما يستدعي النحلة إليها فتحيا النحلة و الزهرة معاً في نثر الرحيق. و طيران النحلة فن إيصال معانٍ كمعنى المسار إلى رحيق هذه الزهرة أو تلك. هكذا ترقص الزهور و يرقص النحل على أنغام سمفونية الكون الكامنة في فنون إيصال المعاني.
كما أنَّ الكون يُوصِل معانٍ عديدة و مختلفة و متنوّعة منها أنه يتكوّن من ذرات و جُسيمات مادية و طاقاتها ما أدى إلى نشوء النظرية الكلاسيكية في الفيزياء القائلة بأنَّ الكون يتكوّن من ذرات و جُسيماتها (كالإلكترونات). و يُرسِل الكون أيضاً معنى أنه يتكوّن من معلومات ما أدى إلى صياغة نظرية فيزيائية أخرى تقول إنَّ الكون معلومات و تدفقها و تبادلها (كما أوضح الفيزيائي بول ديفيز). كما أنَّ الكون يُرسِل معانٍ أخرى منها أنه يتشكّل من بناءات رياضية هندسية بدلاً من أن يكون مادياً أو معلوماتياً في جوهره (كما أوضح الفيزيائي ماكس تغمارك).
يُوصِل الكون معنى آخر هو أنه وهم لأنَّ معلوماته موجودة على تخوم سطحه بدلاً من أن تكون موزّعة في داخله على نقيض مما نختبر و نراه في واقعنا المعاش و بذلك يغدو الكون صورة هولوغرامية أي صورة ثلاثية الأبعاد (كما أكّد الفيزيائي ليونارد سسكيند). كل هذا يدلّ على أنَّ الكون فن إيصال المعاني و على أنه بالفعل فن تكثير معناه الواحد و توحيد معانيه المتنوّعة في آن لكونه يُكثِّر معناه على أنه مادي و معلوماتي و هندسي و وهمي في آن و يُوحِّد معانيه (المادية و المعلوماتية و الهندسية و الوهمية) على أنها معنى وجوده بالذات.
#حسن_عجمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟