أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - إرث قابيل














المزيد.....

إرث قابيل


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العنف وإهدار الدماء .. تلك الأحداث الأليمة التي ابتلي بها العالم قديما وحديثا ويرفع مرتكبوها رايات دينية وسياسية.. أيا كان اسم الدين الذي ترفع راياته وايا كان اسم الأيديولوجية التي التي تشن الحروب باسمها .. هذا العنف المجنون الأحمق هو قصة تتكرر كثيرا للأسف في جميع مراحل التاريخ ويبدو أن منطقتنا حديثا أصبحت مسرحا لمثل هذا العنف المجنون .. لهذه المأساة المتكررة ..
وهي قصة مأساة أول عنف وقتل حدثت في التاريخ لسبب ديني أيضا كما يقول الله في محكم كتابه القرآن الكريم ..
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلم يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذلك جَزَاء الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ }.. صدق الله العظيم
لقد قتل قابيل أخيه هابيل غيرة وحقدا لأن الله تقبل قربان هابيل لأنه من المتقين .. والمتقي كما هو حال هابيل هو من لا يبادل العنف بمثله .. هو من يقول لو أنك بسطت يدك الي لتقتلني ما أنا باسط إليك يدي لأقتلك .. هو يقول ويفعل ذلك لأنه يخاف الله رب العالمين ..
ولكن الخاسرين .. أبناء قابيل .. من أي دين كان ومن أي ملة .. ومن أي بلد .. غربيا كان أو شرقيا .. هم من ينشرون ثقافة العنف والقتل .. تحت أي راية كانت .. راية الدين ونشر هذا الدين والدفاع عنه .. راية الديمقراطية ونشر هذه الديمقراطية .. الدين لا يحتاج القتل لينتشر .. والديمقراطية لا تحتاج القتل لتسود ..
والله لا يحتاج من يدافع عنه بالقتل والعنف .. فهو القادر علي كل شيء .. وهو الذي سيرث الأرض ومن عليها وسيحاسب البشر علي سرائرهم فهو الوحيد المطلع عليها وهو الوحيد الذي يعرف نية أي إنسان مهما رفع من رايات القتل والعنف باسم الله والدفاع عنه ..
إن من ينشرون العنف ويقتلون الآمنين بأي حجة كانت هم أبناء وإرث قابيل .. ويبدو أنهم بعد قتل هابيل عاثوا في الأرض فسادا .. واحتطفوا الأديان و الأوطان .. ليستمروا في هوايتهم السقيمة .. العنف والقتل .. وهي صفات يبدو أنهم توارثوها جينيا من قابيل .. أبيهم الأول ...
إنهم المتطرفون والمتعصبون في كل الأديان .. وكل القوميات وكل الأيديولوجيات ..
اما المتقين الحقيقيين .. أبناء هابيل .. فهم من يرفعون راية اللاعنف .. ينبذونه وقد يدفعون حياتهم ثمنا لانتشار دعوتهم وإيقاف ثقافة العنف والقتل ثقافة وإرث قابيل .. كما فعل هابيل تماما .. لأنهم يخافون الله رب العالمين .. هم المتقين الحقيقيين ..
إن غاندي كان هندوسيا ولم يكن مسلما ولا مسيحيا .. ولكنه كان من أولاد هابيل .. رفع راية الحب واللاعنف ونجح في تحرير بلاده من خلالها ودفع حياته ثمنا لدعوته ..
ونيلسون مانديلا كسب احترام العالم لنفس السبب ..
إن أبناء هابيل يؤمنون بنشر الدين بالحكمة والموعظة الحسنة .. وهم الأقدر علي نشر الدين ..
ويؤمنون بنشر الديمقراطية سلميا وعبر الحوار والتفاعل الحضاري .. وهم الأقدر علي نشر القيم الديمقراطية الحقيقية في العالم ..
وهم الذين يؤمنون باحترام حقوق الانسان وأولها حقه في الحياة الآمنة .. وحقه في أن يعبد الله بحرية مهما كان اسم الدين الذي يعبد من خلاله الله ..
ومن هذا المنطلق أدعو كل أنصار ثقافة اللاعنف من أبناء هابيل من كل الأديان والقوميات .. أن يتكاتفوا لنشر ثقافة هابيل وتقواه .. ثقافة اللاعنف ..
أن يحمي أولاد هابيل من المسلمين كنائس الأقباط في مصر .. وأن يحمي أولاد هابيل من المسيحيين مساجد المسلمين ..
لقد آن الأوان أن يكون التحريض علي العنف مجرما مثل العنف نفسه .. فهل هناك أمل أن نري هذا اليوم قبل أن نقع ضحايا لثقافة وإرث قابيل .. ثقافة العنف و الارهاب .. اللهم إني لا ألجأ إلا لك .. أن تحمي بلدنا الآمنه وشعبها المتسامح الطيب الصبور .. من ثقافة وإرث قابيل .. ثقافة العنف والقتل وإهدار الدماء .. اللهم آمين ..



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك أي أمل ؟
- فتاوي القهاوي وضررها البالغ ..
- سؤال مشروع .. من الذي يثير الفتنة؟
- بدون تعليق
- قراءة مختلفة لاجتياح سجن أريحا
- أين مصر من الإخوان و أين الأقباط ؟
- صائد العملاء ووهم الحرب علي الاسلام
- كم نحتاجك أبا ذر هذه الأيام ..
- ثقافة القطيع و الرسوم الكاريكاتيرية
- مقال احتجاجي حنجوري
- ثقافة الكيل بمكيالين !!!
- ثقافة العبيد وشعوب لا تستحق الحياة..
- حقوق المواطنة ..كلمة للاستهلاك المحلي
- عزرائيل ... ألا من نهاية
- هل هو انتقام إبليس ؟
- لا تناقش ..
- هل تبقي لمصر أي دور إقليمي في العالم العربي؟
- وزارة البزنس الجديدة .. واقتصاد النهب الحر
- صورة الذل والخنوع
- ماذا لو ؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - إرث قابيل