|
الدور الرجعي لجماعات التروتسكيين في الحركة الجماهيرية البرازيل نموذجا
كادم عباس
الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:08
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
"إن السلطة تنبع من فوهة البندقية" ماوتسي تونغ
تعرف أمريكا اللاتينية نهوضا جماهيريا عارما ضد الامبريالية، و عملائها المحليين من برجوازية كمبرادورية و ملاكين عقاريين كبار. فبعد انهيار المسخ الامبريالي التحريفي في الاتحاد السوفياتي، و تعمق الأزمة الامبريالية التي تزداد استفحالا يوما بعد آخر، استفردت الإمبريالية الأمريكية بالعالم محاولة إعادة تقسيمه لصالحها و تصريف أزمتها على كاهل الشعوب، و لعل الأزمة التي عرفتها الأرجنتين أبرز مثالا لذلك؛ في هذه الشروط وجدت الأحزاب التي تدَّعِي الثورية التابعة و المؤَيدة –إيديولوجيا و اقتصاديا– للاشتراكية الامبريالية أمام وضع جديد فرض عليها تعاملا جديدا. لكن بدل الانخراط في هذا النهوض الجماهيري و الذهاب به إلى الثورة الشعبية للقطع مع الامبريالية و الرجعية المحلية، سينخرط اليسار"الجذري" في السياسة البرجوازية، سياسة الوحل الانتخابي و النضال البرلماني...
و يشكل التروتسكيون مثالا بارزا في هذا الصدد. فبالأمس، لعبوا دور المخربين و عملاء الاستخبارات الأمريكية و النازية ضد الحركة الشيوعية العالمية و بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي تحت قيادة ستالين، و لكم أحد الأدلة التاريخية، فبعد احتلال النازيين لبعض المناطق السوفياتية في الحرب العالمية الثانية حيث كثفت جماعات التروتسكيين من حملاتها الدعائية في هذه الفترة بالذات من أجل دعم التوجه الاستسلامي و بعض عناصر الثورة المضادة و انتهاز الفرصة من أجل القيام بانقلاب ضد ديكتاتورية البروليتاريا، فأطلق تروتسكي ندائه -بشكل ديماغوجي يخفي به عمالته- الذي يخدم النازية و يحاول تصفية المقاومة التي كانت يستعد لها الشعب السوفياتي في 3 يوليوز 1938 : "لا يمكن أن نضمن الدفاع عن البلد إلا بتحطيم الزمرة الأوتوقراطية للمخربين و الانهزاميين"1 أمام هذا
التهديد، ماذا عساها أن تفعل ديكتاتورية البروليتاريا، و التي تضع من مهامها صد كل ثورة مضادة؟
و هناك العديد من الأمثلة الأخرى2 تبين طبيعة تروتسكي و الجماعات التابعة له. الذين أسسوا الأممية الرابعة و وضعوا من أهم مهامهم الإطاحة بديكتاتورية البروليتاريا و تصفية الحركة الشيوعية العالمية. بعد موت ستالين، نجحت الثورة المضادة المشخصة في الخط التحريفي لخروتشوف من الانقلاب على ديكتاتورية البروليتاريا وإعادة الرأسمالية إلى الاتحاد السوفياتي3، هذه العودة إلى الرأسمالية التي كان يستبعدها تماما تروتسكي و التروتسكيون نافيين أحد أهم خلاصات الحركة الشيوعية العالمية باستمرار الصراع الطبقي في ظل ديكتاتورية البروليتاريا و متواطئين بذلك مع الثورة المضادة إن لم يكونوا أحد أهم عناصرها4، و يعرف الكل، بطبيعة الحال، النهاية الحتمية التي وصلت إليها التحريفية، فماذا كان موقف التروتسكيين من مسلسل الثورة المضادة الذي بدأ منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للإتحاد السوفياتي و الذي أدانته، بل و تصدت له الحركة الشيوعية العالمية خصوصا الحزب الشيوعي الصيني5 و انتهى بعودة الجمهورية البرجوازية الرجعية إلى روسيا و سقوط جدار برلين؟ سيطلع علينا ارنست ماندل، أحد العملاء القياديين في الأممية الرابعة، و بوقاحة يقل نظيرها "إن إلتسين اليوم هو الشخصية الأكثر شعبية عند عمال الاتحاد السوفياتي...صُِنعت الآلاف من الشارات بشكل تلقائي طبعت عليها "أعيدوا إلتسين". كل هذا يشير إلى إرادة طبقة واعية سياسيا بالحفاظ و توسيع الحريات الديمقراطية الجزئية التي تم اكتسابها خلال سنوات 1986-1988"6، بطبيعة الحال هو يعني بذلك آخر المكتسبات التي سيجهز عليها الرجعي إلتسين. و في العلاقة مع إعادة الرأسمالية التي ستأخذ أشكالها الأخيرة في آخر الثمانينات يقول لنا ارنست "الرهان الأساسي للصراعات الحالية ليس هو إعادة الرأسمالية... إن الصراع الأساسي ليس هو المجابهة بين قوى مناوئة للرأسمالية و أخرى مناهضة للرأسمالية، بل إنه صراع بين البيروقراطية و الجماهير الشعبية."7 ولن نستطيع في هذا المقال جرد جميع الإنجازات و المواقف "التقدمية" التي عبر عنها الثوار البيض و مارسوها على أرض الواقع، فإذا نحن فعلنا ذلك، فنسجد أنفسنا نؤلف موسوعة حافلة بالجرائم كالتي اقترفتها الطبقات الرجعية في حق الطبقات المستغَلة.
أما اليوم، و أمام هذا الوضع الجديد، أمام تصاعد نضال الجماهير، فإن جماعات التروتسكيين ستبدل من سياستها لتلائمها و السياسة البرجوازية، سياسة النضال السلمي، نضال المنتديات الاجتماعية المشبوهة8، لتخدم بذلك مخططات الامبريالية. في هذا الصدد، و هو موضوع مقالنا، ستبين التجربة البرازيلية و بشكل أكثر صفائا الأفق الحتمي لمثل هؤلاء في شروط غياب المعبر السياسي الحقيقي عن مصالح الجماهير، ستظهر حقيقتهم أمام التاريخ الذي تصنعه الجماهير. و الهدف من تطرقنا لهذا الموضوع، ليس الاستفادة من تجربتهم، بل فقط من أجل إطلاع المناضلين المرتبطين بالقضايا التي يفرزها حقل الصراع الطبقي ببلادنا، {خصوصا أولائك الذين يراهنون على التحالف معهم} على حقيقتهم، ليتبين للكل في أي خندق يتواجدون. فلدينا، نحن كذلك في المغرب، أحد نسخ الأممية الرابعة، التي ظهرت في شروط انتصار الخط الانتهازي داخل الحركة الماركسية اللينينية المغربية و انطلاق الردة و المراجعة اليمينية لهوية و أهداف الحركة، في شروط انكسار كل الخطابات و الشعارات التي روج لها النظام و أذياله أمام مقاومة الجماهير، لتعرض نفسها كبديل، أو لتعرض علينا وصفتها للخروج من أزمة الحركة التي أصبح يمثلون أحد أوجهها الموضوعية9.
فبماذا ستتحفنا هذه المرة تجربتهم في البرازيل؟و على كل حال، فلم نشهد لهؤلاء أي عمل ثوري أو أي ثورة قادوها على كل خريطة العالم عبر التاريخ.
بعد نجاح حزب "العمال" في البرازيل بالانتخابات الرئاسية في 2002، طلع علينا تروتسكيو الأممية الرابعة (الأمانة الموحدة) ببشائر انتصار الشعب البرازيلي عبر صناديق الاقتراع على التوجه "النيوليبرالي"، على حد تعبيرهم، للحكومة الخارجة، فهم يعتبرون أن "الأمل الوحيد هو حيوية الحركة الاجتماعية و رغبة الشعب في تغيير جذري، و انتصار "لولا" هو أصدق تعبير عن ذلك"10، بل يضيفون أنه "فقط مع حزب "العمال" ظهر حزب جماهيري، المعبر عن العمال أنفسهم...". فماذا يمثل هذا الحزب؟ و هل بالفعل يمثله انتصاره في الانتخابات انتصارا للشعب البرازيلي، أم انتصارا عليه؟ سنترك للتروتسكيين الإجابة و للقارئ و لكل من يهم الأمر التعليق على ذلك، فليس من شيمنا الادعاء على أحد.
تأسس حزب "العمال" في أكتوبر 1979، و هو يضم خليطا غير متجانس من المتناقضات تجعل منه بحق حزبا مائعا ليس له وجه سياسي و بعيد مسافة الألف ميل عن النعت الذي يصفه به التروتسكيين بل و بعيد كل البعد عن هوية الحزب الاشتراكي العمالي الحقيقي، "يرجع تكوين حزب "العمال" في فترة 1979-1981 إلى التقاء تيارات مختلفة، كل واحد يساهم بحساسيته الخاصة و مشاركته في بناء الحزب:..."11 ، فيبدأ المقال بتعداد الحساسيات المشاركة في الحزب، فإلى جانب النقابيين "الحقيقيين" الذي ينتمي إليهم "لولا" و جماعة "الديمقراطية الاشتراكية" التابعة إلى الأممية الرابعة (الأمانة الموحدة) و بعض المثقفين، فهناك نقابات الأرياف و عصب الفلاحين ذات الإلهام المسيحي و طوائف الكنيسة التي تشتغل في قطاعات عمالية و فلاحيه ذات توجه "اشتراكي" حسب تعبيرهم. ذلك هو الحزب الثوري، تلك هي النظرية اللينينية للحزب التي تدعون أنكم تستندون إليها. صحيح أنه يمكن القبول برجال الدين داخل الحزب شريطة أن ينضبطوا و يناضلوا ببرنامج الحزب، لكن أن يقبل الماركسي بمكونات سياسية ظلامية، ذات مرجعية تنتمي إلى القرون الوسطى، أن لا يناضل ضدها حتى في تواجدها داخل الحركة الجماهيرية فبالأحرى في حزب يدعي الاشتراكية، فتلك هي الخيانة و الاشتراك في خداع العمال و الجماهير.
و يناضل حزب "العمال" من أجل "مشروع اشتراكي" و هو يتحاشى الكلام عن أي ثورة، عن أي عمل ثوري يطيح بالطبقات الرجعية و سندهم الدولة البرجوازية، و بإقامة السلطة الشعبية. "فالاشتراكية التي نريد بنائها لن تتحقق إلا بإقامة ديمقراطية اقتصادية حقيقية"12، ذلك هو تصور حزب "العمال" للاشتراكية كما جاء في أحد الوثائق الصادرة عن اللقاء الوطني السابع في 1990، رغم التحفظ الذي يمكن إثارته عن المهمة الآنية في البرازيل، هذا البلد الذي لا يمكن إلا تصنيفه داخل الأوطان المضطهدة حيث 10% من البرازيليين تحصل على 65% من الثروة، بينما 40% من الساكنة تحصل فقط على 7%، و حيث 4,5 مليون من الأسر في الأرياف بدون أرض أمام 27000 ملاك عقاري كبير الذين يدافعون عن مصالحهم بمليشيات مسلحة و إنتاجهم مرتبط بشكل أساسي بالاحتكارات العالمية (كالقهوة مثلا)، و حيث البرجوازية ذات طبيعة كمبرادورية/بيروقراطية تدير الشركات المحلية لصالح الامبريالية، كل هذا يجعل من البرازيل بلدا تبعيا و شبه إقطاعي؛ فإن وضع مهمة الاشتراكية بهذا الشكل لا ينم إلا عن دفاعهم عن الوضع القائم و رفضهم للأعمال الثورية و ديكتاتورية البروليتاريا كشرط لا بد منه للوصول إلى الاشتراكية و الانتقال إلى الشيوعية، فمهمة الشيوعيين تتلخص في "تنظيم نضال البروليتاريا الطبقي و قيادة هذا النضال الذي هدفه النهائي هو ظفر البروليتاريا بالسلطة السياسية و تنظيم المجتمع الاشتراكي" (لينين، برنامجنا). لن نطول كثيرا، فالآتي سيبين عن أي اشتراكية يتكلمون و كيفية الوصول إليها.
للوصول إلى هدفهم، الذي يسمونه "اشتراكية"،على أي نهج سيعتمد حزب”العمال“؟
سيدخل غمار الوحل الانتخابي بقرار من القيادة التي يشارك فيها تيار الأممية الرابعة، مع العلم أن هذه الأخيرة تعتبر الانتخابات مجرد مهزلة حيث نجدها تقول في أحد وثائقها "ندرك، نحن الثوريون، أن الطبقة العاملة لن تستطيع أن تصل إلى السلطة في أي مكان في العالم عن طريق الانتخابات"، و في مكان آخر "إذا كنا نشترك في الانتخابات رغم معرفتنا بأنها مهزلة، فذلك لكي نستخدمها لصالح النضال الجماهيري ولبناء حزب العمال الاشتراكي" و من جهة أخرى "فإن الحكومات البرجوازية تمنح، خلال الفترات الانتخابية، قسطا من الحريات تحرّمه في الأوقات العادية"13، تلك هي المبادئ التي عودتمونا عليها. في طور أول سيرشح الحزب منتخبين إلى الهيآت "التمثيلية" المحلية و سينجح في رئاسة عمدة بعض المدن الرئيسية، ليطلع علينا بتجربة قيل الكثير عنها خصوصا من طرف ما يسمى بمناهضي العولمة و مناصري التنمية المستدامة14، إنها تجربة "الميزانية المشتركة" التي يعتبرونها "سلطة موازية"15. بالفعل، إنها طريقة أخرى لخداع الجماهير حول المحتوى الفارغ لهذه السلطة، التي تبقي على الوضع القائم بينما السلطة الفعلية، السلطة المسلحة للطبقات الرجعية تتحكم في التوجهات الأساسية و في مصير الملايين من الشعب. و ستذهب طموحات الحزب إلى أكثر من ذلك بترشيح "لولا" القائد السابق لنقابة المعدنيين لساو باولو إلى الانتخابات الرئاسية، بدعم و حماسة الثوار البيض لتيار "الديمقراطية الاشتراكية" رغم فطنهم و تصريحهم بذلك للتنازلات التي أقدم عليها الحزب في فترة الحملة الانتخابية ليتمكن من النجاح في الانتخابات. فمرورا بالتحالف و الدعم الذي سيتلقاه حزب "العمال" من الحزب الليبرالي الرجعي –حتى داخل تيار الأممية الرابعة هناك من دافع و ساند التحالف مع حزب رجعي16–، و الوعود بالاستمرار في تنفيذ تعهدات صندوق النقد الدولي التي عبر عنها "لولا" في "رسالة إلى البرازيليين"، رغم كل ذلك سيساهم التروتسكيون في المهزلة و الخيانة –لا نتكلم عن خيانة مبادئ المشروع الاشتراكي الأصيل، بل و فقط عن "المبادئ" التي وضعوها بأنفسهم و التزموا بتطبيقها– التي بينت قبل الفوز بالرئاسة و تشكيل الحكومة عن طبيعة المشروع الرجعي الذي سيخدم مصالح الامبريالية و الرجعية المحلية قبل كل شيء. و بدون حياء و بكل وقاحة، و بعد كل ما قالوه عن الحملة الانتخابية و التوجه الذي بدأ يسود في الحزب، ستطأ أقدام التروتسكيين ردهات مباني الحكومة لتبين و للمرة الألف الأفق الذي يناضلون من أجله، ليتحولوا من مخربي الحركة الجماهيرية إلى جهاز الامبريالية و الرجعية في ضرب مصالح الشعب. فإلى جانب ميغيل روسيتو Miguel Rossetto ، أحد قادة "الديمقراطية العميلة" كوزير "للتنمية الفلاحية" الذي سيعهد إليه "التخريب ألفلاحي" و الدفاع عن مصالح الملاكين العقاريين الكبار، هناك انريك ميريليز Henrique Meirelles ، كمدير للبنك المركزي، و انريك ميريليز هذا هو المدير السابق لبنك بوسطن، الأول في لائحة المدينين للبرازيل...إلى جانب وزراء آخرين لا يقلون رجعية. و بماذا سيبررون المشاركة في الحكومة الرجعية هذه المرة، بماذا سيبررون تحولهم إلى شرطة الامبريالية؟ يقول فانتازيني Fantasini، أحد النواب الستة لتيار "العمالة الاشتراكية" في لسان حال "الرابطة الشيوعية الثورية" LCR، نسخة الأممية الرابعة في فرنسا، "يمكن لهذه الحكومة أن تحدث ثورة –في الظروف الحالية– في الإطار الديمقراطي للبلاد، لتتحول إلى حكومة ديمقراطية شعبية، و لتصبح في النهاية حكومة اشتراكية"17. هذه الحكومة التي التزمت بكل التعهدات في العلاقة مع الدوائر الامبريالية، بل و تفننت في ذلك. هذه الحكومة التي تعهدت بالوصول إلى 4.25% من فائض الميزانية، بدل 3.75% التي فرضوها عليها، لتؤدي بذلك 50 مليون دولار كدين، أي خمس مرات الحصة المخصصة للصحة، ثماني مرات بالنسبة للتعليم، و 140 مرة بالنسبة للنفقات المخصصة للإصلاح الزراعي. و توزيع الأراضي لم تستفد منه إلا 28700 أسرة الذي لا يصل حتى عشر 400000 التي وعدو بها، بالإضافة إلى تقتيل الفلاحين الذين يناضلون و هم عزل في عهد الحكومة "الاشتراكية" الرجعية...سنكتفي هنا برصد الإنجازات التي ناضل من أجلها التروت،سكيون...
بعد ثلاث سنوات من المشاركة في الحكومة، و المساندة و الدعاية على المستوى العالمي التي كانت تتكفل بها الأممية الرابعة لترينا الطريق الذي يجب أن نتبعه، بعد ثلاث سنوات فقط سيقتنع التروتسكيون و يكف إعلام الأممية الرابعة عن المساندة ، و السبب في ذلك ليست الخلافات الإيديولوجية، بل لأن الحزب اتخذ قرار طرد بعض نواب تيارهم الذين عارضوا، ليس إفلاس الإصلاحات الزراعية، لكن الإصلاح الليبرالي لنظام التقاعد، يبدو أنهم لم يستفيدوا من الرشاوى التي كان يوزعها الحزب على نواب الأحزاب الأخرى للتصويت على قوانين...رجعية18. مع أن الأممية الرابعة ستستمر في فترة معينة في مساندة ما ستسميه بيسار حكومة "لولا"19، و سيخرج مناضليهم شرذمة صغيرة من الحزب تاركين ورائهم تيارهم، و يؤسسون تيارا آخر في حزب آخر تأسس لتوه في غشت 2004، حزب "الاشتراكية و الحرية" و التيار تحت اسم "حرية و ثورة"، تلك هي الخلاصة التي خرج الثوار البيض من تجربتهم، فهم يعتبرون أن الخط الإيديولوجي و السياسي لحزب "العمال" الرجعي صحيح، إنما هناك فقط خيانة للقيادة التي كانوا يشاركون فيها، و بذلك فإنهم يرمون إلى إعادة نفس التجربة، بل و أكثر من ذلك إلى القيام بما لم يستطع حزب "العمال" القيام به، أي إخضاع و خداع قاعدة أكبر بأوهام اشتراكيتهم.
المهم، أن المرء سيحتار إذا أراد تفحص تجربتهم في بلد ما، أمام الفضاعات و الإنجازات الخيانية و الرجعية التي يشهدون بأنفسهم عليها و بدون أي حياء بتأريخهم لها على صفحات إعلامهم، و حتى لا يقولوا بأننا نكذب عليهم كما يفعلون مع التجارب الثورية للشعوب بمشاركتهم مع الامبريالية في خلق الأكاذيب.
لقد لعب التروتسكيين دور الثورة المضادة في الحركة الجماهيرية في البرازيل، كما يفعلون في أوطان أخرى. فبدل القيام بالثورة الزراعية، عبر تنظيم النضال المسلح لجماهير الفلاحين و تأسيس الحرب الشعبية لطرد الملاكين العقاريين الكبار بقوة السلاح، "فبدون السلاح لا يملك الشعب شيئا" (ماو)، بدل كل ذلك تم جر الحركة الجماهيرية بما فيها حركة الفلاحين و الحركة العمالية نحو مستنقع الانتخابات لمساندة الشعبوية اليسارية.
كادم عباس
1. تروتسكي، الجهاز البوليسي للستالينية.
9. و هنا نود أن نقول كلمة لؤلئك الدين "يصارعون" التروتسكيين بنفس أساليبهم القدرة: إنك لا تختلفون عنهم مضمونا (إن لم تكونوا ألعن) حتى ولو اختبأتم خلف قناع له رنين أقوى من "الماركسيين الثوريين". نعم إن الكلام عنكم حتى و لو لم يذكر اسمكم.
*. . و إن كان لهؤلاء دورا مركزيا في تنظير و تنظيم هده الصيرورة التاريخية
3. هذا هو الموقف الذي تبنته الحركة الشيوعية العالمية آنذاك متمثلتا في كل من الحزب الشيوعي الصيني و الألباني.
4. نجد تروتسكي حول هذه إمكانية إعادة الرأسمالية إلى الإتحاد السوفياتي يقول :"وحدهم البلهاء الظاهرين القادرين على الاعتقاد أن علاقات الإنتاج الرأسمالية، أي الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، بما فيها الأرض، يمكن أن تعاد إلى الاتحاد السوفياتي بطريقة سلمية و قيام نظام الديمقراطية البرجوازية" تروتسكي، الجهاز البوليسي للستالينية.
5. هنا نتحدث عن الحزب الشيوعي الصيني قبل انقلاب 1976 الذي أطاح بديكتاتورية البروليتاريا في الصين، و لنتذكر أن أحد أهم الأسس التي ستبنى عليها منظمة إلى الأمام هي نقد التحريفية المعاصرة و حزب التحرر و الاشتراكية التابع لها، انظر بهذا الصدد وثيقة "عشرة أشهر من كفاح التنظيم، نقد و نقد ذاتي"
6. ارنست ماندل، "أين يذهب إتحاد سوفياتي كورباتشوف؟"، 1989 (ترجمة الكاتب).
7. ابركور Imprecor عدد 295 أكتوبر 1989
8. انظر "المضمون الطبقي و المغزى السياسي لنزعة النضال السلمي"... لقد بدأ العديد، حتى أصدقاء التروتسكيين، تظهر حقيقة المنتديات التي ينظمونها و تتكفل البرجوازية بتمويلها و الدعاية لها. في المنتدى الانهزامي في 2003 سيرسل الرئيس الامبريالي جاك شيراك رسالة ستقرأ بشكل رسمي من داخل المنتدى ينوه فيها بالعمل الجليل الذي يقومون به.
9. انطلاقا من طبيعة هؤلاء التي بينها التاريخ، فإننا لا يمكن أن نعتبرهم كأحد أقطاب الحركة أو تيارا منسجما داخل الحركة العمالية.
10. جميع التصريحات التي سأريدها في التالي مأخوذة من الصفحة المخصصة لحزب "العمال البرازيلي" في موقع حزب "العامل الاشتراكي" http://www.sap-pos.org/
11. مقال بنفس الموقع تحت عنوان Brésil : Un ouvrier à la présidence de la République: La longue marche du Parti des Travailleurs
12. نفس المصدر السابق.
13. الثوريون والانتخابات، الأممية الرابعة، مقال منشور في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 22/04/2004.
14 . انظر مقال Le Monde diplomatique Août 1998,UNE EXPÉRIENCE EXEMPLAIRE AU BRÉSIL Démocratie participative à Porto Alegre
15. في مقال لدانييل بنسعيد Daniel Bensaïd منشور في http://www.sap-pos.org، يقول "لقد أصبحت تجربة "الميزانية التشاركية" التي تهدف إلى تطوير أشكال للديمقراطية المباشرة و نوع من السلطة الموازية بين الهيآت الرسمية و السلطة المواطنة مرجعا يدرس و يتم التعليق عليه بشكل واسع"
16. في بلاغ لتيار العمالة الامبريالية المنشور في الموقع أعلاه، يعترفون بأن أفانزوار أرودا Avenzoar Arruda، أحد قادة التيار قد ساند قرار التحالف مع الحزب الليبرالي.
، لسان حال ”الرابطة الشيوعية الثورية“ Rouge 16/.01/200317
18. أنظر بصدد هذه الفضيحة افتتاحية انياسيو راموني Ignacio Ramonet في افتتاحية Le Monde diplomatique لشهر أكتوبر 2004، حيث يتحصر هذا الأخير، و يكشف عن هذه الفضيحة كانت حتى في فترة الحملة الانتخابية.
19.انظر بهذا الصدد مقال Brésil : Les (faibles) arguments de la gauche gouvernementaliste المنشور في مجلة ابركور Imprecor
#كادم_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النساء هم نصف السماء و يجب أن يصبحوا كذلك
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|