أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - لطفي عزام - اقتلوا هذا الوحش














المزيد.....

اقتلوا هذا الوحش


لطفي عزام

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قد نكون في قلب الحرب الطائفية غير المعلنة في العراق... أو على أطرافها.. وربما نقف ـ في أكثر الحالات تفاؤلاً ـ على باب جهنم الطائفي الذي فتح على مصراعيه بعد أن قرعه الكثيرون..
قرعه باب الذين يقتلون الحسين من جديد ليضيفوا سبباً متجدداً لتعميق وتعتيق الكراهية في الصدور التي أرادوا لها أن تقفل على سواد متشعب وعتم كثيف ليضمنوا لأنفسهم استمرار السيادة.. والتسيد.
وقرعه الذين يعلقون "أبو ذر الغفاري" من رموشه لتتسع ابتسامة ابن لادن وتترسخ إمبراطوريته القائمة على الذبح والسلخ..ويسحقون" ابن رشد" في كل لحظة ليضعوا إنجازهم وساماً جديداً على صدر الزرقاوي والظواهري.
وقرعه الذين استباحوا عقول الناس ومصيرهم لتزداد الظلمة الطالبانية سواداً، وليتمكنوا من مبايعة الملا عمر خليفة لكل المسلمين على وجه الأرض وتحتها..
وقرعه قبل ذلك الذين نحروا أكثر من يوحنا المعمداني في أكثر من شارع أملاً بهزة إضافية من خصر "سالومي" المياس..
والذين صلبوا المسيح مرة أخرى وباعوا دمه لصالبيه الأوائل ليتمكن بوش الصغير من لبس القلنسوة وتقديم فروض الخشوع والولاء أمام حائط المبكى في القدس الذبيحة من الوريد إلى الوريد..
باب جهنم مفتوح على صراعيه.. وقد نكون دخلنا.. أو ما زلنا بأحسن الحالات على بابه، لكن الخطر الأخطر.. قادم.
عندما يحدث صراع بين طرفين.. ويتحول الصراع إلى معركة يمكن إيقافها لاحقاً.. ويمكن تضميد الجراح ولملمة آثارها المدمرة.. ويمكن إعلان صلح أو هدنة ولو بين أعداء.
ولكن عندما تدخل مفردات هذا الصراع وهذه المعركة في ثقافة الناس، وتسهم في تشكيل وعيهم ورؤيتهم للأشياء، ويصبح كل ذلك مألوفاً وعادياً لدى الجميع..
وعندما يدخل الوحش الطائفي بين القلم والورقة في معظم ما يكتب، وبين اللحن والمعنى في معظم ما يغنى.. ويلغي قصص العشق النبيلة بين الأرض والإنسان.. عندها تقع الكارثة الأكبر ويتعلق هذا الوحش.. ويصل الخطر الأخطر.
إذا تمكن هذا الوحش/ الفتنة من ذلك فلن يتوقف عند فصل الأرض عن الأرض والأحبة عن الأحبة... بل سيفصل بين الطفل وطفولته.. ويستبدل حقيبة كتبه بمفخخة يهديها إلى زميله الجالس في مقعده الذي كان يستعير منه قلم الرصاص ويعيره فرشاة الرسم وعلبة الألوان ..
وحش الفتنة الطائفية نصف نائم.. والكثيرون يسعون إلى إنقاذه.. فلا عذر لمن يكتفي بلعن من يوقظه فأضعف الإيمان لا يقف في وجه كارثة بهذا الحجم.. قادمة بهذه السرعة لتحرق الزرع والضرع والحضارة والتاريخ، وفوق ذلك وقبله الإنسان.. مهما كان طيفه الفكري أو المذهبي.. فالوحش إذا انطلق لا يميز بين أحمد وعلي والياس وفاطمة .
أضعف الإيمان لا يقف في وجه هؤلاء الذين يسعون لإيقاظ الوحش دون رفة من جفن أو رعشة من ضمير، فالمبلول لا يخشى رشقة ماء إضافية.
ولا عذر لمن يدفن رأسه في الرمال حتى تختفي الكارثة.
في حالة كهذه لا بد من كسر اليد التي تصر على إيقاظ هذا الوحش الذي نام دهراً وبدأ يصحو من جديد..
والعراق بكل جراحاته المزمنة.. والمستحدثة.. مدعو إلى مواجهته قبل أن يستعيد أنيابه ووعيه، وتصبح مواجهته ضرباً من الجنون أو الانتحار..
قدر الشرفاء في العراق مرة أخرى.. أن يكسروا ناب هذا الوحش ومخلبه.. قبل أن يستفحل في أعماق الأجيال القائمة والقادمة.. وينتشر كالأورام الخبيثة في الجسد العراقي المنهك، ويمتد بظله الأسود على المنطقة بكل تفاصيلها..
فقط.. اقتلوا هذا الوحش..



#لطفي_عزام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميركا تسوق( الفوضى الخلاقة ) .. وتبتكر(الحرب الاستباقية).. ...
- جعبتها مليئة.. وما أعلن قليل
- شتي.. وزيدي
- !!البلطة ليست في البرلمان فقط
- هل نفعلها؟
- هل صحيح اننا قوم لا نقرأ
- اترك قمرنا يا حوت


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - لطفي عزام - اقتلوا هذا الوحش