أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - نداء الى كل مصرى يريد أن يتمسلم أو يتنصر : افعلها سرا














المزيد.....

نداء الى كل مصرى يريد أن يتمسلم أو يتنصر : افعلها سرا


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بسم الله الرحمن الرحيم
نداء الى كل مصرى يريد أن يتمسلم أو يتنصر : افعلها سرا.
فى عيد القيامة فى سنة 1993 ( حسبما أتذكر ) كنت مارا بالقرب بالكنيسة المجاورة لبيتى وقت احتفالات الأخوة الأقباط بالعيد ، فوجدت بجند الأمن المركزى يقفون فى حماية الأطفال الأقباط من جيرانى وهم يلعبون فى براءة دون أن يدركوا النفق المظلم الذى دخلنا فيه. بعدها كنت فى ندوة الجمعية المصرية للتنوير ، والتى أنشأناها فى مكتب الراحل فرج فودة بعد اغتياله. تحدثت عن معنى أن يصل بنا الحال الى أن يلعب أطفال مصريون أمام كنيستهم فى حراسة الأمن ؟ لم أستطع تكملة حديثى فاختنق صوتى بالبكاء .!!
أتذكر أيضا فى جنازة صديقى الراحل فرج فودة وقد كان بين المشيعين محمد عبد القدوس فتعرض لضرب بعض الحانقين من المشيعين. ليست بينى وبينه صداقة ولا ود ، ولكننى حزنت لما أصابه ، فليست له يد فى اغتيال فرج فودة ، حتى لو كان صهره الشيخ الغزالى ممن ألّب على الفقيد الراحل ، ولكن القاعدة أنه " ألاّ تزر وازرة وزر أخرى " ولعل محمد عبد القدوس جاء مخلصا فى حزنه أو على الأقل ليبدى استياءه مما حدث وليعلن بمجيئه استنكاره للاغتيال الآثم. وفى كل الأحوال لا ينبغى مقابلة عمله هذا بالضرب والاهانة.
تخيلت نفسى ـ وأنا المسلم ـ أسير فى جنازة أخى القبطى الذى قتلته اليد الآثمة وهو خارج من صلاته ، تخيلت نفسى أسير حزينا لأشارك أخوتى الأقباط فأتعرض للضرب ، ويتعرض غيرى من المسلمين المدافعين عن أخوتهم للضرب والاهانة لا لشىء الا لمبدأ ( الضرب على الهوية ) والذى يؤدى الى (القتل على الهوية )، كما فعل المجرم الأثيم الذى زعموا أنه مختل عقليا، ومن المؤكد أن نكون نحن مختلين عقليا لو صدقناهم.
منذ عصر السادات وتحالفه مع الاخوان وجماعات الارهاب وحتى الآن ونحن فى حالة احتقان طائفى ونقف على هاوية تهدد بتحول الاحتقان الى انفجار. وفيما بين الاحتقان والانفجار يتحول المجتمع المصرى الى معسكرين يتعصب كل منهما ضد الآخر ، وفى هذا الاستقطاب يتم معاملة كل أفراد المعسكر الآخر كأعداء بمجرد الاسم والهوية لمجرد أنه مسلم أو لأنه مسيحى. وتتحول الكراهية من كراهية المتعصبين فقط الى كراهية كل من هم على دينه ، ثم تتطور الكراهية لتمتد الى الدين نفسه اجمالا وتفصيلا . هذا ما بدأنا الدخول فيه فعلا.
فى هذا الجو الخانق الملتهب تنمحى تماما حرية الاعتقاد فيصبح المسلم الذى يريد التنصر خائنا لقومه المسلمين ، ويصبح المسيحى الذى يريد دخول الاسلام خائنا لقومه المسيحيين . ويتحول اعتناق الاسلام او المسيحية من حرية شخصية الى جريمة سياسية واجتماعية وطائفية، وتتفاقم المشكلة اذا كان الذى يتحول الى الدين الآخر فتاة أو امرأة. هنا يرتبط الدين بالشرف وبالكرامة الشخصية والطائفية. وتتحول تلك المفاهيم العليا (الدين ـ الشرف ـ الكرامة) الى خدمة التعصب ، بل تحول التعصب الى سفك دماء يبدأ فرديا ثم يصبح جماعيا.
هل نريد لمصر أن تتحول الى لبنان السبعينيات او الى عراق اليوم ..
لذا أقولها لكل مصرى يريد أن يتنصر أو يتمسلم : أرجوك افعلها سرا....لا تضع المزيد من الزيت فوق الفحم المتأجج ..
فى البداية نحن نحترم حقك فى التحول الى أى دين تشاء ، ولكن الاعلان على تحولك الدينى ولجوئك الى السلطات الدينية هنا أو هناك يجعل قضيتك الشخصية شأنا عاما وسياسة تسهم فى تأجيج الخصومة بين المعسكرين المتعاديين. وستدفع الثمن وسيدفعه معك أبرياء من أسرتك ومن غير أسرتك. وفى كل الأحوال ستجد نفسك رهينة بين الأزهر و أمن الدولة والاخوان والمنظمات الارهابية والكنيسة ، كلهم يتخاطفونك ويتحاربون فوق جثتك أو ما تبقى منك. وفى النهاية تصبح عود ثقاب يشعل حريقا فى مصر. لا أظن انك تريد حريقا لمصر !!



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دليل الحيران فى أحوال ايران
- ليس حراما ظهور شخصيات الأنبياء فى الأعمال الدرامية
- شيوخ الاعتدال والرقص على الحبال
- ليس حراما اتخاذ التماثيل
- رد د. أحمد صبحى منصور على بيان بالتهديد له ولأسرته
- أيها الأفغانى المتنصّر ... يجب احترام حريتك فى الاختيار
- أيمن نور وغزو العراق
- النبى محمد عليه السلام كان يقرأ ويكتب ، وهو الذى كتب القرآن ...
- من هو الآخر فى الاسلام ؟
- سفاكو الدماء ليسوا مسلمين
- الاستحقاق السياسى فى تاريخ المسلمين
- طبقا للشريعة الاسلامية يجب الحاق بنت هند الحناوى بنسب أبيها ...
- بين الشرعية الالهية والشرعية السياسية
- دفاعا عن خاتم النبيين ضد المعتدين
- بناء الكنائس والدفاع عنها حق مقرر فىالاسلام
- فقه الشرعية السياسية فى لمحة تاريخية
- قدس الأقداس حماس
- من الحضيض الى أسفل السافلين .. احزن يا قلبى
- يحيا العدل
- يحيا التعذيب ؟!!


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - نداء الى كل مصرى يريد أن يتمسلم أو يتنصر : افعلها سرا