أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس إيغو - لماذا انهزم الربيع العربي














المزيد.....

لماذا انهزم الربيع العربي


فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 6106 - 2019 / 1 / 6 - 14:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأنا ما زالت محكومة بثقافة القطيع وعقليته

تبدو المشكلة الحقيقية للكائن العربي هي غياب الأنا الحرة، يعني غياب وعي الذات بذاتها وبحقوقها وبمستقبلها وبحريتها، وليس بمعنى الأنانية.
القضية الأساسية يجب أن تنطلق من سؤال: هل هناك كائن قادر على صناعة الحياة أم لا؟ كيف تكون الحياة قابلة للصناعة في غياب شخص يقول انبثاق الذات الحرة، أريد في هذه الفقرة الصغيرة أن أشير الى مسألة مهمة وحيوية، وهي تحرير الأنا من نظام التعالي الذي يجبرها أن تكون ليست هي، إن السلطة تقول لها يجب أن لا تتمظهري، المحافظة تقول لها يجب ألا تنضوي في العادات المتعارف عليها، الدين يقول لها يجب ألا تخرج عن الجماعة في طريقة تدينها إلخ إلخ، وبالتالي، كيف يمكن للأنا أن توجد خارج شرط الحرية؟ أي تظهر على النحو الذي تريده. الثورة عملياً سمحت للأنا أن تظهر وتقول ما تريده فيما يخص السلطة، لكن ولا أي كلمة نقد التراث ونمط التدين القروسطي. لقد ظهرت الأنا ظهوراً سياسياً ناقصاً، لم تعرف أن الحرية لا يمكنها أن تظهر في السياسة فقط، فإما أن تبزغ الأنا بصورة كاملة، أو تبقى "أنا" عرضة لتجاذبات قد تنتقل بها الى أقصى العقائد والأيديولوجيات المنغلقة على أنويتها المتصلبة الدوغمائية.
"الله وحده هو الذي أسقط النظام"
يقول المفكر المصري الراحل المأسوف عليه المصري علي مبروك، سقط نظام حسني مبارك في الحادي عشر من فبراير 2011، مسلماً السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وفي ذلك اليوم العظيم نزلت الى الشارع مع أحد الزملاء لنشارك الجموع الفرحة العظيمة بسقوط الدكتاتور، وفي طريقنا نحو ميدان التحرير مروراً بكوبري النيل صُدعنا لانتشار يافطات كُتب عليها "الله وحده هو الذي أسقط النظام".
باختصار، إن هؤلاء المتظاهرين الذين كانوا يرفعون هذا الشعار، كانوا مقتنعين بقوة بما كتب على هذه اليافطات، وأن لا فعل للمظاهرات والحراك الشعبي في دفع الرئيس مبارك للتنحي، ولا لإرادة داعمي النظام العالميين بترحيله. ويفسر الأمر بانتشار العقيدة الأشعرية بين جمهور المؤمنين، بعد نزع إسلامية المعتزلة وأفكارهم واعتبارهم مرتدين. ومن المعروف أن الأشعرية تعتبر كل أفعال الإنسان (كسب) من الله، المؤمنين في المدرسة الأصولية الأشعرية هم مجرد مكتسبين للفعل، لا خالقين له.
يبدو أن الثورة الحقيقية يجب أن تبدأ في القاعات المظلمة لوعي أو للاوعي الإنسان العربي، حتى نستطيع الحديث عن تجديد فعلي للخطاب الديني، وثورة حقيقية في الواقع العربي، ينتقل فيه من وعي قروسطي يدور حول الدفاع عن الهوية الدينية، الى وعي حديث يعتبر الدين أمر شخصي بعيداً عن التسييس وعن الوعي الديني الجمعي.
التفكير المركب، كبداية للخروج من المستنقع العربي
جردة حساب الانتفاضات العربية، فيما عدا الاستثناء التونسي، يمكن القول إن النتيجة كارثية؛ حروب أهلية في سورية واليمن، حروب ميليشيات في ليبيا، وعودة الجيش للحكم من جديد في مصر. بالطبع، المسؤول الأول عن هذه الكارثة العربية هو النظام السلطوي المتوحش القائم منذ الخمسينيات في العالم العربي، لكن، لا يجب أن نقف هنا، دون إلقاء النظر في أسباب هذا الفشل في المعسكر الذي يطالب بالتغيير.
هذا الفشل يجب أن يدفعنا كمثقفين وناشطين مدنيين في الحقل الثقافي والسياسي الى مراجعات سياسية جذرية وإعادة تفكير في كل منظوماتنا الفكرية والسياسية التي نشتغل بها، لا الإغراق في التفكير الأيديولوجي المغلق (كممارسة من النوع الحديث لفقه النكاية عند دعاة الباراديغم الفقهي)، أو البكاء والتعويل والشتم والسباب على الأعداء الذين وقفوا ضد الثورة (وكيف لهم أن يفعلوا غير ذلك إذا كانوا أعداءاّ)، ولوم الأصدقاء لأنهم لم يقفوا ما يكفي أو خانوا في منتصف الطريق.
وإذا تتبعنا المدونات وما يكتب على صفحات التواصل الاجتماعي فيما يخص الانتكاسة التي أصابت الانتفاضات العربية، لا نلقى سوى التبريرات وإعفاء النفس من النقد، والغرف حتى الثمالة في نظريات المؤامرة التي هي أرذل التفكير الايديولوجي المغلق. ويبدو أن رواج نظريات المؤامرة ليس فقط في العالم العربي، بل حتى في الغرب، والسبب سهولة تعاطيها وتداولها وتلقيها، في ظل هيمنة حضارة الصورة، وسيادة الفلاشات الكلامية الخاطفة، وبالتالي انعدام الصبر والقدرة على ممارسة وتحمل مشاق التفكير الاستراتيجي المركب.



#فارس_إيغو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين النوايا الخضراء المشبوهة والسترات الصفراء المحرومة
- كيف الخروج من هوّة التأخر؟
- العرب والإخفاق الحضاري المزمن
- العرب والحداثة والتحديث
- اللقاء الصدمة مع الحضارة الاوروبية الصاعدة
- الظرفية التاريخية المعاصرة في العالم العربي وأهمية العامل ال ...
- ثقافة الماينبغيات والخطاب العربي الغارق في المثل الأفلاطونية
- لماذا ينجح الواعظ الديني حيث يفشل المثقف الحديث
- لينين والعمل العلمي الذي أسسه ماركس
- ظاهرة الالحاد في العالم العربي بين التضخيم والتهويل
- اليسار الاوروبي وتحديات العولمة
- هل العلمانية إلحادية ؟
- المجتمع المدني في سورية بين المفهوم الإحيائي والمفهوم السياس ...
- الديمقراطية و التنمية
- المجتمع المدني في سورية و جدلية الشكل والمضمون


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس إيغو - لماذا انهزم الربيع العربي