خزعل اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 6106 - 2019 / 1 / 6 - 14:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المتابع للمتغير الجذري السياسي في عراق ما بعد 2003 يدرك تماما ان الستة عشر عاما التي انقضت ماهي الا ضحك على الذقون في اغلب مسارات العملية السياسية داخليا وخارجيا ، وان جل من تصدوا لهذه العملية لا يفقهون فن ادارة دفة امور الدولة ولا في رسم السياسة الخارجية التي تعتبر الوجه الحقيقي لأي بلد ، فالتصريحات مبنية على اجتهادات شخصية تعبر احيانا عن وجه نظر الوزير نفسه او حزبه الذي ينتمي له، وفي كثير من الاحيان لا يوجد للحكومة وجه نظر بين اسطرها ،وكذلك السفارات والقنصليات بمن فيها ومن يديرها باتت اقطاعيات عائلية حسب كثير من المحللين والسياسيين انفسهم ، والحل لهاتين المشكلتين مازال يحبوا او يراوح مكانه ،
ولا يمكن ان تدار الامور في العراق بعد مرور فترة ليست بالقصيرة على سقوط نظام البعث الدكتاتوري بهذه الطريقة وكأننا في حزورة لا يمكن فك طلاسمها وحلها ،
فالبلد يكاد يتجه الى المجهول بعد ان عجزت "الطبقة السياسية" في تحريك الماء الراكد ، لان التوجه الحقيقي والراسخ هو كيفية ضمان واستحواذ اكثر مكتسبات حزبية هنا وهناك ، والامر الاخر السمع والطاعة لهذه الدولة او تلك ،
فالحلول الواقعية مازالت مؤجلة او عقيمة من قبل الحكومات التي تعاقبت على الحكم للمشاكل المتراكمة بدءا من مفوضية الانتخابات ونظام تأسيس الاحزاب والكيانات السياسية والنظام الانتخابي وتشكيل الحكومة والبطالة الفساد وسوء ادارة المشاريع وتلكؤها ناهيك عن الوهمي منها والتقصير في الخدمات وادارة واردات اموال النفط الهائلة ،
التظاهرات الجماهرية لم تنتج شيء يذكر كونها هي الاخرى أخذت مسارا لم يستطيع والى الان من نظمها وادارها البقاء عليها صامدة كما ينبغي ، وان تكون تلك الاحتجاجات والتظاهرات التي شاهدناها في عدد من الدول التي استطاعت تغيير انظمة وحكومات خلال فترة وجيزة ، ولا ننسى المحاصصة التي ضربت بأطنابها مفاصل الدولة التي كانت ومازالت السبب الرئيسي في كل ما يجري في العراق رغم التوجهات والصيحات التي نادت "بالإصلاح" من هذا الطرف او ذاك والتي كانت في حقيقتها اسقاط فرض ليس الا ، وفي خضم هذه العقبات والمماحكات والمشاكل العويصة فمن هو المنقذ الذي باستطاعته فك طلاسم الحزورة التي مازال العراقيون يترقبون حلها بفارغ الصبر اكان شخصا ام حزبا.
#خزعل_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟