أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - لماذا العراق مسلوب السيادة؟















المزيد.....

لماذا العراق مسلوب السيادة؟


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6106 - 2019 / 1 / 6 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا العراق مسلوب السيادة؟
بإختصار شديد كعنوان رئيسي للموضوع؛ إن سبب فقدان السيادة العراقية على كل صعيد؛ هو إن الحكومات التي تعاقبت عليه منذ آماد طويلة غير مخلصة ولا تريد الخير للعراق, و حين سألني بعض الطلاب الكنديين عن معنى السياسة في العراق, قلت:
السياسة عندنا هو أن تهدم وطنك لتبني بيتك!

لقد وصل الحال ببعض المخلصين في العراق درجة لا يُمكن التعبير عنه إلا من خلال القصّة الحقيقية التالية التي تُدمي القلب و التي وقعت في سجن الفضيلية, على لسان الدكتور (أبو الكفل الموصلي) ألذي كَفَرَ بآلوطن و بكلّ المقدسات العراقيّة بسبب الحاكمين, بعد ما تعرّضَ لأهانات كبيرة حتى السّجن و التعذيب بسبب عملية جراحيّة أجراها ليد مريض في مستشفى مدينة الطب و بعد إنتهاء العملية لم يستطيع المريض تحريك يده بسبب عصب لم يتم وصله, فقال له الدكتور أبو الكفل:
[ألمسألة بسيطة جداً لعدم إتصال العصب و سنعيد ربطه من جديد بسهولة لتعود اليد إلى حالتها الطبيعية الأولى, و تبيّن أنّ هذا المريض من أقرباء أحد العاملين في قصر صدام من عشائر البدو في تكريت!
ممّا أدى إلى سجنه بلا ذنب, رغم تعهده بإجراء العملية بنجاح في غضون ساعات!
في السجن و خلال إمسية من أماسيه الحزينة؛ حكى أحد السّجناء حكاية عن آلشاعر (محمد مهدي الجواهري), بكونه أخذ معه قليلا من التراب عند مغادرته للعراق, مُدّعياً أنه حين يشتاق يشمّه, و ما إنْ سمع الدكتور بهذا الكلام قال منتفضاً: [أمّا أنا فلو وفّقتُ للخروج من العراق سآخذ معي حفنة من ترابه أيضاً, و كلّما تذكرت أو إشتقت للعراق أخرجه لـ (أتبوّل) عليه]!
أيّ بلد هذا المسمى بالعراق حين يصل حال مواطنيه فيه لهذه الدرجة بسبب الحُكّام الفاسدين؟ حيث لا كرامة ولاعدالة ولامساواة بين المواطنين, بل وجود فوارق طبقية و حقوقية كبيرة بين الجميع تقريباً مثبت في الدستور؟

علّة ذلك, هو: إن الأجنبيّ و الفاسد مُفضّل على المواطن بل هو السيّد ألرّئيس عن طريق الحاكمين العملاء ... و الأدلة و الأحداث كثيرة, و للبرهان على ذلك إستمع للقصة المؤلمة التالية:
من الأحداث التي رويت عن القائد الفرنسي (نابليون بونابرت)، أنه عندما شنّ حربه على ألنّمسا، كان هناك ضابط يتسلل بين الفينة والأخرى الى نابليون قائد الجيش الفرنسي القصير القامة، يفشي له اسرار جيشه، وكان نابليون يرمي لهذا الضابط - بعد أن يستمع الى ما يفيده من أسرار عدوه - صُرّة نقود على الأرض ثمناً لبوحه أسرار جيشه.
ذات يوم وكعادته بعد ان سرّب الضابط لنابليون معلومات مهمّة، هَمّ نابليون برمي صرّة النقود له، فما كان من الضابط إلّا أنْ قال:
[ياسيادة الجنرال، ليس المال وحده غايتي، فأنا أريد أن أحظى بمصافحة نابليون بونابرت] .. فردّ عليه نابليون:
[أما النقود فإنّي أعطيكها .. كونك تنقل لي أسرار جيشك، و أما يدي هذه؛ فلا أصافح بها من يخون وطنه]!
وقال مقولته المشهورة: [مثل الخائن لوطنه كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص .. فلا أبوه يُسامحهُ ولا اللصوص تشكرهُ].

في قصة حقيقية أخرى .. حين عبر (الإسكندر المقدوني) مضيق الدردنيل وحارب الفرس في غرانيكوس (334 ق.م) ثمّ في معركة إيسوس (333 ق.م) وانتصر عليهم؛ عيّن الأسكندر جائزة كبيرة لمن يستطيع القبض حيا أو ميتاً على الملك المهزوم (داريوش الثالث) بإتجاه أفغانستان حيث إستطاع أحد الإيرانيّين من قتله و إلأتيان برأسه للأسكندر لنيل الجائزة, لكن الأسكندر وبّخَهُ بدل تكريمه قائلاً لهُ: أنتَ حينَ خُنْتَ مَلِكَ وطنكَ .. لا يُمكن أن تكون وفياً لغيره .. و في رواية أخرى أمر بقتله!؟

من هذه المواقف تنكشف لنا خسّة مَنْ لا يكنّ لبلده الولاء و الوفاء .. و لله الوفاء و كلّ الولاء الحقيقي قبل هذا .. والذي ذكرني بآلأسكندر المقدوني و بنابليون واحتقاره الضابط النمساوي؛ هو ما حدث و يحدث في ساحة العراقيين على يد ساسة وقادة اتّخذ بعضهم من العراق - وهم عراقيون يدّعون ما يدّعون - سوقاً للتجارة، و وسيلة للربح، وطريقاً لمآرب أخرى، نأوا بها عن المواطنة والولاء والإنتماء للوطن، فهم أناس لا أظنهم يختلفون عن ذاك الضابط الخائن بل أستطيع القول بجرأة بأنّ كل العراقيين باتوا هكذا ينتهزون الفرصة تلو الأخرى للحصول على جائزة العمالة على حساب الوطن المواطن، و ما تسليم العراقي الجّمل بما حَمَلْ بعد إنتخابهم للفاسدين الذين هم منهم، وتحكيمهم على أمل حصول الفرج على أيديهم للتعويض عن سني الحرمان التي لحقت بهم إلا دليل على ذلك، فحقّ عليهم جميعاً قول الشاعر:
إذا أنت حمّلت الخؤون أمانة .. فإنك قد أسندتها شرّ مسند
وباستطلاع وإستقراء لما جرى في العراق خلال الأعوام الخمسة عشر الأخيرة و ما قبلها، يتبين كم هو بليغ تأثير خصلة خيانة الوطن، لا سيما حين تكون صفة لصيقة بالشخصيات القيادية في مفاصل البلد الحساسة، والشواهد كثيرة، ليس أولها ماحدث في محافظات الموصل والأنبار قبل أربع سنوات، كما أن آخرها لا يقف عند زيارة ترامب للعراق من دون إذن أو حتى تنسيق, بل رفض حتى اللقاء برئيس الوزراء, وحتى قبل رئيس الوزراء الحالي السيد عبد المهدي .. نرى الخائن العبادي ليس فقط عمل كجاسوس للأجانب؛ بل تستر حتى على قواعدهم في شرق و شمال و غرب البلاد, حيث أعلن مراراً بعدم وجود عسكريين على الأرض العراقية و ما موجود مدربون لأغراض التدريب, بينما أثبت الواقع وجود أكثر من خمسة آلاف عسكري محارب في قاعدة واحدة فقط هي عين الأسد بجانب آلآلاف الاخرى في معسكرات وقواعد عدّة!

أخيراً .. هل يعلم الخائنون حجم المآسي و الأضرار التي يتركها عدم ولائهم للوطن؟
وهل يعون و يدركون عظم الآثار والعواقب المعنوية و المادية التي تترتب على العراقيين بكل شرائحهم، وعلى الوطن بكل جوانبه، من جراء ضعف انتمائهم له؟
وهل يعرفون أنّ قدرهم عند المواطن الواعي طبعأً بات كقدر ذلك الضابط النمساوي عند نابليون؟
أو كقدر صدام عند آلأنكلوإمريكان حين وصل الحال به – بصدام - لأنّ يتوسل بمبعوث بوش في آخر لقاء جمعهم في الموصل قبيل بدء الحرب, حيث نقل الكاتب (سالينجر) الذي رافق المبعوث في كتابه المعروف (ألأسرار الخفيّة لحرب الخليج)؛ [الأمر بيد الرئيس و القيادة الأمريكية, و سننقل لهم طلبك].
أمّا علّة العلل في كلّ ذلك الفساد و الذلة و الخيانة العظمى, هي: فقدان الفكر و مبادئ الفلسفة الكونية في عقول السياسيين و الحاكمين الخائنين, لهذا حلّلوا بيع الوطن والعمالة و الكذب والنّفاق لأجل الرواتب و المال الحرام.
و لاحول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم, و الله يستر من الجايات.
A cosmic philosopherالفيلسوف ألكوني



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألعيب بآلعراقيين لا بأسيادهم!
- كلّكم مسؤولون ولو ألقيتُم المعاذير
- متى يرتقي البشر لمستوى الحيوان؟
- أوّل فساد -قانوني- جديد
- كم مرّة يجب أن يُكرّر التأريخ نفسه؟
- بيان (أفّاز) العالمي بشأن حقوق الأطفال
- الوادي الأوّل من محطات العشق - الطلب
- تعريف الفلسفة الكونية
- مأساتنا بسبب الظالمين
- مأساة الحلاج؛ مأساة بغداد
- لماذا فقدت الكرامة في العراق للأبد؟
- حول إمكانية إعادة بناء(الدعوة) بعد خرابها؟
- عالم العقل في الفلسفة الكونية(الحلقة الأولى)
- مرحباً بآلعاشقين ألجّدد
- ماذا قلتُ ل (محمد حسنيين هيكل)؟
- من يُكرّس الأميّة الفكرية؟
- حكوماتنا الأسوء في العالم
- حقيقة (الفلسفة الكونيّة ألعزيزيّة)
- لا أمان إلا بآلمعرفة
- لماذا تحوّلت بلادنا لجحيم؟


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - لماذا العراق مسلوب السيادة؟