أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - انتشار شرب الخمور, لماذا؟














المزيد.....

انتشار شرب الخمور, لماذا؟


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6104 - 2019 / 1 / 4 - 21:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خمر وخمر ومخمورين, هي الكلمات الاكثر انتشارا بين اخبار المواقع والوكالات الخبرية المحلية ليلة راس السنة! وقد اثار تعجبي كثرتها عن المخمورين, فهل يعقل اننا في بلد اسلامي وحكومة احزاب اسلامية! واكثر ما شاهدته مرارة: هو الفيديو الذي انتشر ليلة راس السنة في مواقع التواصل الاجتماعي, عن دفع رجل بطفله الصغير الذي لا يتعدى عمره الثلاث سنوات لشرب الخمر! وسط تشجيع جمهور كبير من الشباب والكبار المحيطين بالحدث, مع تصفيق وتصوير الحدث باعتباره نصرا للمخمورين "العرقجية", متناسين حق الطفل بحماية طفولته من التصرف الارعن لأبيه وللجمع المحيط! قد اصبح هناك مجاهرة بشرب الخمر وتوسيع رقعة الدعوة للشرب لتصل للأطفال الصغار!
واخرها خبر نقلته وكالة المدار ما نصه " القت مفارز شرطة بغداد القبض على سبع مخمورين, حاولوا افتعال المشاكل بين المحتفلين في بغداد, في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد, واضاف, ان احد هؤلاء كان داخل مدينة العاب السندباد في شارع فلسطين",
قضية انتشار الخمر اصبحت علنية, بل يتفاخر بها الشباب وحتى كبار السن, ويعتبروها نوع من الفحولة والرجولة للأقدام على ما يخافه الاخرون! انه ببساطة انقلاب للقيم, والاغرب ان ينتشر في المناطق السكنية التي تكثر فيها الجوامع والحسينيات, والتي تلتزم بالمراسيم الدينية بشكل كبير ومشاركة واسعة على مدار ايام السنة, فكيف تنتج هذه الاحياء والمدن جيل كبير من شاربي الخمور!

• شباب ضائع
فوضى خلقتها العولمة والتي اصبح من العسير السيطرة عليها, فهي كالقنبلة التي انفجرت وها نحن نعيش زمن العصف, والذي لا يعلم اين يأخذ بنا, ان الضخ المتواصل لمعلومات شبكة الانترنت ومحاصرة الانسان عبر كميات ضخمة من الاخبار والصور ومشاهد الفيديو وصوتيات, ممن لا تعترض على شرب الخمر بل تجعل منه امرا ملازما للفحولة, ويصبح المؤثر الاكبر في حياة الشاب هو المعلومات التي تغذيه بشكل مستمر.
وبغياب الضابط لما يتم استلامه, فيتعرض الشاب لعاصفة الكترونية تقلع قيمه وتؤسس لأفكار مغلوطة, نتيجة التغذية المستلمة من مؤسسات غربية ذات اهداف معينة, الى ان تتحول الى سلوك يومي, فعندما يتغذى معلومات بكميات كبيرة وبشكل مستمر لزمن طويل, سيستشعر ان تناول الخمور باب من ابواب التمدن والحداثة والحرية, بل من صفات الرجولة والذكورية, لذلك يريد ان يثبت كل هذا الهوس لنفسه ولمحيطه فيتحول الى مدمن خمور.

• ضعف الخطاب ديني
المتتبع للخطاب الديني يجده جامد بنفس كيفية السبعينات والثمانينات ولم يتطور, لذلك لم يعد مؤثر في المجتمع الحالي, بل غدى مجرد مراسيم لغرض كسب الصيت او البحث عن ثواب, او تجارة عن بعض اهل المنابر! فمع الانفتاح الكبير واتساع عدد الجوامع والحسينيات والمراكز الدينية, ومع سعت المشاركة في المواسم الدينية, لكن الانحراف عن الدين اصبح كبيرا, فشرب الخمر من الكبائر ومن اساسيات الاسلام, وقد شدد الاسلام على الابتعاد عنها, وحرم حتى مجرد الجلوس على طاولة واحدة مع شارب الخمر, لكن نجد انفتاح كبير نحو الخمر من قبل الشباب وحتى الكبار, باعتباره وسيله للترفيه وعلامة من علامات الرجولة, وباب مهم للانتماء للكبار.
نحتاج اليوم ثورة في الخطاب الديني, وتحرك وفق منهج وخطة لإعادة المجتمع للطريق السليم, بعد الانحراف الكبير لقافلة الامة! بدل الكسل الغريب الذي يغط فيه البعض, فحرب الخمر تحتاج لتحرك سريع من رجال الدين, باعتبار الخمر خطر مميت يهدد المجتمع والايمان في هذه الارض.

• ضعف تأثير المؤسسات التعليمية
مقايس تطور أي بلد هو الدور الذي قدمه المؤسسات التعليمية في بناء المجتمع, لكن الملاحظ ان قيم المجتمع في انحدار عام بعد اخر, حيث تنتشر الرذائل والجريمة والفساد في المجتمع, وكل يوم نصحو على خبر غريب كاب يقتل اطفاله, او قيام مجموعة بتسليب رجل عجوز! او قيام مخمور بقتل طفلة, فالخيانة الغدر الكذب النفاق كلها منتشرة بشكل مخيف وبكل طبقات المجتمع, مصيبة كبيرة كالحريق في مخزن ورق يصعب ايقافه.
ان المدرسة والمعهد والجامع توقف تماما عن رفد القيم ودعم السلوك الحضاري الصحيح, بل تحولت هذه المؤسسات التعليمية لمكان لتحطيم القيم خصوصا الجامعات والتي يحصل الانفلات داخلها لتحصل نوع من الحصانة للطالب مع اتاحة الفرصة لخروج كل مكبوتاته, ومنها دعوة شرب الخمر.
فلو قامت المؤسسات التعليمية بتحصين الانسان منذ الصغر ضد الخمر, والتحذير الشديد من مخاطره على الصحة والحياة والدين والايمان, لكان من الممكن محاصرة الخمر, لكن فقدنا ركيزة اساسية في حرب الفساد والانحراف, بسبب فساد وخراب البيئة التعليمية في العراق( مدارس ومعاهد وجامعات).

• التأثير السلبي للأعلام المحلي والعربي
الاعلام العراقي بعد 2003 تحول الى اداة لتدمير ما بقي من بنيان المجتمع, حيث كان العنصر الاساسي لتسفيه الوعي وتحول جزء من المجتمع كقطيع للأحزاب, مع تحريضه على الطائفية والعنف, وحتى الاعلام العربي عبر مئات الفضائيات تنشر السموم التي تهتك حصن القيم, لتزرع بذور الانحراف, وكان شرب الخمر مادة مهمة لفترات البث, حيث كانت هنالك اساليب غير مباشرة للترويج لشربه عن طريق بث افلام ومسلسلات تكثر من لقطات شرب الخمر, وتجعل الابطال من الشاربين للخمر, ودراما بشكل يومي لا تعترض على شرب الخمر بل تعتبره رجولة وشجاعة وامر طبيعي يمارسه الابطال.
فيأتي المراهق والشاب ليقلد ما تبثه القنوات المحلية والعربية, بعد حالة الاشباع التي تعرض لها من خلال ساعات البث المكثفة بأجمل صورة واحلى صوت, فيتحول المتلقي الى دمية يحركها الاعلام!
نحتاج اليوم لقانون ينظم عمل الاعلام, ويحقق الحماية للمجتمع والفرد, مثلا يكون اتفاق على حرب الخمر عبر مادة تثقف على خسة ونذالة شارب الخمر وانه يحارب الرسول واهل البيت بهذا السلوك, او يتم قطع أي لقطة فيها خمر او شرب للخمر, وهكذا يتم محاصرة الخمر اعلاميا, فقط نحتاج لقرار سياسي يجبر اهل الاعلام على الالتزام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوالف الباص عن الاحزاب
- قاعدة المجرب لا يجرب وحكم البصرة
- ضرورة ابعاد حكم البصرة عن الدعوة والحكمة
- الكتاب الوثنيون ورضا الاصنام
- احلام بسيطة مؤجلة وسلطة فاسدة ظالمة
- اغتصاب وتجنيد اجباري وازدحامات
- هل تعلم لماذا الحكومات العراقية ترفض حل ازمة السكن؟
- هل يمكن ان تكون في العراق معارضة سياسية؟
- ماذا بعد فضيحة بدل الايجار والمنحة؟
- جماهير الفيسبوك تقيل محافظ البنك المركزي
- -حماكة- في مقر رئيس الوزراء
- احذروا الناتو الشرق الاوسطي الجديد
- من هم اعداء الحسين في عصرنا الحالي؟
- جوامع مهجورة والطريق لإعادة احيائها
- تنبؤات سياسية وطلسم وكتاب قديم
- رئيس الوزراء الجديد وملف ازمة السكن
- الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية تحت مطرقة الاهمال
- عندما اصبح رئيسا للوزراء
- نريد رئيس وزراء عراقي
- رواتب البرلمانيون هل هي سحت؟


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - انتشار شرب الخمور, لماذا؟