داليا حمامي
الحوار المتمدن-العدد: 6103 - 2019 / 1 / 3 - 23:38
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
أروع رواية قرأتها هذا العام.. تستحق جائزة أكبر و أهم من جائزة البوكر.. تحية كبيرة للكاتب العبقري محمد حسن علوان..
أن يكتب رواية تقع في ٦٠٠ صفحة و يبقى مستوى التشويق عالي في كل الصفحات فهذا لوحده إنجاز يستحق جائزة، ربما لا يضاهيه أحد في هذا النوع التشويق إلا دان براون..
أول رواية تمنيت ألا تنتهي و عندما انتهت حزنت من كل قلبي..
سرد رائع و لغة ممتازة غنية بمفردات جديدة و تعابير و تشابيه أكثر من رائعة. حوارات قوية لا يشعر القارئ معها انه انتقل من السرد.
فكرة كتابة سيرة متخيلة للشيخ محي الدين بن عربي، بأخطائه و انكساراته و معاناته من الحب و لوعته، و من فقد الأحبة و الأصدقاء، رحلته في البحث عن أوتاد قلبه و اكتشافه لما هو أهم، تنقلاته و كتابته لأهم مؤلفاته ( الفتوحات المكية ) ضمن قالب قصصي شيق، هو شيء غاية في الصعوبة و يحتاج لعبقرية تجسد الزمان و المكان.
الرواية مليئة بالاقتباسات و دائماً ما يرافق كل قسم جملة صوفية عميقة المعنى.. أيضاً فكرة المخطوط و تنقله في رحلة شبيهة برحلة صاحبه، فكرة في منتهى الجمال و أضافت بعداً آخر للتشويق.
من أجمل الاقتباسات في الرواية:
إن لرضا الله عليك شعوراً لا يمكن أن يوصف. دثار دافئ يحيط بقلبك في ليلة برد، أو وميض من الضوء يسافر في عروقك، أو ملاكٌ من ملائكته يتسلل إلى روحك و يحضنها مثل صديق قديم.
اختلطت روائح المدينة وأصواتها وصورها وأناسها بعضها ببعض فصارت أشبه بيد حانية تمسح عن جبيني التعب وتمسّ قلبي فيهدأ. كل شيئ مررنا به مذ تجاوزنا الباب سوقاً كان أو داراً أو بستاناً أو خاناً كان يشبه العهد الذي تقطعه دمشق على نفسها أن تكون خير مقام للمتعبين والغرباء الذين خدش الحب قلوبهم مرة أو مرتين..!
إذا كتبت تراءى لي وجهها الصبيح مع كل حرف.
يا لعينيها مثل حرف الحاء الذي ينفق فيه الخطاط نصف يومه!
يا لأنفها مثل دقة الدال إذا انتهى به السطر!
يا لشفتيها مثل وقار الثاء إذا سكتت والياء إذا ضحكت!
يا لهذا الخدش في صدعها مثل همزةٍ أفلتت من ألفها!
يا لوجهها مثل كتابٍ من نورٍ سطرته أيدي الملائكة!
دفنتها بيدي وأودعت معها في قبرها الصغير دمعات دافئة أعلم أنها ستطفو مثل ورقة ياسمين صغيرة فوق نهر أبدي من حزن أبيها
#داليا_حمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟