خالد تعلو القائدي
الحوار المتمدن-العدد: 6103 - 2019 / 1 / 3 - 14:14
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
السذاجة والغباء
خالد تعلو القائدي
لو لم نكن ساذجين وأدركنا الواقع بجدية لما كنا مصنفين بأعلى درجات الغباء العاطفي ، بعد ١٥ / ٦ / ٢٠١٤ عندما نزح جميع أهالي تلعفر والقرى المحيطة بها من التركمان الشيعة إلى شنكال، ومن ثم الغاء انشاء مخيم خاص بهم وتسفيرهم إلى المحافظات الجنوبية.
وأمام انظارنا، وبسبب سذاجتنا آنذاك لم ندرك أن هناك استراتيجية بعيدة المدى في إنهاء الوجود الايزيدي في شنكال ، والآن وبعد مرور أكثر من أربعة سنوات من النزوح والهروب من همجية داعش الإرهابي، أدركنا سذاجتنا ولكن بعد فوات الأوان.
سقطت جميع المناطق العربية المتاخمة للحدود المجمعات والقرى الايزيدية، وهي أشبه أن تكون بسقوط ألواح الدومينو مع الإبقاء الطريق الوحيد الذي يربط شنكال مع إقليم كردستان العراق، والوقت لم يكن كافيا لوصول جميع الايزيديين إلى هناك، اي أقل من ٢٤ ساعة فقط.
في جميع المناطق التي سقطت بيد داعش كان أمام الأهالي الوقت الكافي للخلاص منهم إلا أبناء شنكال ، هنا لا نتهم جهة معينة فقط بل انهارت القطعات العسكرية في جميع مناطق ضمن ثلاث أكبر محافظات عراقية وهي نينوى والانبار وصلاح الدين.
ولم يتوقف هذه الإستراتيجية الخبيثة ضد الايزيدية حتى بعد تحرير مدينة شنكال، حيث فرض عليها حصار من حيث قطع كل الطرق التي تؤدي إليها إلا طريق وحيد ويمر باخطر المناطق وصولاً إلى شنكال.
صدام حسين قام بترحيل الايزيديين في عام ١٩٧٥ من قراهم إلى ثلاثة عشرة مجمعاً والحال تجدد الان بعد عام ٢٠١٤ ولكن هذه المرة إلى أكثر من ١٤ مخيماً في إقليم كوردستان وسوريا وتركيا واليونان.
ما أشبه الأمس باليوم .. نفس السيارينو تكرر ولكن بطريقة أبشع من سابقتها.
وما يجعلنا نشعر بالخوف الحقيقي الان هو انشاء منظومة الصراع السياسي والحزبي في شنكال من قبل جهات مختلفة، وجميعها لا تستند على شريعة وجودها هناك.
الفرمان الأخير خلفَ اكثر من سبعة الآلاف من القتلى والمخطوفين، وأكثر من سبعين مقبرة جماعية مكتشفة إلى الآن وتدمير البنية التحتية لهذه المدينة، وتفجير قرابة ثلاثين مزارا دينياً للايزيديين، وإلى الآن أكثر من ثلاثة آلاف ايزيدي مازالوا مخطوفين من قبل هذا التنظيم اي تنظيم داعش.
ولم ينتهي السيناريو هنا بل هناك محاولات عديدة في إحداث عدائية حقيقية بين الايزيديين أنفسهم، ولاكثر من مرة حصلت مواجهات ايزيدية _ ايزيدية ولولا قدرة القادر لكان تلك المواجهات تؤدي إلى مواجهات دموية خالصة من أبناء الايزيديين ومن كلا الطرفين.
غالبية الايزيديين الان اسرى في المخيمات وهي أشبه بالمعتقلات الإجبارية في العراق وسوريا وتركيا واليونان، في حين شنكال أسيرة الصراعات السياسية والحزبية.
نعم، لابد أن نعترف بسذاجتنا وعدم إدراكنا لصعوبة الواقع الايزيدي، ونحن مازلنا نتأمل خيراً من قبل الآخرين، في حين الواقع غير ذلك ابدا بل أسوأ بكثير مما نتصوره.
#خالد_تعلو_القائدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟