أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - الانقلاب التونسي














المزيد.....

الانقلاب التونسي


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 6102 - 2019 / 1 / 2 - 15:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحركة نداء تونس سليم الرياحي حول ‏الشكوى المرفوعة من قبله الى القضاء العسكري ضد رئيس الحكومة ومدير ‏ديوان سابق لرئيس الجمهورية ومدير عام الأمن الرئاسي ، بتهمة التخطيط لتنفيذ ‏انقلاب على رئيس الجمهورية ، تمثل تطورا مثيرا في الأزمة السياسية .‏
سليم الرياحى أدلى بذلك في حوار أجرته معه قناة تلفزية فرنسية ، وذهب فيه حد ‏تأكيده أن حياته في خطر ، وأنه طلب الحماية الأمنية ، مبديا حرصه على سلامة ‏البلاد ، فالوضع خطير.‏
‏ والانقلاب برأيه ليس فقط مشروعا يستهدف أصحابه تنفيذه مستقبلا ، بل هو قيد ‏التنفيذ حاضرا ، أي إنه أمر واقع الآن ، وفي الربع ساعة الأخير من اكتماله ‏وكانت ساحته الأولى البرلمان ، حيث استولت حركة النهضة وحلفاؤها عليه، أما ‏الساحة الثانية التي فشل فيها فهي حزب نداء تونس ، ولولا تضافر جهوده وجهود ‏آخرين لحصل ذلك أيضا ، والساحة الثالثة التي لم يذكرها ، هى الحكومة ‏فالانقلاب فيها يبدو أنه قد نجح ، والساحة الرابعة هي الادارة ، التي زرعت فيها ‏النهضة رجالها خلسة ، و بقي فقط قصر قرطاج بعيدا عن نفوذ الانقلابيين .‏
‏ واللافت زجه بالمؤسسة الأمنية العسكرية في معمعة الانقلاب ، عندما قال إن ‏مشروع الانقلابيين من بين نقاطه أنه في حال اصطدم بعوائق ولم يمر بسلاسة ‏يتم اللجوء الى حملة السلاح ، وإن من المتورطين فيه متعاونون ومغرر بهم ‏تسيطر عليهم عقلية العصابة .‏
و ذكرت مصادر أن الأمر يتعلق بشريط فيديو، سجل في حفل ختان ابن أحد ‏البرلمانيين ، ذكر فيه وزير سابق لدى وزير داخلية في حكومة الحبيب الصيد أنه يعد ‏لانقلاب ، وذلك الوزير معروف عنه انبهاره بشيخ حركة النهضة ، باعتباره قائدا ‏سياسيا مُحنكا حسب تعبيره ، يملك دهاء سياسيا كبيرا ، و لـه قدرة علـى التأقلم مع ‏الظروف ، و يُدرك الوقت الذي يجب أن ينحني فيه للعاصفة ، و الوقت الذي يقف فيه ‏بعدها ، بما قد يعني أن حركة النهضة و ائتلاف رئيس الحكومة الحالي ، الذي ينتمي ‏اليه الوزير السابق قد التقت مصالحهما ، وهما القيمين الآن على ذلك الانقلاب . ‏
وقبل ذلك بأشهر قليلة قال الصحفي الفرنسي نيكولا بو ، في مقال صدر بموقع ‏الكتروني إن وزير الداخلية السابق لطفي ابراهم ، أعد انقلابا بدعم اماراتي سعودي ‏للسيطرة على السلطة ، غير أن استخبارات فرنسا وألمانيا والجزائر أفشت سره ، ‏مما أدى الى فشله وبين أن تونس تعيش حاليا ما يشبه نهاية حكم بورقيبة ، الذي عصف ‏به انقلاب 7 نوفمبر فالرئيس مسن والأزمة مستفحلة والصراعات محتدمة والشعب ‏محبط ، يبحث عن منقذ بعد تجريب " الثورة " الخلاصية ، التي لم تف بوعودها ‏فغدت أشبه بـ " الغورة" التي نفذها سياسيون شرهون للمال والجاه والسلطان. ‏
وإذا صدقنا نيكولا بو فإن الانقلاب الأول أعده جناح معاد للنهضة ، أما الانقلاب ‏الثاني اذا صدقنا الرياحي فأعدته تلك الحركة ، وإذا كان الأول قد أخفق فالثاني نجح ‏جزئيا ، وجار استكماله على قدم وساق.‏
واللافت أن من تقدم حتى الآن الى القضاء ضد الاتهام بالانقلاب هم خصوم النهضة من ‏الليبراليين القريبين من رئيس الجمهورية ، أما هي فلم تتقدم بأي شكوى وكأنها تقول في ‏سرها يضحك جيدا من يضحك آخرا ، فقد أعدت قبل واحد وثلاثين عاما انقلابا ضد ‏بورقيبة ، لم ينجح بسبب استباقه بيوم واحد من طرف زين العابدين بن على . ويبدو ‏أنها تدرك الآن أن الانقلابات من الطراز القديم ولى عهدها خاصة في تونس، التي هي ‏على أبواب أوربا ، بينما بالإمكان تنفيذ انقلاب على طريقة الاسلام السياسي التركي ‏حيث تمت السيطرة على مؤسسات الدولة بصمت ، وعندما نهض ضده انقلاب صاخب ‏اختلط فيه أزيز الطائرات بضجيج الدبابات في غير الأوان سحق بضراوة .‏
ومن المهم هنا التنبيه الى أنه عندما يكثر الحديث عن انقلابات وهمية فذاك للتمهيد ‏لانقلاب فعلي ، وعندما يأتي هذا الأخير فإنه يمر غالبا في صمت ، بل ربما صح ‏أنه ينفذ الآن دون اثارة انتباه أحد .‏
‏ في تونس اليوم ينظر بعضهم الى الانقلاب "الصاخب " وبيانه الأول كما لو كان ‏المهدي المنتظر، الذي سيملأ الدنيا عدلا بعد أن ملئت جورا ، بينما يشبهه آخرون ‏بغودو في قصة صامويل بيكيت ، الذي لن يأتي أبدا ، وأن انتظاره ليس سوى ‏تراجيديا حزينة ، وهناك قسم ثالث يرى ، كما مر معنا ، أن الانقلاب واقع ، ‏وهو انقلاب " صامت " ، وليس أمامنا إلا كتابة يومياته . وبغض النظر عن ‏صحة أى من تلك الآراء فمن المؤكد أن السياسة التونسية ترقص الآن على ايقاع ‏الانقلاب .‏

‏ ‏



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس المتسولة ! ‏
- الاحتجاج بالموت حرقا.
- خطاب منتحر .
- تونس : رئيس تحت التهديد.
- راعية المواشي ،المجازة في الانكليزية ،مفجرة جسدها ‎!
- خاشقجي وثروة السعودية.
- ‏‎ ‎أسئلة خاشقجي وأجوبة أمريكا المعلقة .‏
- عودة كارل ماركس .
- مملكة الأغبياء .‏
- مارسال خليفة وجوائز المستعمرين .
- الشعبوية ‏
- تونس : لقاء الشاهد والطبوبي وخطة الإغتيال .
- موريس أودان : الدم يفور في العروق .
- الفلسفة والفلاحة
- طفل لواء الاسكندرون .
- الفيلسوف - فتح الله غولن‎ .‎
- حوار مع المفكر التونسي فريد العليبي.
- بائع الفلافل ( الساندويتش ) في ذكرى استشهاده
- تأملات
- حنا مينه :العالم يموج .‏


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - الانقلاب التونسي