سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6101 - 2019 / 1 / 1 - 05:56
المحور:
القضية الفلسطينية
مائة عام ,و ثلاثة او اربعة اجيال من الفلسطينيين دخلوا فى صراع بدا اول الامر ضد استعمارين فى الوقت ذاته الانكليزى و الصهيونى .ثم فى صراع مع محتل مدعوم من القوى الكبرى فى العالم.فى حين خاض اجدادنا معركة وجودهم بلا اى نصير دولى فى اربعينيات القرن الماضى و بمساعدة عربية من دول كانت محتلة عمليا او حديثة الاستقلال .
انها مقاومة رغم ما فيها من ثغرات من اكثر المقاومات شراسة فى التاريخ على الاطلاق . انه صراع شامل فى كل شىء.صراع فى الزمان حول ماضى او تاريخ فلسطين و حول حاضرفلسطين و حول المستقبل ,صراع حول المكان و اسم المكان , وصراع حول رمزية المكان و البعد الدينى الروحى . و دفاع حتى عن الثوب التقليدى الفلسطينى و حتى الدفاع عن اطباق الطعام الفلسطينة. بحيث صارت الكوفية رمزا عالميا تستعمله كل القوى التقدمية فى العالم .بل انعكس هذا الصراع على صراعات اكثر قدما منه , فالكاثوليك فى ايرلندا اثناء الصراع كانوا يرفعون اعلام فلسطين فى حين كان البروتستانت يرفعون علم اسرائيل.
صراع تجاوز جغرافية الشرق الاوسط ليصبح صراعا كونيا بامتياز حيث يخاض فى الجامعات و الاحزاب و النقابات فى كل الارض تقريبا.
فى هذا الصراع استعمل و يستعمل الصهاينة اليهود كافة الاساليب ووظفوا كل الترسانة العلمية الحديثة على الاطلاق لاجل تدمير الشعب العربى الفلسطينى جسديا و ثقافيا و معنويا .حرب على الذاكرة الفلسطينية لاجل طمسها و اسكاتها و تغييبها و نفيها بالكامل .
و لقد اظهر الشعب العربى الفلسطينى صمودا فاق كل توقعات الصهاينة. و حين يكتب تاريخ هذه المرحلة بكل تفاصيلها ستعرف الاجيال القادمة ليس فقط حجم المعانة والالم بل حجم الصمود الاسطورى .هذا الصمود الذى سيفضى حتما الى هزيمة للفكر الفاشى الصهيونى.
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟