احمد المنصوري
الحوار المتمدن-العدد: 6100 - 2018 / 12 / 31 - 11:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"كلمات سبارتاكوس الأخيرة" ميساء بن حميدة
"...من قال لا في وجه من قالوا نعم من علم الإنسان تمزيق العدم، من قال لا لم يمت وصار روحا أبدية الألم"، عشقت هذه الكلمات وتمنت نفسها صاحبتها، بل إنها حاولت مرارا إعادة صياغتها، غيرة من أمل وبحثا عن الأمل، أمل قتلته دولة أو شبح دولة، دولة النسيان والإهمال، "دولة الأغنياء " كما دون جدها يوم وفاتها...دولة إحياء الماضي و اغتيال المستقبل، دولة تحي العظام وهي رميم ،تقيم لها الموائد والمآدب وتشيد النصب وترفع التماثيل وتغتال الإنسان الحي النابض المكرم الجليل، دولة تهمل المدارس والمستشفيات وتعدم البشر الحالمين، دولة تعيش على أطلال ماض بأصنامه التي أبت أن تأفل وتفسح المجال للأحياء الصامدين ،دولة تقتل الزهور وتمجد وتدافع وتدين من هم في القبور، دولة الوكلاء والعملاء والسفه الفاسدين، دولة العَجز والعُجًز والعجائز،باختصار دولة الرديء من كل شيء، دولة إحياء الفتن وترسيخ العفن.
دولة حلمت ميساء بين جدران مدارسها الآيلة للسقوط، ومناضدها المتآكلة، وسبوراتها المخدوشة ،بواقع أفضل وعالم أرحب تشكل صورته سينمائيا بخيالها الخلاق وإقبالها النادر على الحياة، وتلك أول المعضلات أنها أدركت أن لا مستقبل لها في دولة "المسمار في حيط" إن هي اختارت ما ترغب في أن تكونه، مشروعها وحلمها و الصورة التي ارتضتها لنفسها، تنازل مؤقت لعقل عنيد لا يتخلى عن أفكاره وأحلامه بيسر ينتهي بتنازل عن أسمى حق، حق الحياة، ذلك هو مصير من يحلم في "دولة مشي أمورك" يا صديقتي، ينقلب حلمه إلى كابوس مزعج يعصف به ، عشقت المزج الأول من قصيدة هي آنت وهاهو رنين صوتك الذي لا ينسى يدوي في الآذان ويقرا المزج الأخير:
في المدى : " قرطاجه " بالنار تحترق
" قرطاجة " كانت ضمير الشمس : قد تعلّمت معنى الركوع
و العنكبوت فوق أعناق الرجال
و الكلمات تختنق
يا إخوتي : قرطاجة العذراء تحترق
نلتقي في عالم أفضل صديقتي
#احمد_المنصوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟