أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - هذا دينكم لا دين الله أيها الأعراب ..















المزيد.....

هذا دينكم لا دين الله أيها الأعراب ..


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6098 - 2018 / 12 / 29 - 07:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هبل و جنون من بعض الناس حول تهنئة المسيحيين يقيمون الدنيا من أجل قضية فرعية ..

راسلني على الخاص الان أحدهم يبدو يتتبع باهتمام ما نشرته من تهنئة للمسيحيين ثم انتقلت بعدها إلى غيرها مما هو أهم بكثير لولا صخب العقول الصغيرة التي تمسكت بالقضية كأن أركان الدين هدمت...

أرسل إلي هذا الشخص تسجيل صوتي لكلام واعظ مهموم بإثبات خطأ تاريخ ميلاد المسيح و غيرها من القضايا كتحريف كتبهم و حرمة تهنئتهم و هذا ديدن الوعاظ الذيم أفسدوا فهم الدين..

ما هذا الجنون كأن القوم يعدون هذا مروقا من الدين و لا يملكون ما يساهمون به في ترقية وعي الناس ..

يتخيل بعض المسلمين من فهمهم المغلوط للاية الكريمة " كنتم خير أمة أخرجت للناس " -قران - أنهم أفضل الخلائق و البشر و المجتمعات ..

و لو كانت أفعالهم نكراء و تدينهم مغشوش و فاسد و فهومهم للدين فاسدة و عقولهم معطوبة و التخلف ينخرهم ولا يتحدثون عنه ...

و ينسون كيف أن الله توعدهم لو حرفوا دينهم فهما فاسدا و تطبيقا مغلوطا و تخلوا عن الدين الصحيح و خذلوا الإسلام أنه سيستبدل قوما غيرهم و ينزع عنهم الخيرية بالتبعية..

هذه ينسونها و يتباهون زورا بأنهم على الحق و أنهم خير أمة أخرجت للناس و لو خالفوا الفهم السليم للدين...

و يغضون الطرف على حكامهم الفاسدين و المستبدين لا يتحدثون عنهم و إذا تحدثوا هرجوا و صخبوا و ثرثروا و رددوا شعارات جوفاء بلا بدائل عميقة فعلية و لا نقد عالم عميق يربك الخصوم ..

هكذا يتصدرهم حملة شهادات جامعية أحيانا لا يختلفون عنهم أو شيوخا مهرجين مثلهم أو أميين و جهلة إلا من رحم ربي...

ما يوحي أن سقوط الفاسدين الذين يحكموننا لو حصل و أنا مع سقوطهم و تحضير البدائل من مشاريع و سياسات و كفاءات و قيادات و نخب ..

لو حصل سقوطهم سيتناسل عنه حتما فاسدون جدد وجهلة و مستبدون باسم الدين او العلمانية على حد سواء أم هذه الغوغاء التي تمنع بروز النخب..

إستمعت إلى التسجيل الذي أرسله إلي هذا المتصل المسكين و أنا أشفق عليه لكونه مجرور تابع قد ألغى إستقلالية عقله و سلم أمره لحملات التهريج في النت و غير النت ..

فوجدت واعظا يهرج و يذكر نصوصا لا علاقة لها بحرمة تهنئة المسيحيين و لا بروح الاسلام..

يا جماعة الخير مالكم تتصببون عرقا في بيان فساد تاريخ ميلاد المسيح يا من يحسبون أنفسم أنبياء جددا و يتوهمون أن في قلب التاريخ الحقيقة المطلقة و لا أعني هنا الوحي طبعا الذي تكفل الله بحفظه..

إن النصوص لا يتم تداولها كما تفعلون فهي لمن يملك شروط و أدوات فهمها و القدرة العقلية على الإنفتاح و النقد و التحليل و فحص الموروث..

كثير من دكاترة الشريعة و الشيوخ و الوعاظ و الائمة و من يتصدرون للأسف منابر تعميم الدين و تبسيطه للناس و تفهيمه..

و أيضا كل الكهنوت للأسف و لا كهنوت في الاسلام لكنهم حولوه إلى كهنوت كثير منهم الا من رحم ربي أعراب و بدو و متخلفون و تقليديون منغلقون و محدودي القدرات العقلية النقدية و التحليلية و غير متمدنين ..

كلهم يكرسون نموذج الأعرابي المتخلف و ما يتبعه من غلظة و تهور و همجية و إنغلاق و قلة ذكاء و إنفتاح على الكون..

جاء في الأثر " من بدا جفا " و في رواية "و من جفا فقد كفر " ..

أليست " الأعراب أشد كفرا و نفاقا " - قران -

قلت لا يهمني أن يكون تاريخ ميلاد المسيح كما تقولون مغلوطا أو صحيحا ..

بل يهمني أن يكون المسيحيون قد إتفقوا هم على اعتباره تاريخ ميلاد و يوم عيد تماما كما يفعل البوذيون و أصحاب الملل الأخرى ..

إن واجبي أن أقوم بتهنئتهم و كفاكم تدليسا و خلق ضبابية بالقول أنني أنا أو غيري نقوم بتهنئة من يقولون بأن المسيح هو الرب و نهنئهم على ميلاد الرب و عقيدة التثليث و أنهم كفار ..الخ

نهنئهم على العيد لا على تفاصيل الايمان كفة تشويها و تزويرا ...

أنتم تخلقون النزاع و الفتنة و متخصصون في تغذية العداوة ثم تنسبونها إلى الله و نبيه الأكرم و إلى الإسلام ...

و هذا دينكم لا الاسلام دين الله النقي ..

يهمنا ان المسيحيين اليوم أصحاب دين و أهل كتاب حرفوه أو لم يحرفوه ( أؤمن بتحريفهم للكتاب ) ثلثوا أو ربعوا أو خمسوا هذا لا يهمني في سياق التهنئة ..

تحضروا و تمندوا و لا تكونوا كالأعراب ..

أو كذلك الأعرابي الذي بال ذات يوم في المسجد فأراد الصحابة أن يعنفوه فقال لهم رسول الله الأكرم أتركوه و صبوا على بوله أكرمكم الله ذنوبا من الماء اي دلوا من الماء ..

أليست الأعراب أشد كفرا ونفاقا ..ترى من الأعرابي هنا أنتم أم من يقول نوجه تهنئة للمسيحيين ..

من العنيف و من أراد أن يعنف الأعرابي ليكون مثله في السلوك الصحابة أم الرسول الأكرم صاحب الأفق الواسع و الرحب و العقل البصير و القلب الرحيم و الإنساني ...

هب أن رسول الله الأكرم لم يكن موجودا هل تضفون على سلوك الصحابة الصحة و تتخذونهم أسوة هنا و معصومين و منزهين عن النقد و المراجعة لسيرتهم ..

أنتم يا سنة أضفوا العصمة على كل صحابة رسول الله و اشيعة يضفون القداسة بل العصمة على أئمتهم ..

أي تحريف و إنغلاق هذا ..طبعا كل منكم يتبطن بالنص و يستخدمه و من قام بنقده أخرجتموه من الملة و شككتم في اكتمال إيمانه و إسلامه ..

ما لكم كأحباش زمان غلاظ لا تعرفون المدنية و الرحمة و الإنسانية و الإختلاف المؤسس و الحياد و الموضوعية و لا تألفون الناس بل تعادونهم..

ما لكم تطلون و تغلفون بداوتكم و أعرابيتكم بالدين و بالنص الديني فتسوقونها للناس دينا و توحيدا و تدينا كاملا غير مشوب بالتشويه ..

هذا دينكم الأرضي البشري تنشرونه بين الناس و ليس دين الله المطلق السماوي..

هنيئا مرة أخرى لكل مسيحي عربي و غير عربي بعيد ميلاد مسيحهم و برأس السنة الميلادية الجديد ...

و كل سنة و الإيمان بالله في تزايد و الإلحاد و اللادينية في تناقص و الإنسانية المحبة للخير بخير ..



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الموادة و الولاء و البراء و تهنئة المسيحيين بعيدهم .. (1)
- تهنئة الى إخواننا المسيحيين العرب و غير العرب
- الأصوات النشاز تغلق على نفسها لتستبعد النخب القديرة خوفا من ...
- حول تقي الدين ابن تيمية .. (1)
- أركون ..السنة ..و الشيعة بين الرفض و التقبل
- على خطى هابرماس و مدرسة فرانكفورت النقدية..
- بذور الإنقسام المذهبي و سبل التقارب السني - الشيعي خاصة
- من سؤال - الروافض- إلى أدوات تلهية العقل الجزائري و صرفه عن ...
- شكشوكة الوهابية السلفية و مقولة الخلاف بيننا و بين الشيعة في ...
- في وجوب الخروج السلمي عن الحكام الفاسدين العرب
- عظم الله أجر العقل العربي الإسلامي..
- الشرق موجود بغيره لا بذاته...
- في العقل و الصورة و الإنسان و الدين ..
- في الذات العالمة و الذات القاصرة و الشخصنة و فعل الكتابة..
- أحمد الريسوني و خلل نموذج قياس الجدوى ..
- كهنوت و أرباب الفلسفة و الفكر و المعرفة و الأدب..
- الفصام كما يزعمه أهل الصفة من المرتهنين إلى المغارب و المشار ...
- بذور الإنقسام المذهبي و سبل التقارب..
- مفوضية القول و الفصل و التفهيم الإلهي ..
- من مقال العقل إلى مقال الجنون ..


المزيد.....




- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...
- قائد الثورة الاسلامية: ينبغي صدور أحكام الاعدام ضد قيادات ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - هذا دينكم لا دين الله أيها الأعراب ..