أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنا غريب - كلمة بمناسبة الإعلان السياسي حول المقاومة العربية الشاملة















المزيد.....

كلمة بمناسبة الإعلان السياسي حول المقاومة العربية الشاملة


حنا غريب
الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني


الحوار المتمدن-العدد: 6097 - 2018 / 12 / 28 - 21:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب في المؤتمر الصحافي بمناسبة الإعلان السياسي المشترك بين الحزب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول المقاومة العربية الشاملة

اليوم ، ومن شوارع بيروت عاصمة لبنان، وانطلاقاً من ندائنا الذي أطلقناه إلى اللبنانيات واللبنانيين حول التحرك : "للإنقاذ في مواجهة سياسات الانهيار الاقتصادي – الاجتماعي" ، هذا التحرك الآخذ بالتصعيد باتجاه المناطق وعلى المستوى المركزي وجنبا إلى جنب مع كل المتضررين ،

واليوم أيضاً، نطلق مع الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نداءنا الثاني لشعوبنا العربية : إلى المقاومة العربية الشاملة وجنباً إلى جنب مع سائر قوى اليسار والتحرر الوطني والاجتماعي في منطقتنا العربية ووفق ما نصّ عليه هذا الإعلان السياسي المشترك.

إن اطلاق هذين النداءين بالتزامن معاً، يجسد بوضوح رؤيتنا السياسية لقضية شعوبنا العربية، التي كانت ولا تزال قضية واحدة ، قضية تحرر وطني واجتماعي في آن معاً. تحرر وطني من السيطرة الإمبريالية والصهيونية والأنظمة الرجعية التابعة لها، وقضية تحرر اجتماعي من الاستغلال الطبقي والرأسمالي لهذه الأنظمة وسلطاتها الحاكمة.

لذلك، وانطلاقاً من هذه الرؤية السياسية، ترانا ندعو، في الوقت عينه، للنزول إلى الشارع للإنقاذ في مواجهة سياسات الانهيار الاقتصادي، كما نكرر دعوتنا إلى الشيوعيين والوطنيين للاستعداد لحمل السلاح ومقاومة أي عدوان صهيوني محتمل على لبنان وجنباً إلى جنب مع كل فصائل المقاومة والجيش اللبناني . وهو الموقف الذي لا بد من إعلانه بإدانة خرق الأجواء اللبنانية وشن الغارات على سوريا ما يشكل اعتداءً صهيونيا صارخاً على السيادة اللبنانية وعلى سوريا. إن تجاهل الحكومة اللبنانية مسألة تسليح الجيش اللبناني بالأسلحة الدفاعية اللازمة لردع أي عدوان أو خرق صهيوني هو بمثابة بطاقة تسهيل مرور لهذا العدوان، داعين بشكل عاجل إلى اتخاذ قرار حاسم بتزويد الجيش اللبناني بالدفاعات الجوية اللازمة لردع أي عدوان صهيوني على لبنان.

إن هذا العدوان الصهيوني وما سبقه من عدوان فاشل على قطاع غزة بفعل تصدي المقاومة الفلسطينية له هو عدوان صهيوني مدعوم من الولايات المتحدة الأميركية في سياق حربها على بلدان المنطقة لتنفيذ مشروعها التقسيمي والتفتيتي، حيث يصعد العدو الصهيوني من اعتداءاته وتهديداته على لبنان مستفيداً من الأزمة السياسية المتفاقمة للنظام السياسي الطائفي المتمثلة بعجز أطراف السلطة عن تشكيل الحكومة ومن الأزمة الاقتصادية، بهدف فرض بنود صفقة القرن في توطين اللاجئين الفلسطينيين ووقف تمويل الأونروا - الذي كان آخر ضحاياها وفاة الطفل محمد وهبي - وإلحاق لبنان بمشروعه الشرق – أوسطي بالكامل وربط عودة النازحين إلى سوريا بالحل السياسي النهائي في الوقت الذي يعمل لعرقلته واستمرار حربه العدوانية عليها، وعلى العراق وفلسطين واليمن والأردن ومصر.

لذلك، وانطلاقاً من هذه الرؤية السياسية للقضية الواحدة لشعوبنا العربية التي تعاني استغلالاً طبقياً وظلماً اجتماعيا واستبداداً في الداخل من جانب أنظمتها الرجعية والمستبدة، نضع الحراك الشعبي في لبنان للإنقاذ في مواجهة سياسات الانهيار الاقتصادي، جنباً إلى جنب مع انتفاضة الشعوب في كل من السودان والأردن وتونس وما سبقها من انتفاضات لشعوبنا العربية ضد الظلم والفقر والبطالة ومن أجل تحررها الاجتماعي من الاستغلال الطبقي والرأسمالي، داعين إلى رفع الصوت عالياً انتصاراً لانتفاضة الشعب السوداني وتضامناً مع الحزب الشيوعي السوداني الذي يتعرض اليوم العشرات من قادته للاعتقال من قبل نظام القمع والاستبداد والظلامية داعين لأوسع حملة شعبية لبنانية وعربية ودولية لإطلاق سراح الرفيق المناضل مسعود الحسن والرفيقة المناضلة عديلة الزئبق والمناضلة إحسان الفقيري وكل المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب في سجون النظام السوداني القمعي . مكررين دعوتنا أيضاً لإطلاق سراح كل المعتقلين والأسرى الفلسطينيين في سجون العدو الصهيوني وفي مقدمهم الرفيق المناضل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات ومروان البرغوتي ويحيى سكاف وسائر المعتقلين السياسيين العرب ومعتقلي الرأي في سجون الأنظمة العربية المستبدة، داعين الدولة اللبنانية لتحمل مسؤولياتها أيضاً لالعمل على تحرير الأسير جورج إبراهيم عبدالله المعتقل ظلماً وعدواناً في السجون الفرنسية.

ولأن المواجهة واحدة، فهي تتطلب مشروعاً واحداً : على كل الجبهات وفي كل المجالات وبمختلف السبل والأشكال ، على صعيد كل بلد عربي، وعلى صعيد المنطقة العربية ككل. وهو ما أطلقنا عليه مقاومة عربية شاملة من أجل اقامة أنظمة وطنية ديمقراطية، مقاومة تتوحد فيها الطاقات حول مركزية القضية الفلسطينية، لوضع حد نهائي للاحتلال الإسرائيلي، وتصفية الوجود العسكري الإمبريالي في المنطقة العربية. مقاومة تواجه المواقف الرجعية العربية وتعتمد كل اشكال النضال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري والثقافي، حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني والعربي واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة وتحرير الاسرى والمعتقلين . مقاومة تشمل كل الجبهات العربية ومن شأنها أن تؤسس لمشروع فلسطيني وعربي وطني وديمقراطي بعد أن أسقط العدو الصهيوني كل الاتفاقيات معه.

- مقاومة تعتمد على تحرير الثروات العربية ووضعها في خدمة برنامجها التنموي لمصلحة شعوبنا العربية الذي من مرتكزاته الأولى تأمين التكامل الاقتصادي - الاجتماعي بين البلدان العربية، وتعزيز القطاع العام وتطوير الخدمات الأساسية التي يقدمها، وتقوية القطاع الصناعي وتوسيعه وتطويره، وإجراء إصلاح زراعي شامل وحقيقي.

- مقاومة لتأمين الحقوق الأساسية للعمال والفئات الشعبية والكادحين (حق العمل، السلّم المتحرك للأجور، الضمانات الاجتماعية والصحية، السكن، التعليم).

- مقاومة تؤكد على دور الشباب في عملية الإنتاج والتغيير الديمقراطي، وحقهم في المشاركة في صنع القرار، وإلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والتركيز على صوغ قوانين مدنية للأحوال الشخصية.

- مقاومة تؤكد على ضرورة النضال من أجل استنهاض حركة تحرر وطني عربية على أسس جديدة، بقيادة وطنية ديمقراطية ثورية.





غريب: لتجديد حركة التحرر الوطني العربية وتجسيدها بحركة مقاومة شاملة


إن العمل لبناء هذه المقاومة هو مشروع نضالي نقيض في طبيعته لمشروع الشرق الأوسط الجديد الهادف إلى تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات طائفية ومذهبية وإتنية . هو مشروع يكتسب راهنيته من انتفاضات شعوبنا العربية التي شكلت رسالة واضحة إلى كل القوى والأحزاب اليسارية والتقدمية في منطقتنا، بضرورة توحيد جهودها وطاقاتها لإسقاط صفقة القرن. وهو مشروع يصب في عملية إنضاج الظروف المؤاتية لتعزيز دور قوى اليسار العربيّ كمشروع بديل جذري يشكل خياراً إنقاذياً مستقلاً قبل كل شيء، فيفرض هو على الآخرين أن يختاروا بين مشروعه وسائر المشاريع الأخرى، بدل أن يفرض عليه دوماً الاختيار بين هذا أو ذاك من المشاريع . يسار منفتح على كل أشكال التعاون والتنسيق مع كل القوى المقاومة الأخرى، يسار ذو هوية واضحة متمسك بقيَمه في تصدّيه للإمبريالية والصهيونية، وفي نضاله من أجل فك التبعية الاقتصادية والعسكرية والسياسية، وفيٌّ للديموقراطية، وللنضال لقيام دول عربية علمانية مقاومة ليس من أجل قيام دول على أساس ديني وطائفي وأتني تبرر للكيان الصهيوني قيام "دولته" العنصرية على أساس ديني. يسار يكون في طليعة النضال ضد الاستغلال، ومن أجل مصالح الجماهير العربية الكادحة المناضلة لتحسين شروط حياتها المعيشية وفي خوض معركتها من اجل التغيير الديمقراطي ضد أنظمة القمع والاستبداد والاستغلال . يسار قادر على أن يثبت لهذه الجماهير أن مقاومته ضد العدو تتجاوز تحرير الأرض إلى تحرير الانسان من الاستغلال الطبقي والاجتماعي.

لقد أصبحت "ساحات" بلداننا العربية مفتوحة بعضها على بعض إلى درجة تبرّر التساؤل المشروع حول مدى إمكانية تحقيق التغيير السياسي في بلد واحد. والتناقض الأساسي المتحكّم بالصراع في المنطقة هو ذلك الذي تتواجه على ضفّتيه شعوبنا العربية ضدّ قوى العدوان الإمبريالي الصهيوني الرجعي. فهذا التحالف بقيادة الولايات المتحدة هو من خطّط تاريخياً ورعى ونفّذ - ولا يزال - آليات الاستتباع والسيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية والتجزئة والتفكيك في هذا الجزء من العالم. فأولوية المقاومة المسلّحة ضد العدوان والاحتلال الأجنبي يجب أن تترافق أيضاً مع أولوية مواجهة نظم التبعية والقمع والاستبداد السياسي والاجتماعي، التي شكّلت تاريخياً المرتكز الداخلي الفعلي لهذا العدوان. ومن واجبنا كأحزاب شيوعية عربية وكيسار عربي استخدام كل أشكال النضال الملائمة والمطلوبة، كلّ في بلده بالدرجة الأولى وعلى المستوى القومي العام، من أجل تشكيل كتل شعبية وازنة وصولاً إلى إنتاج ميزان قوى داخلي وعربي، وهو ما ندعو إليه اليوم لتجديد حركة التحرّر الوطني العربية وتجسيدها في قيام حركة للمقاومة العربية الشاملة ضد التحالف الإمبريالي.



#حنا_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في الذكرى ال 94 لتأ ...
- كلمة في احتفال الذكرى ال 36 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية ا ...
- كلمة في الذكرى ال 36 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبناني ...
- كلمة في احتفال تخرج الرفاق طلاب المدرسة الحزبية المركزية، دو ...
- في وداع الرفيق ملحم بو رزق
- كلمة في يوم الشهيد الشيوعي
- مشروع جمهورية الصين الشعبية السياسي والاقتصادي بعد المؤتمر ا ...
- كلمة ا في مبادرة اللقاء الوطني حول الانتخابات النيابية
- من القدس الى طهران: دروس وعبر
- كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب في الذكرى ...
- كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب في التظاهر ...
- كلمة في افتتاح اجتماع التنسيق للقاء اليساري العربي المنعقد ف ...
- كلمة احتفالاً بذكرى تدمير اذاعة العملاء صوت الامل
- رضوان حمزة طاقة تحفّزنا على اكمال الطريق
- كلمة في ذكرى مرور ثلاثة أيام على وفاة الرفيقين عماد ضاهر ومح ...
- حنا غريب - الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني - في حوار مفت ...
- وحدة الهجمة ووحدة المواجهة
- الاعتراض الديمقراطي وتحديات بناء القيادة
- الأول من أيار وضرورة تغيير موازين القوى
- معركة قانون الانتخابات النيابية وبناء الحركة الشعبية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنا غريب - كلمة بمناسبة الإعلان السياسي حول المقاومة العربية الشاملة