اسلام احمد
الحوار المتمدن-العدد: 6096 - 2018 / 12 / 27 - 16:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عاتبني بعض الأصدقاء لأنني توقفت عن الكتابة السياسية منذ فبراير الماضي وعن التواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي , وسألوني لماذا؟ , وقبل أن أجيب عن هذا السؤال أود أن أوضح أن الكتابة ليست غاية في حد ذاتها وانما هي وسيلة لتحقيق هدف فما هو هذا الهدف؟
لقد كان هدفي دائما من الكتابة منذ بدأت أكتب سنة 2009 , وأتصور أنه ما يهدف اليه أي كاتب , هو نشر الوعي والتغيير الايجابي في المجتمع فضلا عن النقد البناء للسياسات والأوضاع القائمة , ولكي يتحقق الهدف من الكتابة ينبغي توافر عدة شروط , أهمها بالطبع وجود مساحة للكتابة كجريدة مطبوعة أو الكترونية أو موقع الكتروني مثل مواقع التواصل الاجتماعي , فضلا عن توافر مناخ يتسم بالحرية ويسمح بالنقد والاختلاف في الرأي
واذا نظرنا الى المناخ السائد حاليا فسنجد أن النظام لا يتحمل النقد والمعارضة ولا حتى الاختلاف البسيط في الرأي وبالتالي قام باصدار قوانين قمعية مقيدة للحريات المدنية والسياسية بشكل عام ولحرية الرأي والتعبير بشكل خاص , كان اخرها قانون تنظيم الصحافة والاعلام , وأغلق بموجبها كل الصحف والمواقع ووسائل الاعلام المعارضة له , كما قام بالسيطرة على القائم منها وذلك باستبدال رؤساء التحرير المعارضين باخرين موالين له فتحولت بالتالي الصحف التي كانت مستقلة في الماضي وساهمت بشكل كبير في التمهيد لثورتي 25 يناير و30 يونيو الى بوق من أبواق النظام!
وقد ساهمت تلك القوانين القمعية المقيدة للحريات ليس فقط في اغلاق الصحف ووسائل الاعلام المعارضة ولكن أيضا في حبس وسجن كثير من الكتاب والصحفيين
في سياق كهذا يتبين لنا أن الحد الأدنى لحرية الرأي والتعبير والذي سمح به نظام مبارك طوال فترة حكمه لم يعد موجود , وأن الكتابة الحرة والمستقلة في زمن السيسي لا تخلو من مخاطر غير مأمونة العواقب! , ومن ثم كان من الطبيعي أن يتوقف الكثيرون من أصحاب الأقلام المستقلة عن الكتابة , ويحضرني هنا اسمين مهمين هما الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الذي توقف عن الكتابة بجريدة المصري اليوم منذ عام 2014 , والكاتب الصحفي الكبير الأستاذ فهمي هويدي الذي توقف عن الكتابة بجريدة الشروق منذ يونيو 2017 , وقد نما الى علمي أن الأخير جاءته رسالة من جهة سيادية طلبت منه أن يستريح في أجازة صيفية طويلة!
ولأن العمر مش بعزقة فقد كان من الطبيعي أن أصاب بالاحباط وأن أتوقف ليس فقط عن الكتابة ولكن عن المشاركة في العمل السياسي والشأن العام مؤثرا السلامة , بل لقد وصلت الى مرحلة أني لم أعد أتابع حتى الأخبار أو أقرأ الصحف والجرائد التي لا تنشر الا ما يريد الرئيس أن ينقله لنا!
#اسلام_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟