أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - حول الإسلام المثالي















المزيد.....

حول الإسلام المثالي


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 6095 - 2018 / 12 / 26 - 18:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدون لغط أو تزييف: الإسلام الجميل، المثالي، العادل والمنافي للكثير من الظواهر والأفعال التي تتم باسمه هو إسلام غير موجود ولم يكن له وجود في التاريخ، والكثير من المظاهر الإجتماعية، الكثير من المواقف الإجتماعية تؤسس لهذا القول، اللغة العربية باعتبارها أيضا لغة الإسلام ليست اكثر من لغة حربائية دلالاتها في الحقل الإيديولوجي حربائية لا تقف على مدلول واحد ومن الدلائل القاصمة في الأمر صيغة الإعجاز العلمي فيها، فاللغة النازلة من النص القرآني هي لغة تمويهية، حربائية لا تقف على دلالة واحدة تؤسس للمدلول بشكل قار.
إن الإسلام، بفعل تربصات حامليه هو دين غير مؤسس على قاعدة مبدئية تؤسس لأمة مثالية يضرب بها المثل في العدل، بل على العكس من ذلك، كل تجربته التاريخية، كل مساره التاريخي يثبت أنه كان ولا يزال يخضع لقوة التاريخ من حيث هو تاريخ الصراعات الإجتماعية، لم يكن قط في واقعه الحقيقي سماويا، لم يكن ذلك الإسلام الروحي الغير ملطخ بوقائع تاريخية. إن الإنسان السوي المومن حقا هو من يتصف بالإسلام الروحي، ينبذ العنف، يعتبر مظاهر العنف في الإسلام هي اخطاء حكام إسلاميون لا تبث للإسلام بأية حقيقة ويتبرأ من الكثير من احكام الإسلام من منطلق الشك فيها من حيث وقوعها او من حيث انتسابها، ومعنى ذلك ان الإسلام المثالي هو دين الشخصية السوية في علم النفس، أي تلك الشخصية التي توازي بين حاجات الفرد وحدود هذه الحاجات على المستوى الإجتماعي، بمعنى: الإسلام الذي ينبذ العنف هو فقط إسلام الشخصية السوية التي تنبذ العنف وعليه، على هذا الموقف من السوية في الشخصية الفردية، في علاقتها مع الشخصية الجماعية، كل تيار سياسي إسلامي، كل متحزب بالإسلام من حيث هم احزاب ومنظمات إسلامية لم تنبذ او تنسخ كل آيات العنف من قاموسها وتعلنه في بيان خاص، كل ما لم يفعل ذلك بقناعة لا يمثل الإسلام المثالي . أي انه لا يسعى على كل مستويات المدى إلى خلق إسلام روحي، إن نقطة البدء في أي دين يؤسس للسلم والعدالة والحياة هي البدء في نبذ كل مايناهض غريزة الحياة: يجب أولا الجلوس ولنتفق على حق الحياة لكل فرد تاسيسا على مبدأ الإختلاف والتنوع، يجب أن نتفق على مبدا حق الحياة للمختلف وحق حياة الانواع بما فيها الحيوانات الاخرى ومن ثمة نبدأ في تأسيس كيمياء الوجود.
يفترض في الذي يقول بان اعمال داعش لا تمثل الإسلام (بمعنى لا تمثل الإسلام الذي يومن به باعتباره يعلن سوية شخصيته امام الإحراج العام الإنساني حول تلك الأعمال) عليه بدئيا ان ينسخ كل احاديث العنف المتوارثة من إسلام السابقين عوض ان يكتفي في التشكيك بها او التاويل يآيات قرآنية صريحة في عنفها من حيث هو يحدثنا عن أسباب نزول لها او من حيث يتأول دلالة السلم في اللغة من قبيل: "قاتلوا لا تعني القتل" بل تعني حاربوا، ببساطة لانها مصطلحات زمانية تخضع للزمن البنيوي، فحين تغزون مجتمعات معينة، ويأتي أصحاب الدولة المغزية للدفاع عن اراضي غزوها، تصبح كلمة "حاربو" دعوة للقتل لأصحاب الأرض الأصليين. هذا كل شيء في معنى "قاتلوا"، تعني قاتلوا الذين اغتصبتم ارضهم وديارهم وسبوتم نساءهم واطفالهم، الامر لا يبرر التعرض للظلم لانك ركزت سيطرتك على البلد الذي غزوته وبالتالي لأهل الارض حق الرد لاسترجاع ما اغتصبتموه: "قاتلوا" في حق هؤلاء هي دعوة للقتل وهذه النصوص استباحت لداعش أرض ونساء واطفال الإيزيدين في العراق باسم الإسلام برغم ان الدولة العراقية مسلمة أصلا.
يجب نبذ مصطلح "التكفير" لأنه مصطلح فاشي عنصري في تحديد النوع من حيث هو ينبذ الإختلاف والنوع معا، ينبذ كيمياء الوجود أصلا التي تعني نبذ ولادة الجديد من تلاقح الانواع.
ليس هناك إسلام معتدل لأحزاب إسلامية تتوهم الإعتدال والتنور ما دامت لم تنسخ وتمحي من قواميسها لغة القتال والإقتتال والقتل والحد والتكفير والجهاد إذ لا يكفي ان تجتهد وتؤول نصوص، لا يكفي أن تجتهد لتخرج اللغة العربية من دلالات مدلولاتها بوهم التاويل او الإعجاز، لقد أصبح للإعجاز في اللغة قاعدة تعريفية جديدة : الإعجاز هو ممارسة المكر اللغوي بالدين.
حان للإسلاميين لكي يكونوا روحانيين بالفعل أن يحققوا قفزة إبستيمولوجية تقطع مع ماضي نصوص همجية، عليهم ان يؤسسو لمفهوم جديد في الإسلام إذا أرادوا التكيف مع القوانين الكونية، عليهم ان يؤسسوا للإسلام الذي يتناسب وشخصيتهم السوية ، عليهم ان ينسفوا إسلام البيترودولار لأنه إسلام قاتل للروح المثالية التي يبتغيه مسلموا الشخصية السوية.
مع الإرهاب بالدين، بالإسلام إن شئتم اقدم هذه النصائح التي لم تلق أي ردود في العالم المفترض والتي عنونتها ب"نصائح لتجنب الوقوع في براثن الإرهاب":

1. حاول ما امكن أن تحافظ على مسافة شعاع انفجار قنبلة كلما لا حظت وجود أصولي ما في مكان عمومي معين، الوقاية خير من العلاج
2. أحسن الطرق للتخلص من الإرهاب هو استفزاز شكل تلك الهيآت المعروفة المعادية للألفة والتي تضمر هوية الأشخاص، يجب عزلهم والتلميح بوجودهم مع استنفار الحضور، يمكن تحريض الكلاب عليهم إن اقتضى الحال في الشوارع والأزقة والحدائق والساحات العمومية لكشف ما تحت ستراتهم.
3. يمكن الإقتداء بأعمال كلاسيكية، لأن الكثير من المساجد تمثل بؤرة الإرهاب، يجب أيضا زرع بعضها، خصوصا التي تعرف أعمالا غير عادية كتلك التي تتكلم عن الجهاد والتكفير، هذه المساجد، يستحسن زرعها بالأفاعي السامة والعقارب، يجب زرعها في الاحدية واماكن الوضوء وفي محفظات الأئمة.
4. يجب دائما ان تحظى فرائسنا بالنباهة الفائقة، كلما ذكر مثلا خالد ابن الوليد كلما استحضرنا رأس ابن نويرة، وكلما ذكر عمر الفاروق استحضرنا رسائله إلى عمرو ابن العاص يستحثه على سلب المصريين، وكلما ذكر لنا علي استحضرنا قلة ذكائه مع معاوية وكلما ذكر محمد النبي استحضرنا عنفوان الصبية عائشة
5. يجب إراحة الخواطر وعدم الوثوق بأنظمتنا السياسية في العالم الإسلامي، حتى وهي تدعي إسلاما متزنا متنورا، تذكر دائما ان أغلب إنجازاتها هي بناء المساجد وليس بناء المعامل والمدارس ومؤسسات التكوين.
6. لا تضع اموالك في جيوب متسولي بناء المساجد فهي أصلا لا تبني المساجد بل تبني مدارس ومنتديات لتدريب المتفجرين. حول أموالك إلى بناء مدارس تستفيد منها الاجيال القادمة، يجب ان تضع في حسابك، ان كل عمل إرهابي كان وراءه إمام مسجد معين.
7. حاول ما امكن ان تضع تنديدا بأي فيديو في اليوتوب يحرض على القتل وأي فيديو ينقل ذبحا او أي إساءة للإنسانية، لا تقاسم فيديوهاتهم حتى لو كان الأمر من باب التنديد فالوحشية غير جذيرة بالمشاهدة.
8. من المستحسن مقاطعة منتوجات "حلال" لأنها تسيء أكثر مما تستحسن، فهي منتوجات عنصرية تخالف سحر كيمياء الوجود باعتبار كل ثقافات الأكل والطبخ هي ثقافات إنسانية فيها اكل بعض المحرمات في ثقافة معينة بدواعي جغرافية إثنية هي اغذية مستحسنة في مناطق أخرى (للضرورة احكام) إضافة إلى ان ميزة حلال لا تعني في بعض المنتوجات غير زيادة في سعر المادة.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أومن بإله يهتم اصلا بأخطائنا
- مهدي عامل الرائع
- كلمة شكر إلى الأستاذ سعيدي المولودي
- يسار البؤس
- دائرة المشردين -مريم ملاك-
- جمال خاشقجي ومثلث بيرمودا
- الغاشيات
- اشكالية اللغة العربية هي إشكالية طبقية وليست عجز في اللغة (م ...
- اللغة المغربية وخرافة الخدش للحياء العام
- الكلب المهجور
- حول عمل التنسيقيات والمنتديات الاجتماعية
- جار القردة
- حول عسكرة الحسيمة
- ماركس في المغرب، لم يمت بعد!
- سكت دهرا فنطق كفرا
- المقاطعة المغربية وردود الفعل
- حول المقاطعة المغربية
- كل يوم يمضي يكتشف ترامب أنه ليس وحده الحاكم
- المعايير الدولية!؟
- الفرجة الدبلوماسية من خلال صدام قوى وازنة


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - حول الإسلام المثالي