أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد ارمين كربيت - طروحة الكذب في العلاقات الدولية لدى جون مير شايمر















المزيد.....

طروحة الكذب في العلاقات الدولية لدى جون مير شايمر


محمد ارمين كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 6094 - 2018 / 12 / 25 - 20:33
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الكذب : هو عندما يدلي شخص ما بقول او تصريح وهو يعرف او يتوقع مسبقا انه زائف وذلك على امل ان يظن الاخرون انه صحيح فالاكذوبة هي عمل ايجابي مصمم كي يخدع الجمهور، يمكن ان يتضمن الكذب صناعة ووقائع يعرف المرء انها زائفة او نفي وقائع اخرى يعرف انها صحيحة ، لكن الكذب ليس فقط حول وقائع محددة يمكن ان يشتمل الكذب ايضا ترتيب وقائع معينة بطريقة مخادعة لسرد قصة وهمية.
بالحقيقة يكذب المرء عندما يستخدم وقائع – حتى وان كانت صحيحة – للايحاء بان شيئا ما هو صحيح خاصة وهو يعلم انها – اي تلك الوقائع المزعومة- هي غير صحيحة او مفترضة وتؤدي هذه الحالة الىانقياد المستمع عن سابق تصميم من الكاذب الى نتيجة زائفة من دون الاعلان عن ذلك بشكل صريح من الكاذب.
التكتم الاستراتيجي : هو عبارة عن اكاذيب مصممة لاخفاء اما سياسات فاشلة اوسياسات منافسة مثيرة للجدل والخلاف عن الجمهور او عن الدول الاخرى ايضا في بعض الاحيان.
على سبيل المثال/ فان الكذب على الجمهور حول عدم القدرة العسكرية في زمن الحروب هو مهم في بعض الاحيان من اجل الحفاظ على التضامن والتماسك داخل الجبهة الداخلية، ما يمكن ان يكون الحد الفاصل بين النصر والهزيمة.
القضية لم تعد هل يكذب الساسة أم لا، فتلك قضية تم تجاوزها منذ زمن، فإن كان من حقيقة لابد أن نعلمها جميعًا فهي أن كل السياسيين يمارسون الكذب بنسب وأسباب متفاوتة، وهنا نطرح تساؤل لماذا يكذب القادة؟ في الحقيقة هناك في بعض الاحيان اسباب استراتيجية جيدة لدى الزعماء كي يكذبوا على دول اخرى، وعلى شعوبهم ايضا، وأن أغلب الجماهير تميل لتصديقهم – مهما بلغت ثقافتهم –، اي ان ما يهمنا هنا هو الكذب الاستراتيجي ونستدل بما نعنيه بمقولة (السير هنري دوتون) الدبلوماسي البريطاني؛ اذ قال " ان السفير هو رجل مخلص يرسل ليكذب في الخارج من اجل خير بلاده" .
• من الضرورة بمكان القول؛ ان الدبلوماسيين ورجال الدولة يثقون بعضهم بببعض عندما يعالجون مسائل ليست لها نتائج استراتيجية اساسية اذ ا اتبع اي من الطرفين اسلوب الكذب، بمعنى اخر، ان القادة والزعماء نادرا ما يشعرون بالقلق بانهم مخدوعين عنما تشمل المسائلة التي يعالحونها على الاقتصاد والبيئة – السياسات المنخفظة- مقابل الامن القومي- السياسات العليا- حيث تكون الثقة نادرة، وبالتالي يمكن القول انه في حال كون المخاطر منخفظة لا يوجد الكثير من الكذب وذلك لان المكاسب المرجو تحصيلها جراء خداع دولة اخرى يمكن ان تكون صغيرة، ملخص القول يجري الكذب بين الدول بشكل انتقائي وحذر ومقيد.
والكذب يتم متى ما يرى القادة والزعماء هناك منفعة ايجابية وفقا لقناعاتهم واستراتيجياتهم، خاصة اذا ما علمنا بانه لا توجد اسباب قسرية تبرر الكذب، يصبح الكذب وفقا للمنظور النفعي السبب الاساسي في تناوله وطرحه.
يرى جون مير شايمر في كتابة لماذا يكذب القادة والزعماء حقيقة الكذب في السياسة الدولية؛ بان الكذب عادة هو نوع من انواع التجارة في السياسية الدولية.
بالرغم من انه ينظر الى الكذب على انه سلوك مستهجن في الحياة العادية، الا انه سلوك مقبول في السياسة الدولية لانه توجد بعض الاسباب الاستراتيجية الجيدةلدى القادة والزعماء لان يكذبوا على دولى اخرى او حتى على شعوبهم( كما سنرى الاسباب لاحقا)،هذا فضلا عن انه ينظر الى الكذب في واقع الامر على انه عمل ذكي وضروري، وربما حتى انه عمل فاضل في ظروف محددة وحالات معينة.
لماذا يكذب القادة والزعماء في المجال الدولي؛ بشكل عام هناك سببين مختلفين يمكن ذكرهما بالاتي:
- يمكن ان يكذبوا خدمة للمصلحة الوطنية، وهذه انماط من الكذب الاستراتيجي الذي يمارسه القادة وينطقون به لغرض مساعدة بلادهم على البقاة والنجاة في اوقات العلاقات الصعبة والمضطربة بين الدول.
- يمكن للقادة ان يكذبوا لاغراض انانية ليست لها علاقة باسباب عسكرية ، الا انهم بدلا من ذلك يهدفون الى حماية مصالحهم الشخصية.
• ما يهمنا هنا هو الكذب الذي ينطق بع القادة والزعماء لصالح المجموع والمجتمع وليس لاغراض انانية، بمعنى ادق ما يهمنا هو استخدام مصطلح الكذب وفقا لاغراض استراتيجية وليست انانية.
ومن الجدير بالذكر، ان اخطر انواع الكذب هو الكذب الموجه من القادة تجاه جمهورهم اذ تساهم في افساد الحياة السياسية والاجتماعية وتنجم عنها عواقب وخيمة.
كل ما سبق اعلاه دفع الباحثين إلى السعي خلف الأسباب والدوافع التي تجعل السياسيين لا يتوقفون عن الكذب. نرصد اهم الاسباب تتعلق بما يدفع السياسين نحو الكذب.
1- يبدو ان القادة والزعماء اكثر احتمالا في ان يكذبوا على شعوبهم بخصوص مسائل تخص السياسة الخارجية من ان يكذبو على دول اخرى، ويتضح ذلك في الدول التي تتبع سياسات خارجية طموحة، وتكون اكثر ميولا تجاه شن الحروب التي هي من خيارها؛ اي عندما لا يوجد خطر ولضح و وشيك على المصالح الحيوية للدولة والتي يمكن معالجتها فقط عن طريق استخدام القوة.
2- وجود اسباب استراتيجية جيدة تجعل القادة والزعماء يكذبون على جماهيرهم وعلى الدول الاخرى وغالبا ما يتجاوز هذ المنطق العملي للقيود الاخلاقية المعروفة بشكل واسع ضد الكذب، ويعتقد القادة في بعض الاحيان بان عليهم واجبا اخلاقيا لان يكذبوا لحماية بلادهم .
3- القادة لا يكذبون دوما حول السياسة الخارجية ، لكنهم يقولون اشياء او يوحون بها من وقت لاخر بسابق قصد وتصميم ؛ وهم يعلمون بانها غير صحيحة.
4- لا يعاقب الجمهور عادة على الخداع الذي مورس من قبل القادة غالبا، ما لم يؤدي الى نتائج مسيئة.
5- اما في السياسة الداخلية فان الكذب يعد عملا خاطئا، ما عدا حالات وظروف خاصة.
6- قد يبدو مما سبق، ان القادة والجمهور يؤمنون ان الكذب هو جزء لا يتجزء من العلاقات الدولية، اذ انه في ظروف سياسية مححدة يكون الكذب حاضرا فيها.
7- عواقب الكذب؛ تميل السياسة الدولية الى كونها عالما يتم فيه انتهاك القواعد الدولية " بعواقب قليلة".
8- بينما في اطار الدولة الداخلي، نجد ان بنيتها الهرمية ( وهي بطبيعة الحال ليست فوضوية) وخاصة الدولة المنظمة جدا توجد سلطة عليا – هي الدولة بحد ذاتها – يمكن ان يلجأ اليها الافراد من اجل حمايتهم، بالتالي فان الدوافع تجاه الخداع والكذب التي تتطبق على تعامل الدول مع بعضها البعض لا تنطبق على الافراد داخل الدولة.
هل الولايات المتحدة الامريكية تكذب؟ تكذب الولايات المتحدة كونها قوية جدا ومنخرطة بشكل كبير في العالم، فان قادتها غالبا ما يواجهون حالات فيها الكثير من الحوافز تدفعهم الى الكذب على الدول الاخرى او على الشعب الامريكي.
وقد تكذب الدول للاسباب الاتية:
- من اجل الدفاع وحماية مصالح البلاد، لاجل كسب ميزة استراتيجية ولان الدول تعمل في عالم فوضوي حيث لايوجد حارس ليلي لحمايتهم في حال حدوث مشاكل ومتاعب خطيرة فان ليس لهم خيار اخر سوى توفير الامن لبلادهم.
- الكذب للتقليل من اهمية قدرة العسكرية محددة او حتى اخفائها عن دولة اخرى وايضا بهدف تقليص الفرص امام خصمها لمواجهتها.
- الكذب في حال التقليل من النوايا العدوانية تجاه دولة/ دول اخرى.
- الكذب لردع الخصوم والمبالغة في تصوير قدرة البلاد.
- ان تكذب الدولة بهدف الاقلال من نواياها العدوانية تجاه دولة عدوة اخرى ليس لتسهيل العدوان وانما لتجنب استفزازها بشكل لا داعي له.
- الكذب بين الدول هو عندما تحاول دولة التاثير على سلوك دولة عدوة اخرى من خلال التهديد بالهجوم عليها حتى وان لم تكن لديها النية لبدء الحرب بشكل فعلي ربما يكون ذلك نوع من التهديد الفارغ مصمما لاكراه خصم على فعل شيئ لا يريده ويمكن ان تستخدم هذه الاستراتيجية من التهديد الناتج لردع عدو عن متابعة سياسة محددة.
- قد يكذب القادة لاستفزاز دولة اخرى كي تعتدي على دولهم او دولة اخرى.
- يمكن ان تكذب الدولة في حال كونها قلقة من كون حلفائها لايهتمون اهتماما كافيا بدولة عدوة وخطرة، ان تكذب في تصوير القدرات او السلوك المعادي كي تجعله اكثر تهديدا لحلفائها.
- الكذب بين الدول هو عندما يقوم القادة بعملية تضليل لتسهيل او التخريب في زمن السلم.
- تكذب الدول لكسب ميزة اثناء سير العمليات العسكرية في زمن الحرب.
- الكذ اثناء عقد الصفقات وابرام المعاهدات والاتفاقيات، ربما يكذبون على شركائهم المساومين حول قدراتهم وامكانياتهم.
ويمكن اضافة اسباب اخرى للكذب، بالاتي:
1- معظم السياسيين نرجسيون
طبقًا لجيم تايلور، المحاضر في جامعة سان فرانسيسكو، فإنه ورغم ندرة الأبحاث التي تُجرى على السياسيين فإنه ليس من الصعب أن نستنتج أن أغلبهم من النرجسيين المتغطرسين الذين يحملون اعتدادًا مفرطًا بالذات وشعورًا مبالغًا فيه بالاستحقاق، لذا فإنهم من ناحية يعتقدون أنهم دائمًا على حق حتى وإن كذبوا، ومن ناحية أخرى فإنهم يرون أنفسهم دومًا أكثر ذكاء ويرون حكاياتهم أكثر حبكة ومدعاة للتصديق من قبل الجماهير الأقل ذكاء.
المثال الأبرز الذي قدمه تايلور على أطروحته هو ما لاحظه جون إدواردز، السناتور والمرشح السابق لمنصب نائب الرئيس الأمريكي في تجربته التي جاء فيها: “إن التمحور حول الذات والنرجسية والأنانية تجعلنا نعتقد دائمًا أننا قادرون على فعل ما نريد”.
2- نشر الخوف والحشد ضد الخصوم
جميع السياسيين يعلمون بوضوح أن رأسمالهم في البقاء هو الخوف، فكلما كانت الجماهير تشعر دائمًا بأن هناك ما يتهددها كلما كانت مستعدة أكثر لتصديق أي شيء، ويلجأ السياسيون إلى الكذب وترويج إنجازات وهمية أو مبالغ فيها للتغطية دومًا على إخفاقاتهم.
فرانكلين روزفلت، على سبيل المثال، كذب على الشعب الأمريكي بشأن مهاجمة قوارب يو(U-boats) الألمانية المدمرة جرير (USS Greer) في عام 1940، لحشد الشعب للحرب ضد هتلر، كما تعد الأكاذيب التي روجها بوش الابن بشأن مسوغات حربه على العراق من أشهر أكاذيب الساسة في التاريخ، اذ كيف استطاع بوش تسويق الحرب بدعائية الكذب، حيث يؤمن الكثير من الناس المطلعين بأن بوش قد كذب على الشعب الامريكي.
3- الخوف من ردود أفعال الجماهير والرغبة في الحفاظ على تأييدهم
قد يلجأ الساسة إلى الكذب على الشعوب بشأن بعض الخطوات السياسية التي قد لا تكون مقبولة جماهيريًّا كصناعة علاقات مع دولة تصنفها الجماهير على أنها عدوة أو التغاضي عن أعمال تنتهك السيادة الوطنية، الأمر يعرف في العلوم السياسية بـ”إستراتيجية التستر”، وأبرز أمثلتها إقدام الزعماء اليابانيين على منح الإذن للبحرية الأمريكية أن ترسو سفنها المسلحة نوويًّا في الموانئ اليابانية، وهو شرط لتنفيذ عمليات إستراتيجية الردع الأمريكية، ولكنهم أدركوا أن هذا القرار إذا أُعلِن للجمهور فإنه سيثير الكثير من الجدل في بلد مناهض للأسلحة النووية؛ بحيث إنه قد يتعين عليهم التراجع عنه.وهكذا، وعلى مدى نصف قرن فإنهم ظلوا ينفون الاتفاق، وفي 11 مارس/آذار 2010 فقط، استطاعت الحكومة أن تقر نهائيًّا أن الإدارات السابقة قد كذبت على الجمهور الياباني لعقود بشأن وجود أسلحة ذرية على أرضهم.
مثال آخر يتعلق بسلوك الولايات المتحدة إبان أزمة الصواريخ الكوبية؛ حيث نفى الرئيس جون كينيدي أنه وافق على سحب الصواريخ النووية الأمريكية من تركيا في مقابل موافقة السوفييت على سحب الصواريخ من كوبا، ان كينيدي في واقع الأمر قد قام بهذه المقايضة، لكنه حفظها سرًّا، لأنه كان يعرف أنها لن تحظى بشعبية لدى الناخبين في الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي.
وعندما دَمّرت صواريخ كروز الأمريكية معسكر تدريب لتنظيم القاعدة يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 2009، أسرع الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، لتحمل المسؤولية عن الضربات، وكانت هذه كذبة، لأن الهجمات قد أمر بها الرئيس باراك أوباما، ونفذتها الولايات المتحدة.
مثال أخير حدث مؤخرًا حينما قامت طائرة إسرائيلية بدون طيار باستهداف مسلحين داخل الأراضي المصرية في أغسطس الماضي؛، حيث سارعت القوات المسلحة المصرية إلى نفى الواقعة برغم تأكيد الصحف الإسرائيلية والعالمية لحدوثها.
4- خلق الأسطورة القومية وتحقيق الالتفاف حول الحاكم
تضخيم الأيديولوجيا التي يتبناها الحاكم والدولة وتقزيم كل ما سواها، الأمر قد لا يقتصر على الدين أو الأيديولوجيا بل على أمور غير ذلك كالجنس والقومية أيضًا، فهناك قوميات أبيدت بكاملها فقط لأنهم بشر من الدرجة الثانية، ربما تكون أكثر اقتناعًا حين تفكر بشأن الحرب العالمية الثانية حين اقتنع الألمان في عهد هتلر بفكرة أنهم جنس متفوق على كل البشر، وخاضوا حروبًا دموية ودفعوا أثمانّا باهظة لعقود بسبب هذه القناعة المتهافتة.
5- السياسيون يثقون في سيطرة أتباعهم على الجماهير
يؤمن السياسي أن الجماهير تعيش معًا في غرفة مغلقة، تشاهد جهازًا يتحكم فيما يبثه، وصحيفة يتحكم فيما تكتبه، ومواقع وشبكات تبث أكاذيبهم باستمرار، صوت الحقيقة سيظل ضعيفًا وسط ركام هذا الزيف، في الوقت الذى تنكشف فيه الحقيقة تقود القضية قد انتهت والجماهير قد نسيت الكذبة أو على الأقل “تناستها”.
6- الناس لا تريد أن تسمع الحقيقة
فالحقيقة دائمًا متعبة ومكلفة، والناس لا تريد أن تستمع للحقائق التي تهدد وجودهم، وتريد أن تصدق أن هناك خطرًا خارجيًّا، وأن حكومتهم تتولى حمايتهم منه أسهل بكثير من أن تصدق أن حكومتهم نفسها خطر عليهم، لأنه ساعتها لن يكون هناك بد من أن تفعل شيئًا، ومن السهل أن تصدق سياسيًّا يعدك بالجنة على الأرض بدلاً من أن تصدق آخر يطالبك بالعمل والشقاء والتحمل والصبر.
يقول السياسيون إنه من الأفضل بالتأكيد أن نقول للناس ما يجعلهم يشعرون بالراحة فما الذي يستفيده الساسة من ترويج الحقائق السيئة (وتقليل احتمال الحصول على أصوات الناس)، مع إمكانية ترويج حكايات ذات نهايات سعيدة ووعود مغرقة في الأمل والتفاؤل؟
7-التحيزات المسبقة وسحر الأيديولوجيا
يبدو بوضوح خطأ ما؛ حيث يعتقد الجميع عن أنفسهم أنهم يدققون المعلومات، فالحقيقة غالبًا غير ذلك، فنحن في الغالب أسرى لتحيزات معرفية ونماذج تفسيرية يتم تلقيننا إياها دون أن نشعر.
أثبت دانيال كانيمان وغيره أن العقل البشري يشارك في العديد من الحيل المعرفية لمساعدة الناس على أن يحيوا بشكل أكثر استقرارًا، والحد من الارتباك والقلق، والحفاظ على حياة بسيطة ومتماسكة، وتؤكد الدراسات دور التحيز الذي يدفع الناس إلى البحث عن المعلومات التي تدعم الأفكار المسبقة لديهم وإلى استبعاد المعلومات التي قد تشكل صدمة لأفكارهم التقليدية.يكفيك أن تصنع للناس شيطانهم، واتركهم ينسبون إليه كل شيء، حجم الأساطير والأخبار الكاذبة التي صدقها الأمريكيون حول بن لادن والقاعدة أكبر من أن تحصى، لدرجة أن بعضهم كان بإمكانه أن يصدق أن بن لادن ربما يكون سببًا في تعطل سيارته وتأخره عن العمل.
بعد أحداث 11 سبتمبر كان الجمهور الأمريكي مُهيّأً لتقبل أي شيء، فأسطورة النووي العراقي صارت أكثر قابلية للتصديق، وكثير من الأمريكيين الآن يعتقدون أن حكوماتهم قد خدعتهم بشأن مسوغات الحرب على العراق.
8- الناس تفترض أن الكذب يتلاشى تلقائيًّا
كلما سمع الناس المعلومة بشكل مكثف، كلما زاد تصديقهم لها بشكل لا إرادي، الناس يعتقدون بالطبع أن المتداول والسائد هو الحقيقي وإلا لما أصبح مُتدَاولاً وسائدًا، الحقيقة في الغالب غير ذلك؛ فالأخبار الكاذبة والشائعات أكثر انتشارًا وأكثر عرضة للتردد والتكرار، وغالبًا ما يمتلك الساسة وسائل الإعلام التي تضمن سيطرتهم الدائمة على الآذان والعيون وبالتبعية على الأفهام والعقول.



#محمد_ارمين_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد السياسي : المفهوم / الجذور/ المبادئ/علاقتها بالمفاه ...
- طروحة البارادبلوماسية ونظريات بناء الدولة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد ارمين كربيت - طروحة الكذب في العلاقات الدولية لدى جون مير شايمر