|
السودان واحتساب القوى والتوازنات وخواطر أخرى
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6093 - 2018 / 12 / 24 - 22:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خاطرة مروان صباح / أطرف ما تناقلته قناة العربية والحدث تلك الأخبار التى أشارت عن سلسلة أعمال تخريبية أحدثها المتظاهرين السودانيين خلال احتجاجاتهم على وضعهم المزري ، وبعد المعاينة مراراً للصور القادمة من قلب الحدث ، تبين بأن محافظات السودان مازالت تعيش بلا طرقات معبدة أو على سبيل المثال بلا أرصفة محددة للمشاة بل كل ما أظهرته الكاميرات ، ناس يمشون على التراب وترافقهم بعض العربات المجرورة بالحمير وفي أفضل حال ، أظهرت الصور دراجات هوائية تصطف على جانبي الطريق الذي سلكه المتظاهرين ، لكن هناك ايضاً ما يلفت الإنتباه ، تلك المساكن والعمارات المعمورة في المحافظات التى تشير إلى أمر جلي لا لَبْس به ، بأنها قامت نتيجة جهد فردي من الذين هاجروا وكابدوا الويلات من أجل تأمين مآوي لعائلاتهم ، ومع ذلك تستمر لعبة النظام الشكلية الذي يمارسها على طاولة الشطرنج كاسباروف معتمد على قواعد تقليدية في احتساب القوى وضبط التوازنات متناسي ما قاله ذات مرة أبن الخطاب عمر رضي الله عنه للبشرية ، هي مقولة ليست فقط شهيرة بل مكرورة يكررها الإنسان في نفسه تماماً كما يمارس لعبة الحياة والموت من خلال تبادل الشهيق والزفير ، بئس الحاكم أنا إن شبعت والنَّاس جياع ، بئس . والسلام
خاطرة مروان صباح / إذا سلم المرء برواية التأليبية لنظام البشير التى تقول حسب المصدر الحكومي بأن الموساد الإسرائيلي استطاع تأليب الشعب السوداني وحرضه على التظاهر ضد النظام الفاتح ، بالطبع لمن لا يعرف فالنظام قد إنتهى من فتح افريقيا والنية الآن لفتح السند والهند ، وبالطبع ايضاً لم يكن النظام أن يطلق تعميم على شعب كامل بالجهل أو الخيانة إلا أنه على معرفة يقينية بذلك المخطط الذي يهدف تعطيل الفتح ، لكن في النهاية يبقى السؤال الذي يتوجب للنظام أن يجيب عنه ، من هو المسؤول عن تردي وعي الجمعي للشعب ، طبعا إذا كان بالفعل جهاز الموساد وبهذه السهولة استطاع التلاعب بوعيه أو قد يتساءل المرء وهذا ابسط حقوقه ، كيف تحول شعب كامل إلى لعبة بأيدي منتسبي الموساد لينتظر نكشة كي يشتعل أو كما يقال في المصري ، ( انكش يولع ) ، أما السؤال الجوهري ، هل الموساد كان قد مارس ايضاً ذات التأليب مع الرئيس وحاشيته من أجل إفقار الناس وسرقة عرق جبينهم وبيع نصف البلاد وتعطيل مقدراتها وإهدار طاقات أبناءها ، بل نذكر النظام السوداني بكلمات الشاعر التونسي الصغير أولاد أحمد ( نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد ) فالسودانيون يحبون البلاد والدليل لم يسرقوها أو يتاجروا بأرضها بل كل ما في الحكاية يطالبون بأبسط حقوقهم المعيشية. والسلام
خاطرة مروان صباح / للسودان نيلين وليس نيل واحد الأزرق والابيض ولديه أرض شاسعة قابلة للزراعة وتربية المواشي الذي يمكنه أن يطعم الوطن العربي بأكمله ، بينما الشعب السوداني اليوم يجول شوارع المحافظات بحثاً عن رغيف خبز ، بالفعل الأمة التى تقف إلى الخاطئ من التاريخ يصبح مواطينيها متسولين ، لكن المفارقة الطريفة من احداث السودان ، مازالت الحكومة السودانية تبحث عن تلك الأسباب التى جعلت الناس تتظاهر ، رغم المسبب بالجوع قابع في قصر الجمهورية . والسلام
خاطرة مروان صباح / أسباب صداع الرأس ثلاثة مناقشة الغبي ومصاحبة الغبي ومشاركة الغبي . والسلام
خاطرة مروان صباح / زيارة رئيس السودان البشير للأسد لا تندرج كونها أول الحجاج أو المعتذرين ، لأن الاستبداديون لا يعتذرون من بعضهم البعض ، بل كل ما في الأمر ، أنها زيارة المحرومين التى حرمتهم شعوبهم ممارسة الطواف حول بعضهم البعض .ولعل المعنى الأكبر بهذا التجاهر، هو تذكير البسيط بأن حلف المستبدين مازال على قيد الحياة . والسلام
خاطرة مروان صباح / المدهش هنا ، أن بعض انساق التحليل تجبر المراقب الوقوف عندها كهذه الخلاصة التى جاء فيها الدكتور صائب عريقات عندما حمل دولة الاحتلال الاسرائيلية مسؤولية تهديد حياة الرئيس الفلسطيني ابومازن وهي في عمقها دعودة مجانية تفتح للمراقب باب أعرف عدوك جيداً قبل أن تقرر مواجهته ، فاليهود على جهوزية دائماً أن يتحملوا دماء الناس وهم بالفعل يعتبرون أكثر البشر تحملوا الدماء على وجه الكرة الارضيّة ، وهذا صحيح ، بالفعل لا ينافسهم منافس على الإطلاق ، بل من بين 350 الف نبي وطأة أقدمهم على هذا الكوكب كان لليهود النصيب الأكبر بل تفردوا بقتل الأغلبية منهم وتحملوا المسؤولية دون أن يرف لهم جفن وهذا قد ذكره الله عز وجل في كتابه ، قل فلم تقتلون الأنباء الله من قبل ( سورة البقرة ) ، كان الأولى لعريقات أن يراجع مع حركته اداء مشروعها المقاومة السلمية الذي أخفق ابناءها في تنفيذه في الضفة الغربية ونجحت حماس بقطاع غزة وفي سياق اكثر اتصالاً بمسألة التحميل أو التنزيل التى طرحها أمين سر م ت ف ، حسب معرفتي وليست معلوماتي بأن الرئيس ابومازن ترك الخليج العربي ، الرفاهية والتنعم والأمان لكي يحمل روحه على كتفه وليس العكس ، فإذا كانت افعاله تنغص على الاحتلال ، إذاً هذا المطلوب وهذا أقل فعل يمكن أن يفعله في ظل توازن قوى مفقود، لأن في النهاية العمل التحريري في بنيته ليس قعيداً أو راكداً أو معطلاً بل قوة حيوية بكل الاتجاهات . والسلام
خاطرة مروان صباح / ما أن تظهر طائرات الإسرائيلية في سماء سوريا حتى تتداعى على الفور معاني الأحلام الكبرى والكرامة والنهوض والتقدم بالطبع حسب أدبيات البعث العربي ، وبالرغم من سلسلة امتدحات واسعة النطاق التى يتولّى إغداقها على الأسد بعض القساوسة والبرلمانيين الغربين أو العرب وبالطبع لا نتناسى وحيد القرن احمد حسون ، إلا أن بشار الاسد ( رئيس النظام ) لم يعد عبءً على الشعب السوري أو على العربي أو على البشرية فحسب ، بل هناك تحول عبئي ينتقل كما بيدو بفضل السماء وبشكل تدريجي من دوائره المعتادة إلى دائرة حلفائه الخاصة ، فالمقاومون كما يحلو تسمية أنفسهم باتوا على يقين بأن الإسرائيلي يصول ويجول ويضرب هنا ويزرع دوائر استخباراتية هناك التى تزوده بالمعلومات لأن كيف يفسر الواقع لنا كل هذه الدقة في تحديد الأهداف الصحيحة والقاتلة معاً لولا المعلومات التى تأتي من الأرض ، بل الضارب يعتمد اُسلوب التمخطر احياناً والكزدرة اطوراً في اجواء سوريا دون حسيب أو رقيب أو مدافع ، ولأن المعادلة باتت تفهم هكذا ، أي رد فعل من حلفائه بإتجاه إسرائيل سيدفع بشار شخصياً التكلفة ، وهنا يستاءل المرء إذا كانوا الحلفاء أبادوا الشعب السوري من أجله بطرق متعددة ونالوا بذلك شرف الدفاع عن المقاومة فهل سيصبرون في المستقبل على سلسلة إهانات إسرائيلية إضافية أو ربما أكبر وهي بالتأكيد قادمة لا محالة ، وبالتالي ستحول ذُل اليوم إلى ذلال في الغد ، رغم المقاومون عبر الأزمنة يحتكرون شعار وحيد وفريد من نوعه ، هيات منا الذلة . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البناء الإجتماعي عنصر أساسي لتمكين الأمّة من النهوض ..
-
سوريا الثورة والانتفاضات العربية ...
-
المناخ التصويتي في الأمم المتحدة يشهد تغيّر دراماتيكي ...
-
راغب علام ومُطير الرؤوس ..
-
هيهات مر الذلة
-
المفكر يبكي على عهد المأمون والراقصين يتباكون على عهد أبو عب
...
-
فرنسا متعهدة الثورات الجذرية ...
-
الثقافة والتاريخ ليس بإمكان أحد تغيبهما ..
-
مركل تريد الرحيل والالمان ومضطهدو العالم معاً لا يرغبون برحي
...
-
مسبار المريخ وقواعد شعبية مؤطرة تسعى بإطاحة النظام الأوروبي
...
-
الإنتقال من المزدوج إلى الملتي ...
-
الموت هو المكان الطبيعي لجيفارا ...
-
فائض القيمة وناقصين القيمة ...
-
السعودية بعد قضية الخاشقجي / لزوم التحرك السريع ..
-
هل هو بكاء على عرفات أو على حال الباكي ...
-
ثورة البراق اليتيمة وثورة الهيكل المستمرة ..
-
كما حضرت عقلنة أمين حزب الله حسن نصرالله في السابق يتوجب حضو
...
-
تلبيس الطواقي ...
-
ربما سيكون الانتظار طويل ..
-
الأنروا عينة اجتراحية من المنظومة العربية ...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|