بيان صالح
(Bayan Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 13:52
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
بعد تحدي الحركات الطلابية والنقابات العمالية والجهات اليسارية في كافة انحاء فرنسا واصرارها على عدم التراجع والمساومة مع الحكومة الفرنسية و استمرارها في الاضرابات والتظاهرات في معظم الجامعات والمدن الفرنسية و التي انتشرت بشكل واسع و حضيت بتأيد جماهيري وعمالي واسع ضد قرار (قانون عقد العمل ألاول) والذي يخص الشباب دون سن 21 , حيث بموجب هذا القانون يكون لجميع ارباب العمل الصلاحية الكاملة في طرد العمال الشباب بدون أي سبب خلال السنتين الاولى وهذا بدوره انتهاك وتجاوز سافر على حقوق العمال وخاصة المرأة العاملة عند الحمل ,او في حالة انخراط العمال في النشاطات العمالية ,القيام باضرابات مناهضة للعنصرية , وعند طرد العامل لا يحصل الا على تعويضات قليلة جدا تصل الى نسبة 8% من اجره وعدم اعطاءه أي تعويضات اجتماعية اخرى . تراجعت الحكومة الفرنسية عن تمرير هذا القرار التعسفي ( قانون عقد العمل ألاول) امام هذه العاصفة الواسعة من الاعتراضات والمظاهرات المستمرة في الشوارع واعلنت الحكومة الفرنسية سحب القانون في جلسة بحضور جاك شيراك .
في ظل سلسة من الهجمات الشرسة للحكومة الفرنسية على المكاسب الاجتماعية وانتهاك حقوق العمال في الآونة الاخيرة ومنها ( قانون عقد العمل الاول وقانون عقدة العمل الجديد ,وقانون مساواة الحظوظ) والذي يسمح بتشغيل الاطفال ذو السن 15 - 18 ليلا . وقوانين وعقود اخرى التي تمس استقرار العمل وتقليل الخدمات الاجتماعية ,ارتفاع نسبة البطالة . انتهاك غير مسبوق للحريات السياسية والديمقراطية في مواجهة الاضرابات والمظاهرات وتصاعد الطابع البوليسي للمجتمع وتزايد سياسة التمييز والعنصرية ضد المهاجرين وكما جرى في التدخل العنيف لرجال الشرطة في مواجهة اعمال العنف في الأحياء السكنية للمهاجرين ( المهملة اجتماعيا واقتصاديا ) في نوفمبر 2005.
انتصرت الحركة الطلابية الاحتجاجية بدعم نضال الطبقة العاملة ونقاباتها والحركات اليسارية في المجتمع الفرنسي والتي تزايدت قوتها العام الماضي في نضالها من اجل رفض الدستور الاوربي الموحد . لقد استطاعت الحركة الطلابية الاستفادة من الدروس السابقة بعدم امكانية الانتصار في حالة خوض المعركة لوحدها وعدم التضامن و التحام مع الحركة العمالية والجماهيرية ( مثلا مساعدة عمال السكك الحديدية مئات الطلاب في شل حركة القطارات لمدة ثلاث ساعات في تور في الاحداث الاخيرة).
هذا الانتصار العظيم للحركة الاحتجاجية في فرنسا مؤشر ايجابي لانتعاش روح المعارضة والاحتجاج وبدعم ومشاركة الطبقة العاملة و الحركات اليسارية لمواجهة الهجمات الشرسة للراسمالية العالمية والمحلية على المكتسبات الاجتماعية وحقوق العمال وعدم اخضاعها للتلاعب بمصيرهم وطردهم متى ما يشاء ارباب العمل.
التجربة الفرنسية الاخيرة اكدت ان الاحتجاج والمعارضة الجماهيرية من خلال التضامن مع الطبقة العاملة والشرائح المحرومة داخل المجتمع والقوى اليسارية والتقدمية هو البديل الاكثر ضمانا للوقوف ضد الهجمات الراسمالية المتتالية على الحقوق السياسية والاجتماعية و الاقتصادية .
#بيان_صالح (هاشتاغ)
Bayan_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟