أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - دم في الشوارع العربية















المزيد.....

دم في الشوارع العربية


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6091 - 2018 / 12 / 22 - 20:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست ردة فعل وليست صرخة في البرية، انها صرخات غضب مكتوم، تجتاح الشوارع العربية هذه الايام. رغم التسلط والاستبداد والدكتاتورية والظلم والاضطهاد، ورغم الجوع والحرمان والفقر وشيوع الجهل وانتشار الفساد والمنع والقمع في ارجاء الوطن العربي، وبالرغم من كل ذلك، لم يستكن الشعب المغلوب على امره، ولم يركن الى التفرج على السجن الكبير، او القتل بالخنق او بالمنشار او بالغاز او الرصاص الحي..خرج الى الشوارع حاملا كفنه وروحه على راحته، فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدى.
لماذا تتشابه السلطات العربية في حقدها على شعوبها وفي المشاركة في الخراب العام والدمار الواسع والاهمال الشاسع؟!.
الم تدعي انها جاءت او وصلت او حكمت من اجل الشعب، ومن اجل الوطن، ومن اجل الدولة الحرة المستقلة، ومن اجل الديمقراطية او عبرها ولاجلها تستمر في كرسي الحكم دون خوف او خشية من غضب لا ينفع معه اي دواء ولا يشفيه ما يقال ويحكى عن ويرسم له من الوان او زخارف خادعة او مضللة او لا يصدقها صاحبها او مروجها قبل غيره؟!.
في فلسطين المحتلة هبات شعبية، مسيرات العودة، ضربات الابطال في البركان وعوفر وسلوان ، وقبلها وبينها وبعدها، السلسلة لم تنقطع ولن تتوقف، وصمود في حيفا ويافا والناصرة والجليل، ورد دموي فاشي من المحتل الاستيطاني، فيصعد من موجات الانتفاضة ورسم خطواتها ومهماتها التحررية نحو الحرية والاستقلال. ولكن المؤلم مشاركة ما يسمى الامن الوقائي الفلسطيني، التابع الى السلطة الفلسطينية، في قمع التظاهرات ومنع المواطنين حتى من الصراخ!.
في تونس احتجاجات مستمرة وتظاهرات متنوعة تطالب بالعدالة وفضح الفساد والاجرام والقتل المنظم من احزاب السلطة وتحت نظر الحكومة والبرلمان والرئيس المعين لمنصبه بالانتخاب.
في الاردن احتجاجات وتظاهرات ضد غلاء المعيشة وزيادة الضرائب والاسعار والبطالة وتعميق التفاوت الاجتماعي والطبقي، مثلما يتمدد ذلك في اكثر من بلاد.
في العراق تتجدد تظاهرات محافظات الجنوب، والبصرة في المقدمة، وذات الاسباب والمطالب والاحوال..
في لبنان احتجاجات ..(!). بينما تخرج جماهير اليسار في الشوارع تصرخ لحماية الشعب من غول السلطة وفسادها وتدعو الى الشارع عسى ان تنتبه الطبقة السياسية المتنفذة وتعرف مكانها..
في السودان تندلع تظاهرات شعبية تحتج على الغلاء والبطالة وتقمع بشدة..
في المغرب .. في الجزائر.. في موريتانيا .. في مصر ...في ليبيا شوارع تغلي وكوارث تتداعى ومصائب تتوالى وكأن الحكام في نزهة حدائق ورود وبساتين اعناب. ماذا يجري ولماذا لا يجد طريقه في التغيير والتحديث والتبديل والتجديد والتطوير؟!.
شوارع غاضبة ولا لسان حال لها ووسائل اعلام وناطق رسمي يكذب على نفسه قبل غيره، ولا مليارات القمار واليخوت وكازينوات العار تحت تصرفها او موعودة بها.
في ما سمي بمجلس التعاون الخليجي سجون مفتوحة ومؤتمرات قمة تصدر بيانات لا تذكر شيئا عن حالة شعوبها والقضية المركزية.. تحولت لديها الوجهة وتغيرت عندها الاولويات.. اين الشارع فيها؟ ولماذا هذا الصمت؟! هل خافت الجماهير وقياداتها من المنشار؟ وسكتت على الحصار وتنتظر الفرج الموعود ...الم تحركها ما شاهدته في بعض المدن التي تجرأ ولي عهد المنشار محمد بن سلمان (مبس)وزارها سياحيا، وغابت عنها الاصول والفصول؟!.
قبل ان يصل القاهرة او تونس او الجزائر او نواكشوط هبت جموع شعبية معلنة رفضها لصاحب الزيارة، وادانته كقاتل لمواطنه ومجرم حرب في العدوان على اكثر من بلد عربي، من سورية واليمن والبحرين والقائمة تطول. ولا يمكن العبور على ما يجري في سورية واليمن من ماس دموية وعدوان لا يغتفر. اية صفحات سيسجلها التاريخ عن هذه الايام؟!
حاول (مبس) ان يغسل يديه من دماء جرائمه وسياساته العدوانية المفضوحة والمخفية، وتزكية دوره التخريبي وانتهاكاته المعلنة، وتمرير خدمته لما يسمى صفعة القرن التي تركز على تصفية القضية الفلسطينية وتبذير الثروات وتدمير الطاقات وتضييع الجهود والامال..
كما ان حروب الدمار والتجويع والحصار والابادة التي تقودها تحالفات "مبس" ضد الشعب العربي في اليمن، وما تنشره المنظمات الانسانية الدولية عن الكارثة المتصاعدة في اليمن تعري او تضيف لمحاكمة كل مجرم قادها او شارك فيها او صمت عنها دليلا واثباتا.. وستظل صورة اشلاء ابناء شعب اليمن وبقايا مباني المدارس والاسواق والكنوز الاثرية، شوكة في عيون القتلة والداعمين لهم.
تموجت حركات الاحتجاج في الشوارع الغاضبة في المدن العربية، عاكسة صورة القمع والاضطهاد والاستبداد، من جهة، او هوامش محدودة لاعلان الغضب وارتفاع صوت الجماهير الحقيقي، من جهة اخرى..
وبالرغم من ذلك تمكنت حينها الجماهير العربية من رفع صوتها وتعرية حكومات التسلط والتخادم والتواطؤ وايصال رسالتها الرافضة والغاضبة بكل الاشكال وشتى الاساليب.
بادر بعض منظمات الصحفيين ونقابات العمال وجمعيات المدافعين عن حقوق الانسان وضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، والمدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني وشعوب الامة العربية في ارجاء الوطن العربي الكبير، باصدار بيانات استنكار، واعلان وقفات وتظاهرات احتجاج ورفض للزيارة ولصاحبها الذي لم يجف بعد دم مواطنه، الصحفي جمال خاشقجي، الذي نختلف معه في الكثير من مواقفه ولكن لا يمكن ان نقبل هذا المصير الدموي له، والذي تم قتله وتقطيعه بامر مباشر من"مبس" وقراره الشخصي دون اي شك او تبرير.
ان الغضب العربي، ولاسيما في العديد من تلك البلدان، اضافة الى ما سبقها، ومبادرات المنظمات الوطنية المخلصة لاهدافها يعبر عن راي الامة وموقفها الاخلاقي والانساني والقومي، ويكشف حقيقة "مبس" ودوره، ولعل فضيحته هذه في جريمته ضد مواطن له كافية بتعريته، لوحدها، وفضح مستوى عقلية وممارسة فرد مستبد حاكم مع غيره وهو مستمر ولم يرتدع عما يقوم به ويعمل عليه. ولم تقف عنده وحده بل اصبحت وصمة عار سلطة وعنوان حكم تاريخ عائلة، وستظل كذلك لاجيال... كما ان سياساته الداخلية منذ توليه منصبه وممارساته الوحشية في الاعتقال والحصار والمصادرة وفرض رغبات فردية، لا توفر الحاجات الضرورية للمواطنين.
تعكس وقفات الجماهير الشعبية في اي بلد عربي ورفضها وادانتها واجبا قوميا وانسانيا، ولابد من تاييدها وتشجيعها الى تصعيد مطلبها والاستمرار في فضح الاجرام وتاريخ الدمار الذي اسهم به "مبس" وشلله التابعة والمتخادمة مع المشاريع العدوانية الصهيو امريكية ضد حرية الامة واستقلال ارادتها وخيارها، والعمل على توسيع مقاطعتها وتطوير وسائل شجبها وعدم التردد في رفع ردها الواضح والكاشف لجرائمه بكل السبل والامكانات والفرص ضد محاولاته تزيينها في ملايين دولارات علاقاته العامة.
ليكن ما قامت وتقوم به الجماهير الشعبية ومنظماتها التقدمية ازاء هذه الخطوة المعلنة درسا وعبرة، وصوتا صادحا عن قناعتها في موقفها وادانتها للاستبداد والقمع والارهاب التسلطي والتخادم مع الاعداء والمتآمرين على احلام شعوبنا وآمالها ووحدة وطننا العربي ومستقبله. ولتصبح الهوة بين حركة الجماهير والشارع العربي والحكومات والادارات المتنفذة بالتسلط درسا لها لاعادة النظر والتراجع الايجابي والعمل الدائم لتجسيرها دفاعا عن الشرعية والمصالح الوطنية والقومية ومواجهة التحديات المصيرية بقوة الشعوب وحراستها لا بالتخاذل والتخادم والتواطؤ.
ان التاريخ لن يغفل ما يقوم به "مبس" واعوانه وغيرهم في التخريب والتدمير واشعال الحرائق في اكثر من بلد عربي وحتى اجنبي وسفك الدماء وتزييف الوعي وغسيل الادمغة، وتصنيع الفتن والنزاعات، ولن تمر اعمالهم دون حساب وعقاب، اليوم او غدا، فالشعوب تمهل ولا تهمل..
في ظل هذه الظروف، وكيلا تصبح الدماء التي روّت بعض الشوارع العربية نزيفا مركبا، لابد من تحويل هذه الهبات الجماهيرية وهذا الزخم الشعبي الى ديمومة مشاركة الجماهير الشعبية ومنظماتها ونقاباتها واتحاداتها، في ادانة اعمال "مبس" وسياساته الاجرامية، والضغط على الحكومات والبرلمانات في سبيل مواصلة السير في حركة النضال الوطني والقومي التحرري، في سبيل الحرية والديمقراطية والاستقلال وحقوق الانسان، وضد القهر والسجن والظلم والارهاب والاستبداد والدكتاتورية. ايتها الاحزاب والنقابات والاتحادات والمنظمات .. لات حين انتظار او تفرج ولن يعد الصمت ممكنا بعد، وهنا الوردة فلنرقص معا.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد انتصار العراق على -داعش-!
- الشيخ الخالصي والزعيم لينين
- العراق: حكومة محاصصة وتوافق خارجي
- وداعاً أم سعد
- في وداع سلامة كيله
- الخرف الالكتروني
- تغريبة الفلسطيني الجديدة
- إن تزور بيروت هذه الأيام...(3)
- إن تزور بيروت هذه الأيام (2)
- في الذكرى الستين للثورة... الحركة العمالية عشية ثورة 14 تموز ...
- صفعة مسيرات العودة لصفقة القرن
- كلمات من دفتر الاحوال... (17)
- عن الحركات الاحتجاجية الشعبية في الممالك العربية
- جيرمي كوربين يزور المخيمات
- كلمات من دفتر الاحوال...(16)
- الاعتراف الجديد يتطلب المحاكمة والعدالة
- ما بعد الانتخابات في العراق!
- المتباكون على الامبريالية
- باريس وثروة البغدادي
- تحية إلى نبيلة منيب


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - دم في الشوارع العربية