أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى عنترة - ما هي القيمة السياسية لإشراك حزب العدالة والتنمية في الحكومة؟















المزيد.....

ما هي القيمة السياسية لإشراك حزب العدالة والتنمية في الحكومة؟


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 13:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ما هي الخاصية الدينية التي يتميز بها نظام الحكم بالمغرب؟ وما هو الجديد الذي ستضيفه مشاركة حزب العادلة والتنمية في الحكومة القادمة؟ وهل انهوا أصدقاء سعد الدين العثماني عملية التأهيل الذاتي للانخراط في المرحلة المقبلة؟ هذه بعض من كثير من الأسئلة التي سنحاول ملامستها في الورقة التالية:

كثف حزب العدالة والتنمية من تحركاته داخل وخارج المغرب، حيث شارك أمينه العام سعد الدين العثماني في بعض اللقاءات بدول المشرق العربي، كما قام باتصالات مع بعض الفعاليات المدنية بأوربا، وفي نفس السياق يستعد للقيام بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي لازالت تشكل موضوع نقاش حزبي داخلي بين المؤيدين لها والمعارضين. أكثر من ذلك أن بعض وسائل الإعلام الدولية المهتمة والمراقبة للتحول السياسي ببلادنا أفردت أهمية سياسية وإعلامية لهذا الحزب لدرجة أن البعض منها منحه قيادة الحكومة ضمن "التناوب" المرتقب والبعض الآخر قلده تسيير بعض القطاعات الحساسة..
والحقيقة أن الاهتمام الدولي المتزايد بحزب العدالة والتنمية يرجع إلى عدة أسباب محلية وإقليمية ودولية بالدرجة الأولى:
أولها أن المغرب يعيش تحولات سياسية كبرى مست عدة مجالات، أدهشت سرعتها المنتظم الدولي، مما جعل المراقبين الدوليين يولون أهمية خاصة لبلادنا،
ثانيها أن الانتخابات القادمة ستمنح لا محالة إمكانية لحزب العدالة والتنمية لتحسين موقعه داخل الخارطـة السياسية ومن غير المستبعد جدا ألا يشارك أصدقاء العثماني هذه الحكومة التي ستنبثق عن الانتخابات التشريعية لعام 2007، خاصة وأنه تم إشراكهم في المجالس المحلية ومجالس المدن، إذ أن المحطة المقبلة في مسلسل إدماج الإسلاميين المعتدلين ستكون هي المشاركة في الحكومة،
ثالثهما أن حزب العدالة والتنمية استفاد جيدا من الأخطاء القاتلة للأحزاب التقليدية من جهة وعدم قدرة أحزاب اليسار الخارجة عن دائرة "الكتلة الديمقراطية" على فك القيود التي لا زالت تكبله وتحول دونه تحوله إلى قوة جماهيرية،
رابعها أن حكم الملك محمد السادس في حاجة ماسة إلى إطارات سياسية تتوفر على امتـدادات شعبية ولها حضور جماهيري واسع من أجل توظيفها في العمل الحكومي لتمرير الإصلاحات الموجعة المنتظرة، كما فعل بالأمس القريب حين نادى الراحل الحسن الثاني على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لقيادة حكومة "التناوب التوافقي"،
خامسها أن الظرفية السياسية داخل منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط تعرف مشاركة التيارات الإسلامية المعتدلة في السلطة، وذلك بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن غير المستبعد ألا ينخرط المغرب في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في تعامله مع "الجماعات الإسلامية" المعتدلة خاصة وأنه ( أي المغرب) اجتهد في السنوات الأخيرة في إدخال إصلاحات سياسية واقتصادية وثقافية.. جعلت إدارة "البيت الأبيض" تنوه به وتجعله نموذجا للعديد من البلدان في منطقة "الشرق الأوسط الكبير" خصوصا في مجالات كالمرأة، المصالحة مع الماضي، الحقوق الثقافية واللغوية، الحرية الدينية..إلخ.
لكن نعتقد أن "المركتينغ السياسي" الذي يقوم به حزب العدالة والتنمية لصالحه أو يستفيد منه من طرف بعض وسائل الإعلام الدولية يعود بالأساس إلى طبيعة الظرفية السياسية التي تشهده تغلغل التيارات الإسلامية الجهادية بقيادة تنظيم القاعدة (بزعامة أسامة بن لادن)، فهذا الوضع دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى توطيد علاقاتها مع الجماعات الإسلامية المعتدلة ذات القاعدة الجماهيرية الواسعة لمحاصرة وضرب "الإسلام الجهادي".. كما هو الحال في الماضي حين تحالفت مع الجماعات الإسلامية لضرب الحركات السياسية الموالية للاتحاد السوفياتي، كما أن حزب العدالة والتنمية استفاد جيدا من استمرار جماعة العدل والإحسان خارج الحقل السياسي الرسمي. فموقعه السياسي قد يتحسن أكثر كلما ظلت جماعة عبد السلام ياسين، التي تمثل قوة جماهيرية حقيقية، خارج الحقل المذكور. استفاد أيضا حزب العدالة والتنمية من ضعف اليسار الذي عجزه عن تذويب خلافاته الهامشية( الشخصية والتاريخية) وتشكيل قطب يساري موحد قادر على التأثير في دوائر صنع القرار السياسي.
فالنظام السياسي بالمغرب يتميز بخاصية أساسية تجعله مختلف كل الاختلاف عن باقي الأنظمة حول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مما يجعل صعود حزب العدالة والتنمية إلى الحكومة لا يشكل أي خطر عليه، لماذا؟
ـ أولا أن الملك الدستوري هو الفاعل المركزي داخل النسق السياسي، فهو يتمتع بسلطات دستورية ومؤسساتية واسعة، إذ نجده يرسم الاختيارات الكبرى للبلاد، يعين الوزير الأول وباقي أعضاء الحكومة باقتراح من الوزير الأول، كما أن وظيفة الحكومة ـ في نظر الملك الدستوري ـ تتمثل في تطبيق التوجيهات الملكية وكل خلاف داخلها يكون حول طرق ووسائل تنفيذ "برنامج الملكي"،
ـ ثانيا أن الملك بوصفه أميرا للمؤمنين، يحتكر السلطة الدينية، ويمنع باقي الفرقاء السياسيين من التدخل في الشؤون الدينية التي يخصص لها قنوات رسمية لإدارة شؤونها،
ـ ثالثا أن الواقع الاقتصادي مسيـج بإكراهات اقتصادية واجتماعية تتحكم فيها عوامل خارجية بالدرجة الأولى،
ـ رابعا أن الواقع السياسي محكوم بـ "علمانية جزئية" سواء بالنسبة للدولة أو المجتمع الذي يطمح إلى توسيع مجال حرياته،
ـ خامسا أن سياسة الملك محمد السادس في إدارته للشأن العام ببلادنا أفرغت الحكومة من سلطاتها، ذلك أن الملفات الكبرى تتم إدارتها خارج الجهاز التنفيذي، حيث نجده يعتمد على فريق عمله داخل الديوان الملكي، الولاة، اللجن والمجالس ذات الطبيعة الاستشارية (المرأة، المصالحة، الأمازيغية، الوحدة الترابية، الاستثمارات...)، ذلك أن الحكومة أصبحت بمثابة ديكور تقتصر وظيفتها في الغالب على الحضور البروتوكولي !!
ومن هذا المنطلق لا نعتقد أن مشاركة حزب العدالة والتنمية في طبعته الجديدة بعد مؤتمر الأخير ـ بالرغم من الكفاءة التي يتمتع بها بعض أطره ـ يمكنها أن تحدث اختلالات سياسية تؤثر على سير النسق السياسي المحصن، بقدر ما يمكنها أن تساعد "المغرب الرسمي" على تلميع صورته في المحافل الدولية والتأكيد على نهجه الموالي للإستراتيجية الجديدة للأمريكان



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية الدينية بين تطور النص القانوني وتخلف الممارسة
- حاتيمي محمد، أستاذ التاريخ المعاصر و متخصص في تاريخ الجماعات ...
- سيادة المقاربة الأمنية في التعامل مع مطالب الحركات الاحتجاجي ...
- المشروع الإصلاحي الأمريكي بمنطقة -الشرق الأوسط الكبير- بين ا ...
- رابع وزير للداخلية بعد إدريس البصري ووزارة الداخلية تغير واج ...
- الخفي والظاهر في الاهتمام المتزايد لواشنطن بدول المنطقة المغ ...
- السلطات المغربية والفرنسية تتهرب من الكشف عن الحقيقة وملف ال ...
- عبد العزيز مياج، أستاذ الحريات العامة بكلية الحقوق بالمحمدية ...
- فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية.. درس جديد بالنسبة للديمقر ...
- حماة الدفاع عن مادة التربية الإسلامية يهاجمون وزير التعليم ب ...
- هل الأمازيغية قضية مجتمع أم ملك؟
- دور الأمازيغية في ترسيخ الاستقرار السياسي بالمغرب
- فادي القاضي الناطق باسم منظمة -هيومن رايتس ووتش - بالشرق الأ ...
- تقرير أمريكي يشيد بالحرية الدينية بالمغرب
- عودة حق المشاركة السياسية إلى المغاربة المقيمين بالخارج
- تباين الطروحات السياسية والمدنية حول حاجة وكيفية الإصلاح الد ...
- تأملات حول موقف عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال من م ...
- ماذا أضاف وزير يساري إلى قطاع العدل بالمغرب ؟
- إدريس البصري، وزير الداخلية الأسبق وخبير في شؤون المنطقة الم ...
- سعيد شرشيرة، رئيس الكونغريس العالمي للمغاربة القاطنين بالخار ...


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى عنترة - ما هي القيمة السياسية لإشراك حزب العدالة والتنمية في الحكومة؟