أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - الله يتجلى في انسانيتكم














المزيد.....

الله يتجلى في انسانيتكم


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 6091 - 2018 / 12 / 22 - 17:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الايمان بالله، أو عدمه بعيدا عن تطبيق المحبة
والسلام، ظلالة تبعث السأم بالحياة لتشويه معنى
الانسانية، يجنح فيها الانسان دون وعى ومسؤولية
لاقتراف أبشع الجرائم نحو اخوته في الاسرة
البشرية.


تعدد الكتب المقدسة لا يعني تعدد الالهة ،لكن يعني وجود عقل كوني واحد – الله – تتوجه اليه كل شعوب الارض، حسب جذورها التاريخية والحضارية، وتراثها ومفاهيما الاخلاقية . الله أظهر ذاته وقدراته لكل شعب من شعوب الارض في زمن وسياق تاريخي محدد منذ نشأة الكون من خلال البشر . التفاسير الدينية –فقه لاهوت- ما هي الا المعني الروحي لبلورة افكار سامية ترتقي الى تجميع البشر تحت مسمى انسانية الانسان. حيث تجتمع القوانين الطبيعية والوضعية مع الالهية لتحقيق العدالة ، لكل الشعوب من خلال المحبة والسلام.
الاعتقاد بالغيبيات التي تتمحور حول وجود خالق للكون – العقل الكوني- لا يمكن ان تخضع الى قياس علمي لتحديد طبيعتها، وعناصرها، وماهيتها، وبدايتها، ونهايتها ولا يمكن انكارها مهما تفوقنا علميا لان العلم ليس له نهاية الا في حالة واحدة ربط المطلق بالقتل، والتدمير، والارهاب، نقتل بذلك الاخلاقيات والسلوكيات الحميدة فينا .لأننا سنفشل. وفشلنا ايضا يأتي من تركيز دور المطلق وتحكمه في تصرفات وسلوك الانسان فنخنق الدوافع العلمية والابداعية فينا ونعطلها.
نحن نحب الحياة لذلك نسعى للخلود، لذلك نحسم وجودنا بخالد سابق ودائم الوجود خالد يمنحنا بعد الموت حياة، ما يقوم به البشر ما هو الا محاولات جادة لبناء معرفي، لا يمكن ان ندرك مداه لأنه لا نهاية له، منذ القدم يعيش الانسان هذا التحدي، ويعيش مفهوم وجود من هو متفوق علينا، لنستنتج وندعو ان من اوجدنا هو الله – العقل الكوني- الذي تظهر تجلياته لا بمرسليه فقط بل بعظماء، وقادة، ومفكرين، وفلاسفة، وعلماء همهم تطور العالم ونوعية الحياة، والكون نحو الأفضل، عملهم يتمحور حول الانسانية بأبهى صورها السلام والمحبة وحق الشعوب في العيش برفاهية وسعادة. لذلك ربط التقدم بقوة غيبية يعطي دافعية للإنسان كي يستمر في بحثه عن اسرار الكون، ان فكرة نهاية العالم هي فكرة انتهاء الوجود البشري، لكنها اقرب الى موت الكائن البشري الانسان المكون ((microcosm، العالم المصغر الذي هو جزء في (cosmos) الكون.
كبشر يمكننا ان نخدع الناس ونصنع لهم رمزا مقدسا وندفعهم للموت من اجله، ولكن هل هي مشيئة واهب الحياة؟ ...كونوا صناع حياة لا موت. فالأديان تتكلم عن قدسية حياة الانسان على الارض نحو ذاته ونحو الاخرين، لا عن الانسان والحياة في ارجاء الكون. والموت ما هو الا الرجوع لعناصر الارض، ورجوع كنزه الروحي الى العقل الكوني – الله- منشئ الكون. الله لا يحاسب البشر على انتمائهم الديني ولا على حجم صلواتهم، بل على افعالهم واعمالهم مع المظلومين والفقراء والمرضى والمقهورين والمحتاجين والارامل والايتام...الخ، فأن فعل – الله ( سبحانه وتعالى)- على محاسبتهم فهو لا يتمتع بعدالة، الا في نظر المرائين.
الاديان جزء من هذا الواقع وتحتاج الى تغيير، ما لم تحتوى في داخلها على موائمة العصر والزمان ليس بالعنف أو القوة بل بالمحبة والسلام. الانسان المؤمن هو من يحدث تغيير يدفع البشر نحو البناء العالمي، بهذا يكون ارتباطه بالعقل الكوني – الله – خالق الكون. عظمة أي دين تكمن في التوافق والمصالحة والاتفاق مع غيره من الاديان، وحتى مع من لا دين له ايضا، من خلال انسانيته، وليس تفرده لمصلحة افراده المادية الملموسة الخاضعة للحواس، بل الروحية الخاضعة لسمو الحياة ونبلها الفكري والاجتماعي ، فكل ما هو روحي يربطنا بتقديس الحياة ويربطنا بالعقل الكوني – الله -، وليس بأفراد يحملون افكار هشة لا تتحمل النقد يميل افرادها الى استخدام العنف ضد كل من يعارضهم، أفراد يتحكمون بنا مخالفين ارادة الله بحرية الانسان، دافعين نحو توحش الانسان.



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة اخلاقية
- غربة وضياع
- هذا ما تعلمنا
- المعرفة حتمية ضرورية للاستمرار الحضاري
- بتحرر المرأة يتحرر العقل
- لا لوأد حرية الرأي والتعبير
- حقائق من الواقع العربي
- الزمن والهوية
- الأحزاب وديمقراطية العدالة
- الأديان بإنسانيتها
- عروبتنا تحتضر
- البحث عن مثقف
- الأديان في ظل صراع البقاء
- خطب منمقة وثورات قادمة
- الخير والشر من منظور علماني
- ثورة فكرية نحو العلمانية
- الاحترام قبل الحرية
- التمييز العنصري يحط من انسانيتنا
- الحرية ممنوعة حتى إشعار اخر
- لعبة الاسياد والعبيد


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - الله يتجلى في انسانيتكم