داليا عبد الحميد أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 6091 - 2018 / 12 / 22 - 13:11
المحور:
حقوق الانسان
تكتمل حلقات تشوه الإنسان في العالم المتخلف:
-حلقة الإنتهاك للخصوصية والمنع للمعلومات بشعار الحماية
-حلقة الإتهام للآخر والفساد للنظام بشعار الإستقرار
-حلقة الوصاية بشعار المحافظة و البناء
..
1-إنتهاك الخصوصية ومنع المعلومات:
العالم المتخلف يتصور ان العالم المتحضر بلا نظام
العالم المتحضر يولد فيه الإنسان حر له مساحة خصوصية غير مسموح بإختراقها من المجتمع ومن أقرب الناس إليه فلا يتم الحصول علي المعلومات عن أمر عام بطرق ملتوية غير شرعية وبالتالي هي ما تخلق الإستقلالية والحرية والمسئولية في الإنسان وتؤدي إلي النضج وتعزز قيمة النظام العام العادل المساوي للجميع
العالم المتخلف يولد فيه الإنسان مقيد فاقد لمساحة الخصوصية ومسموح بإختراقها من أقرب الناس إليه بناء علي مفهوم المجتمع من الشارع النابع من نظام السلطة الحاكمة السياسية التي تمنع المعلومات وتتيح إختراق الخصوصية
ولذلك لا مجال للنضج للجميع كبير وصغير فيبقي الإنسان بين تابع ومتطفل و يفرض أفكاره علي من حوله مقلد لحالة الوصاية العامة التي تنتهك الخصوصية والإنكار وتكون من طبائع الأمور وشعارها حماية كل شخص لغيره
...
2-إتهام المعارضة وإتاحة فساد النظام ومؤيديه:
الواقع المتخلف الكبير سيقوي الواسطة والنفاق والتسلق ويبقي علي كسر المختلف حتي يصبح مخالف وعدو وجعله الجانب الضعيف لضمان الإحتكار وبقاء الحكم ومنع ثم إستحالة وجود بديل بالإستقطاب الحاد وتتكون ماديا الجزر المنعزلة والأنانية والتحارب
الواقع المتحضر يعترف ويقر بالعدالة والقانون للجميع ولا يتسامح مع اللاتسامح
...
3-الوصاية الإجتماعية وبإسم الوطن أو الدين والإجتماعية ليست حماية ولا عدل ولكنها تأكيد وإستمرار لعدم التأهيل للشعب وممارسة وقنوات شرعية منظمة ومتاحة حتي أن يحكم نفسه بالديمقراطية التي تمنع الإستبداد والظلم
الوصاية هي أداة ناعمة من أدوات المركزية والسيطرة والتحكم والوصاية في القانون مرتبطة بعدم أهلية الشخص فهو يحتاج لوصي ومن يدير بالنيابة عنه حياته وأملاكه وبالتالي بتكون صفات العامة والفرد العاجز والمعوق والمختل والجبان لذلك فالنخب والمسئول الذي يدعي الحكمة والخبرة في العالم المتخلف يتحدث بصيغة الوصاية ولا يمكن أن يقبل المحاسبة ويرفض المساواة بينه وبين العامة وهنا تبدأ السيطرة علي الوعي الجمعي بتغييب وعزل العقول وهشاشتها وتبدأ معنويا الإستبداد والعبودية
التحضر يندرج تحت مفهومين: أولا منع العنف بالعدل والمساواة والثاني منع الإستبداد بالعدالة وتمييز الأقل
#داليا_عبد_الحميد_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟