جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 13:43
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
مسامير جاسم المطير 1114
الحقيقة هي دائما الضحية الأولى في وزارة الداخلية..!!
أيها الأصدقاء القراء أرجو أن تتفضلوا أولا بالبسملة ثم قراءة الأمر التالي الذي أصدره وزير الداخلية ، هذا اليوم :
بيان صحفي رقم : 153
التاريخ : 13/4/2006
المكان : بغداد
(( بيان صادر عن الدائرة الإعلامية :
أمر السيد باقر جبر الزبيدي وزير الداخلية بإطلاق سراح (200) مائتي موقوف لدى وزارة الداخلية من الذين لم تثبت إدانتهم جاء ذلك خلال لقاء السيد الوزير بالدكتور صالح المطلق رئيس جبهة الحوار الوطني. )) .
في الحقيقة سرني هذا " الأمر " وهو ليس أقل من قرار ثوري في الدول الشمولية .. فليس هناك ما هو اسعد بالنسبة للموقوف من خبر إطلاق سراحه إذا لم يكن قد ارتكب جرما..!
لم يخبرنا البيان عن حقيقة لماذا اعتقلوا ومتى ، لكنه أشار إلى بضع كلمات " الذين لم تثبت إدانتهم " عن حقيقة سبب إطلاق سراحهم..!! و يبدو من هذا البيان انه من غير شجاعة الوزير لا فضائل لوزارة الداخلية .. ومن غير هذه الفضائل لا تظهر مصائب الوزارة فإذا لم تثبت إدانتهم لماذا لم يصدر القضاة أوامرهم بإطلاق سراحهم ..! السيد الوزير صار هو الآمر الناهي في شئون الاعتقال والإفراج عن المعتقلين لتوفير الوقت للقضاة العراقيين كي يتفرغوا لقراءة كتاب " كيف تحقق الأمن والأمان في خمسة أيام بدون قاض ٍ " ..!!
لم يعد للقاضي أي شان في هذا الزمان ، وليس هذا عيبا أبدا فالديمقراطية العراقية الجديدة هي أن يكون كل وزير نابليون زمانه ..! فقد عين الوزير نفسه قيما على توقيف الموقوفين وصار أمره الكريم بمثابة المعجزة على بيوت الموقوفين وعوائلهم بإطلاق سراحهم بالواسطة وبالجملة ..!
في غياب دور الهيئات القانونية يصبح كل إجراء إما بالواسطة أو بشق الأنفس .. ولا يشك احد من قراء هذا البيان الصحفي الهام أن الموقوفين المائتين كانوا هم وعائلاتهم قد شقوا أنفسهم بل شقوا " أزيا قهم " بكل السبل لنيل مكرمة إطلاق السراح لكنهم فشلوا إلا بعد أن تألق الدكتور صالح المطلق في مبنى وزارة الداخلية منذ صباح اليوم الباكر مؤكدا انه لن يخرج من الوزارة إلا بعد انبعاث الدخان العالي الأبيض في سماء الوزارة إشارة لأهالي الموقوفين بان أبناءهم سيؤدون فريضة صلاة العشاء في اقرب جامع لبيوتهم شاكرين للسيد الوزير حسن صنيعه الذي اثبت انه رجل مثالي غير متقلب الأهواء وهو ارحم من جميع الوزراء ..! فقد كان السيد الوزير بيان صولاغ الزبيدي قد اصدر بنفسه أمراً باعتقال 200 شخصا قبل بضعة أشهر وها هو نفسه يصدر أمراً بنفسه لأنه يثق بنفسه ثقة مضاعفة لا تصلها أية حقيقة والحمد لله وفقا لنظرية" بيتنا ونلعب بيه شلها غرض بينا الناس " ..!!
********************
• قيطان الكلام :
• في كل زمان وفي كل مكان وفي كل دولة يتوهم وزير الداخلية بأنه وكيل الرئيس الأعلى على الأرض ..!!
********************
بصرة لاهاي في 13 – 4 - 2006
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟