|
الصداقة الناجحة كيف تبدأ وكيف تستمر ؟؟؟
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 07:26
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ان الانسان كائن اجتماعي بطبيعته لذا فان نجاحه في تكوين اصدقاء واستمرار علاقته معهم يعد شرطا اساسيا من شروط تمتعه بصحة نفسية وجسمية واستمتاعه بحياة لها معنى ومع ان التراث الانساني زاخر بكتابات حول الصداقة والاصدقاء الا ان معظم هذا التراث القديم منه والحديث يمثل تأملات وانطباعات تقوم على اساس الخبرة الشخصية حيث يعطي للصداقة طابعا ايجابيا اذا توافرت للشخص الذي يسجل خبرته انواع من الخبرات الايجابية ويعطيها طابعا سلبيا في حالة توافرت خبرات محبطة مع الاصدقاء الاان الامر ليس كذلك حيث توجد صداقات دائمة ومديدة وطويلة وجديرة بالاهتمام والبحث ووضعها ضمن دائرة البحث العلمي للاستفادة منها ووضع عبر ودروس وتوصيات للشباب ليستفيدوا منهم في اطار علاقاتهم سواء منها علاقات الصداقة او العلاقات الحبية او الزمالة في العمل او في المدرسة او الجامعة ارسطو والصداقة يبين ارسطو ان الصداقة حد وسط بين خلقين فالصديق هو الشخص الذي يعرف كيف يكون مقبولا من الاخرين كما ينبغي اما الشخص الذي يبالغ حتى يكون مقبولا لدى الجميع الى الدرجة التي تجعله لا يعارض في أي شيء حتى لا يسيء الى الاخرين فهو المساير وذلك ان كان يفعل هذا بدون سعي الى منفعة شخصية وانما لولعه بالارضاء اما ان كان يهدف من مسايرته الى مصلحة شخصية فهو المتملق وعلى الضد يصف ارسطو الشخص الذي لا يكترث بالقبول من جانب الاخرين بانه الشرس والعسر والمشاغب والصعب في المعيشة ولا يحبذ ارسطو الا الوضع الوسط ويرى ان هذا الوضع يشبه الصداقة ويعلل اايه باننا اكثر استعدادا لقبول الشخص الذي ينتمي الى هذا الوضع كصديق لنا اذا جمع الى رغبته في التقبل الشعور بالميل الينا وعموما هناك بعض الناس يفعلون مايجب وما ينبغي ان يفعلوه مع من يعرفونهم ومن لا يعرفونهم ليس لحب ولا لبغض ولكن لحرصهم على ان تكون معاملاتهم مع الاخرين كما ينبغي ان تكون المعاملة ونحن هنا بحاجة ماسة الى هذه المشاعر والعلاقات الودية الخوية مع الجميع وخاصة في محيط العمل حيث يجب على المدير ان يكون صديق جميع العاملين ويجب على المدرس ان يكون صديق جميع التلاميذ وجب على السياسي ان يكون صديق جميع ناخبيه فنحن بحاجة الى تمتين العلاقات الجماعية المجتمعية لان لهذه العلاقات انعكاسات على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والوطني
تعريف الصداقة الصداقة هي عطف متبادل بين شخصين حيث يريد كنل منهما الخير للاخر مع العلم بتلك المشاعر المتبادلة فيما بينهما والصديق هو من يعيش معك والذي يتحد واياك في الاذواق والذي تسره مسراتك وتحزنه احزانك وبذلك تقوم الصداقة على المعاشرة والتشابه والمشاركة الوجدانية والصداقة لا تقوم بين الافراد والاشخاص فقط بل تقوم بين الامم والشعوب والدول والمنظمات والمدن والصداقة هي احدى الحاجات الضرورية للحياة لانه لا يقدر ان يعيش احد بلا اصدقاء مهما توفرت له الخيرات فالاصدقاء هم الملاذ الذي نلجا اليه وقت الشدة والضيق والصداقة ضرورية للشباب لانها تمده بالنصائح التي تحميه من الزلل وهي مهمة للشيخ تعينه حيث يتقدم العمر ويضعف البدن ويقول ارسطو قوله الرائع (( متى احب الناس بعضهم البعض لم تعد حاجة الى العدل غير انهم مهما عدلوا فانهم لا غنى لهم عن الصداقة كما يقول من كثرت اصدقائه لا صديق له لان الانسان لا يستطيع ان يحافظ على صداقات كثيرة لان الصداقة تحتاج الى عطاء واهتمام ويضع ارسطو ثلاثة اسس للمحبة هي : • المنفعة • اللذة • الفضيلة
ويقول ان صداقة المنفعة عرضية تنقطع بانقطاع الفائدة اما صداقة اللذة فتنعقد بسهولة وتنحل بسهولة بعد اشباع اللذة اة تغير طبيعتها اما صداقة الفضيلة فهي افضل صداقة وتقوم على تشابه الفضيلة وهي اكثر دواما وتكون الصداقة اكمل ما تكون عندما تتوافر لها الاسس الثلاثة المنفعة واللذة والفضيلة والصداقة الحقة لاتتكون بسرعة ابدا وانها لا تتكتمل الا على مدى الزمن وبشكل عام تقوم الصداقة في الاساس على المساواة في المكانة الاجتماعية حيث يتبادل الاصدقاء الخدمات ذاتها او يتعاوضون مزية باخرى ويقول ارسطو ان الناس لا يصيرون اصدقاء عندما تتفاوت مراكزهم وانا اؤيد ارسطو في ذلك لانه عندما تتسع المسافات لا سيما الثروة والمستوى الثقافي تنتهي الصداقات الصداقة العربية الصداقة من الصدق والصدق نقيض الكذب وبهذا تكون الصداقة هي صدق النصيحة والاخاء والصديق هو المصادق لك والجمع صدقاء وصدقان واصدقاء واصادقوقد يقال للواحد والجمع والمؤنث صديق والصداقة تعني ايضا اتفاق الضمائر على المودة وهناك فرق بين الصاحب والقرين وقد كتب الكثير من العرب في موضوع الصداقة واهمهم : • ابن المقفع • ابي الحسن الماوردي • ابن مسكويه • ابي حيان التوحيدي • ابي حامد الغزالي
ويقول الغزالي: من حقوق الصحبة الواجبة مع الا صدقاء : • الايثار بالمال • المبادرة بالاعانة • كتمان السر • ستر العيوب • ابلاغ مايسر من ثناء الناس على الصديق • حسن الاصغاء عند الحديث • شكره على صنيعه في وجهه • الدفاع عنه في غيبته • العفو عن زلته • احسان الوفاء مع اهله • نصحه باللطف • التخفيف عنه في المكاره
فوائد الصداقة *علاقة اجتماعية وثيقة حيث يؤثر كل طرف بالاخر * المساندة والتشجيع ودعم الثقة بالنفس التقويم الايجابي للذات • التحقق من صحة الافكار والاراء الشخصية • توسيع المعراف والافكار والرؤى الشخصية • النفع المباشر بتسخير الوقت والموارد الشخصية لخدمة الصديق • تحقيق الاستقرار النفسي
الصداقة وعلاقات اجتماعية اخرى • الزمالة وهي اقل من الصداقة • الصديق المقرب وفيه اعلى درجات الحب • الصديق الاجتماعي وهوالصديق العرضي وفيه درجة محدودة من الحب والمشاركة والمساعدة • المشارك في نشاط وهو من يعمل في مشروع مع شخص اخر وقد تتضمن بعض مشاعر الحب • المعارف وهي علاقات لا تنهض على الصداقة كالجيران واعضاء النادي • الحب وهوعلاقة عاطفية بين الجنسين والحب يشبه الصداقة في وجوه عديدة اهمها : - الاستمتاع برفقة الطرف الاخر - تقبل الطرف الاخر كما هو - الثقة في حرص كل طرف على مصالح الطرف الاخر - احترام الصديق او الحبيب والاعتقاد في حسن تصرفه - المساعدة المتبادلة والنجدة عند الحاجة - التلقائية وشعور كل طرف بانه على طبيعته في وجود الاخر - الافصاح عن الخبرات والمشاعر الشخصية
خصائص تنفرد فيها علاقة الحب • الافتتان ويعني ميل الى المحبوب والانشعال به وادامة النظر اليه والتامل فيه والبقاء بجواره • التفرد أي تميز العلاقة عن العلاقات الاخرى والاخلاص للمحبوب والامتناع عن اقامة علاقة مماثلة مع طرف ثالث • الرغبة الجنسية أي رغبة المحب في القرب البدني من الطرف الاخر ولمسه ومداعبته • العناية التامة وتعني تقديم اقصى ما يمكن والدفاع والمناصرة ومساندته على النجاح وظائف نفسية واجتماعية للصداقة • خفض مشاعر الوحدة • دعم المشاعر الايجابية السارة • الاسهام في عليات التنشئة الاجتماعية • الافصاح عن الذات • المساندة الاجتماعية • المشاركة في الميول والاهتمامات • تنمية العلاقات الاجتماعية مع الاخرين • الضبط الاجتماعي
الصداقة في الميزان تلعب الصداقة دور كبير جدا في التفاعل الاجتماعي وتؤدي الى الغيرية والايثار والتضحية والمساعدة وجميع هذه القيم مهمة جدا ان تنتشر في محيط العمل وفي اجواء المؤسسات التي نعمل بها ونحن بحاجة ماسة اليوم الى قيم الصداقة والتعاونية والتشاركية والتواصلية والتفاعلية ويجب ان نتعلم جميعا اساليب حل الخلافات بين الاصدقاء الصغار والكبار لان ذلك ينعكس على العمل العام وعلى الخير العام ويجب تعريف واضح للصداقة وتضمينه المناهج المدرسية والجامعية كما نقترح التالي : *اجراء دراسات حول تصور الاشخاص لوظائف الصداقة *تعليم مهارات بدء علاقات الصداقة والحفاظ عليها * تحليل مصادر الخلاف بين الاصدقاء ووضع الحلول من نتائج التحليل *يجب اعتبار الصداقة شيئا مهما في حياتنا العامة والخاصة والمهنية والعاطفية والجامعية وغيرها ماالذي يشكل الخلاف بين الاصدقاء؟؟ • اختلاف وجهات النظر • الخيانة والخداع • السخرية والاستهزاء • الغيرة والحقد • التنافس • الاعتداء على الممتلكات والحقوق الشخصية • التفاخر والغرور • الخذلان وعدم الاهتمام • المداعبة البدنية الخشنة
كيف نحل الخلاف بين الاصدقاء؟؟؟ *المواجهة والتفاهم والنقاش الهادئ * التسامح والاعتذار *التجنب وتفادي الخلاف وعدم تكرار الموقف *وساطة طرف ثالث * اظهار الاهتمام بالطرف الاخر مقترحات لكسب محبة الناس بشكل عام *اظهر اهتماما بالناس * ابتسم *خاطب الاخرين باسمائهم *كن مستمعا طيبا * تكلم فيما يسر محدثك * قدم اقتراحات مهذبة ولا تصدر اوامر *دع الرجل الاخر يحتفظ بما وجهه *حبب الى الشخص الاخر العمل الذي تقترحه عليه * اجعل الغلطة التي تريد اصلاحها ميسورة التصحيح
في نهاية الامر اقول يجب العناية بتحسين العلاقات الاجتماعية لابنائنا ويجب التمييز بين الصداقة بين المراهقين والصغار والكبار ويجب تعزيز الصداقة بين الكبار ويجب دعم برنامج مهارات الصداقة في اطار برنامج متكامل نقدم من خلاله الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية والتعليمية لشبابنا وقد شرعت وزارة التربية في تعيين مرشدين نفسيين وتربويين في المدارس لكن عمل هؤلاء المرشدين غير فعال بعد وغير موصف وهويحتاج الى مساندة ومساعدة واهتمام اكثر واستخدام اساليب علمية احترافية ليؤتي ثماره امل ان اكون قد وفقت في الا ضاءة على جانب من الموضوع ومع تحياتي للاخ عادل محمود الذي يحرضنا دائما على الابداع والتفكير والكتابة عبد الرحمن تيشوري سورية – طرطوس – دارس في المعهد الوطني للادارة العامة 092575464
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وصفات لعلاج الامراض الادارية
-
لماذا لا نفرض غرامة تهديدية كبيرة جدا على المدير العام والوز
...
-
لماذا لا ندرس البطالة المقنعة في القطاع العام ؟؟؟؟
-
منصب الرئيس واختصاصاته والية ممارسة صلاحياته ؟؟؟
-
السياسات الادارية الجديدة
-
الطريق الثالث هل يوجد حقا طريق ثالث ؟؟؟
-
المسؤولية والخطأ في الوظيفة مالها وما عليها ؟؟؟
-
المسؤولية والخطأ في الوظيفة؟؟؟
-
كيف نكافح جريمة نهب وهدر المال العام ؟؟؟؟
-
هل نجحت هيئة مكافحة البطالة السورية في خلق المشروعات الصغيرة
...
-
اقوال خالدة ومأثورة ومتميزة لمفكرين وقادة في الادارة
-
الاقتصاد الرديء للعالم ؟؟؟
-
الادارة بالاخلاق والقيم والمثل هل هي ممكنة ؟؟؟
-
هل يساهم التدريب في هيئة مكافحة البطالة في خلق ثقافة العمل و
...
-
نساء ورجال هل تضرب زوجتك؟.
-
زيادة التنمية ام تخفيض السكان هل تجيب الخطة التنموية السورية
...
-
هل يكون للعرب قضية واحدة في قمة الخرطوم ؟؟؟
-
حكايتي مع الرقم الوطني وتجديد جواز السفر
-
اهمية الاستثمار في التجارة البحرية والقانون البحري
-
متى نضع الاعلام في خدمة الاصلاح والتطوير ؟؟؟
المزيد.....
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|