أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - هل للعِراق سِيادة ؟














المزيد.....

هل للعِراق سِيادة ؟


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6089 - 2018 / 12 / 20 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثلاثة مواقف حدثتْ في الأسابيع القليلة الماضية ، تُؤشِر بوضوح مدى البؤس الذي باتَ فيه العراق ودرجة الإنحطاط التي وصلتْ إليها " الوطنية " العراقية .
1-
بِغض النظر عن مَنْ الذي بدأ الحرب العراقية / الإيرانية التي إستمرتْ ثمانية سنوات ومَنْ هو الأكثر ذنباً في إطالتها .. فأن الخسائر البشرية التي فاقتْ المليون ، طالتْ الطرفَين . ناهيك عن الدمار الهائل الذي أصاب إقتصاد البلدين . إيران إعتبرتْ قتلاها شُهداء ، والعراق أيضاً فعل ذلك بالنسبة لقتلاه ، بل أن صداماً في سني الحرب الأولى ، وزع قطع أراضي لذوي الشهداء وسيارة تيوتا أيضاً .
قبل أيام ، وبمُناسبة الإحتفاء بذكرى الإنتصار على داعش ، أقام تحالف البناء الذي يضم هادي العامري والمالكي وبعض السُنة ، حفلاً كبيراً وبحضور كِبار قادة البلد وبعض السفراء . طلب عريف الحفل من الحضور ، الوقوف دقيقة واحدة ، صمتاً إحتراماً لأرواح شُهداء العراق .. وقفَ جميع من في القاعة .. إلاّ ( إيرج مسجدي ) السفير الإيراني في بغداد ، حيث نهض وغادر القاعة ضارباً عرض الحائِط بِكُل الأعراف والتقاليد .. ببساطة ووضوح : إيران الرسمية تعتبر بأن جميع من قُتل من عراقيين في الحرب بينهما ، مُعتدين آثمين لا غَير .
كان بإمكان السفير الإيراني أن لايحضر المُناسبة بأي حجةٍ كانتْ وذلك طبيعي ومفهوم .. لكنهُ تعمدَ الحضور وتعمد عدم إحترام شهداء العراق وخرج من القاعة غير مُبالٍ بكبار قادة الدولة الحاضرين ! .
ان إيران تعتبر وتتصرف عملياً ، ان العراق كله ، منطقة نفوذ إيرانية ، ولا تعير أي إهتمام بشئ أسمع السيدة العراقية ! .
2-
قبل أسابيع إندلعَ حريقٌ في سوق القيصرية التأريخي وسط كركوك ، وإشتعلتْ النيران في 400 محلٍ تجاري . فسارع السفير التركي في بغداد ( فاتح يلدز ) بالذهاب الى كركوك وتفقد سوق القيصرية وكان يصحبه أرشد الصالحي رئيس الجبهة التركمانية . صّرَح السفير بأن بلاده ستقوم بترميم وإعادة بناء السوق .. بل ان الأعمال بدأت بالفعل من خلال وكالة التعاون والتنسيق " تاكا " وإجتمع السفير مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني " التركمانية " .
أية دولةٍ هذه بالله عليكم ؟ سفير دولةٍ أجنبية يذهب إلى مدينةٍ عراقية ويجتمع مع أحزاب ومنظمات تركمانية فقط ويتعهد بإعادة بناء الدكاكين المحترقة .. ويجتمع مع المحافظ أيضاً . أليسَ هذا تجاوزٌ فظ على السيادة الوطنية ؟ وقبل ذلك ، أليسَ من المنطقي أن تقوم دولة نفطية غنية مثل العراق ، بنفسها ، بإعادة بناء وترميم هذه السوق القديمة ؟ ولكن عن أي سيادةٍ نتحدث .. وقبل أيامٍ فقط ، قامت الطائرات التركية بالإغارة على مخمور وسنجار وتفعل ذلك بإستمرار في العديد من المناطق الجبلية أيضاً .. بل وأن قواتها مُرابطة قرب بعشيقة والموصل ؟ ان تركيا تعتبر وتتصرف عملياً على أساس ، ان كركوك أولاً والموصل ثانياً ، منطقة نفوذ لها .. إن لم يكُن أكثر من ذلك أيضاً ! .
3-
قامتْ عصابات دولة الخلافة الإسلامية داعش ، بهدم وتفجير جامع النوري في الموصل وكذلك منارة الحدياء الأثرية أبان سيطرتها على المدينة . وفي آذار 2018 ، قدم السفير الإماراتي في بغداد ( حسن أحمد الشحي ) لرئيس الوزراء العبادي ، عرضاً لقيام الإمارات بإعادة بناء الجامع والمنارة . وقبل أيام قام رئيس الوقف السني ، الهميم ، بوضع حجر الأساس لهذا المشروع ، في حفلٍ كبير حضره ممثلو اليونسكو والإمارات العربية المتحدة الممولة ومجموعة من شيوخ العشائر .. من المفترض ان تُقدِم الإمارات خمسين مليون دولار ، لإعادة بناء الجامع والمنارة .. وسينفذ المشروع بزمنٍ قياسي .
مع كامل التقدير للإمارات العربية المتحدة على تبرعها بهذا المبلغ ... لكن أليسَ من المفروض بدولةٍ نفطية غنية مثل العراق ، ان تقوم بنفسها بإعادة بناء ماتهدم ؟
ومع كامل التقدير لكافة بيوت الله ولا سيما الجوامع والمساجد ... لكن ألم يكُن من الأجدى وحسب الأولويات ، بناء خمسين مدرسة بمواصفات معقولة ، بهذه الخمسين مليون دولار ؟
...............
كثيرٌ من الدول ، ترفض المساعدات الأجنبية ، حتى حين تعرضها لكوارث طبيعية .. الغالبية العظمى من البُلدان ، تراقب بِدقة تحركات السفراء والقناصل ولا تسمح لهم بتجاوز صلاحياتهم ولا بإنتهاك السيادة الوطنية .
إذا كانت الحكومة العراقية بسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية ، لا تولي أي إهتمامٍ بالوطن ولا بسيادته وكرامته .. كيف لي أنا المُواطِن ، أن أحترم هذهِ الحكومة ؟!



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قَبلَ .. وبَعدَ
- حمكو والمزاج الرائِق
- حمكو و .. الإصلاح
- مَقطَعٌ من الفوضى الجارِية
- ولا يِهّمَك !
- حمكو - الفضائي -
- حمكو .. والهجرةُ إلى كندا
- العَسَل المُرْ
- ثرثرة من جانبٍ واحد
- فساد وتقاعُد الكِبار .. فسادٌ وسَرِقة
- حمكو في بغداد
- إنّا لله وإنّا إليهِ راجعون
- قليلاً من الحياء .. قليلاً من الخَجَل
- بعيداً عن الجد
- أحاديث نصف عاقِلة
- إنتخابات برلمان الأقليم 30/9/2018
- كَرو .. وفرهود
- مُجّرَد معركة
- إفعلوها داخل الخَيمة
- واقِعٌ مُضطَرِب


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - هل للعِراق سِيادة ؟