أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زهير دعيم - عيد ونبيذ وأطفال المُخيّمات














المزيد.....

عيد ونبيذ وأطفال المُخيّمات


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 6089 - 2018 / 12 / 20 - 11:28
المحور: حقوق الانسان
    


توقفت فجأة زخّات المطر في هذا المساء خلافًا لكلّ التوقعات ، وظلّ البرْد يرفع رأسه متجوّلًا بين الشباب والصّبايا والأطفال في " عقودة" آل ناصر في عبلّين حيث وُلدت وترعرعت القدّيسة مريم بواردي ، وحيث تقيم كما عادتها جمعية " البيت الدافيء " في ليالي الميلاد مشروعها الجميل " عيد ونبيذ"..
تجوّل البرد الى حين ، وسرعان ما فرّ لا يلوي على شيء ، فرّ تطارده الأنفاس والحشود والحركات والمأكولات والابخرة والمخبوزات اللذيذة ،والنبيذ الساخن ، والقصص والحكايا والشّعر الجميل والموسيقا والوعظ الهادف المنادي بالمحبّة... فهنا لحن جميل ، وهناك موعظة رائعة ، وهنالك قصيدة تسمو بك الى الآفاق...
وفي كلّ زاوية من هذا الصَّرح التليد حيث التاريخ والامجاد والقداسة، تعلو روائح المأكولات الساخنة واللذيذة يتناولها الكبار والاطفال على مهل دون أن يفتح أحدٌ جزدانه أو يمدّ يده الى جيبه ، اللهمَّ إن شاء أحدهم أن يلقي ببعض ما تجود به نفسه في صندوق كُتب عليه " مغبوطٌ هو العَطاء أكثر من الأخذ ... صندوق اقتعد زاوية بعيدة ويعود لهذه الجمعية " البيت الدافيء" التي ترعى بشبابها الكثر وشاباتها هذه الليالي الدافئة ، استكمالًا للحفلة الحفلاء والمُميّزة في اضاءة شجرة الميلاد وسماء البلدة الغافية على خدّ الجليل قبل اربعة أيام ، والتي تزيّن ساحة الميلاد القريبة من" العقودة".
جوٌّ جميل ساحر يأخذ بمجامع القلوب ، خاصّة وأنت ترى البسمات تلوّن ثغور الأطفال والسّعادة تطلّ من عيونهم ، فالعيد ؛ عيد الميلاد هو عيد الطفولة ، احتفلت به السماء والملائكة والارض برُعاتها وناسها ، فكان مجدٌ في الأعالي ، وسلام على الأرض ومسرّة في النفوس.
أطفالنا في فرحة كبرى حيث يلفّهم الدفء وتلملمهم المتعة تحت جناحيها..
...هنا فرحٌ وغبطةٌ ومسرّة و..... هناك في القطاع والضّفة الغربية والمُخيّمات تبكي الطفولة ، تولول ، تنوح وتكتب ألف قصيدة حزن وألف ألف قصّة مأساة ومأساة، يقضُّ مضجعها الجوع والبرد القارس والعوز والمرض والظلام الدّامس ، تبحث عن كسرة خبز لعلّها تُسكت بها صراخ المعدة الخاوية وقد تجد وقد لا تجد ، فتحاول ان تنام فهيهات، وكيف تنام وهي تلتحفُ الأرض والجوع والعتمة ؟!!
تنام ولا تنام ، تلوك آلامها بهدوء ، تبكي بهمس وتصرخ بصمت ، تنظر الى السّماء وكأني بها تقول :
" رحمتك يا سيّد الأكوان .... رحمتك ورحماك...
رحمتك يا مَن جئت ارضنا مُعزّيًا وفاديًا ومُشبعًا للجياع وشافيًا للمرضى ...انظر من عُلاكَ ... أنظر فالأرض تمتليء بالفرّيسيين واللاويين واللصوص ، يتركون أطفالك حفاة ، عراة وجوعى .
يمرّون من أمامهم فيشيحون بوجوههم ويتابعون المسير وكأنّ شيئًا لم يكن ... لم يتغيّر شيء يا طفل المغارة ،يا طفل السّماء ، فالغُبن ما زال غبنًا وأكثر ، والظلم ما فتيء يقهقه ، والجوع ما زال يعتصر النفوس ...
رحماك ربّي ، رحماك يا من جئت مولودًا في مغارة في ليلة ليلاء باردة ، هادرة والتحفتَ المذود والقش... رحماك ، انظر من سماك والتفت الى هذه الطّفولة المُعذّبة، المقهورة ، المُشرّدة، الصّارخة والباكية دمًا ، فقد وصل " القهر " الزُّبى وماتت الدموع في الأحداق ... انظر يا سيّد فأنت تريد وتستطيع أن تجعل الطفولة أن تقفز كما الأيائل ، وتمرح في كلّ بقعة من بقاع الكون وتسرح في جنبات الحياة ، والبسمات تغمر الدُّنيا والفرح يلوّن الأفلاك
+++
ولم يطل الوقت فبكت السماء مطرًا مدرارًا !!!!



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المربّية ورصيف الفلّ
- فيروز... زنبقة الأودية ( 2)
- الفرخ الصغير الذي أضاع أمّه
- سافرَ ولن يعودَ
- لنزرعِ الأمل في بَلداتنا
- - طالعة .. نازلة.. شبعنا ريّحونا-
- نتالي... أغرودة أيلول
- بِصليبِكَ أزهو
- ليْلُنا سِكّين
- انتخاباتنا نُريدها أعراسًا
- أحبُّكَ لو تعلم !
- اغفرْ لهُم....
- أفٍّ وألف أفٍّ
- وهاجتِ الذّكرى...
- وَصَلَ العددُ الزُّبى
- بيركوفتش أوْت
- فجرٌ كَرباتيّ
- نفس الوجوه القديمة
- وسافرّ ذاكَ الذي لم أعرفْهُ
- يا ويلكوا من الله


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زهير دعيم - عيد ونبيذ وأطفال المُخيّمات