أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - القتيل الأغلى سنة 2018














المزيد.....

القتيل الأغلى سنة 2018


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 6088 - 2018 / 12 / 19 - 22:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أصدر البرلمان العربي بيانا "عاجلا"، رداً على قرار مجلس الشيوخ الأميركي، ضد السعودية وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وطالب مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي في البيان من مجلس الشيوخ الأميركي ، بضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية، واحترام سيادتها وعدم المساس بقيادتها والنيل من مكانتها، علاوة عن رفضه القاطع للقرار، الذي يتناقض مع مبدأ احترام سيادة الدول وعدم جواز التدخل في شؤونها الداخلية، والعلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط الدولتين والشعبين السعودي والأميركي.
وأشار السلمي إلى تضامن البرلمان العربي، ومقره القاهرة، التام مع المملكة العربية السعودية، والتصدي لأية محاولات للنيل منها أو تهديدها، سواء بالتلويح أو الابتزاز أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة بغرض استهداف قيادة وسمعة ومكانة دولة عريقة لها تاريخ مشرف اعتمادا على معلومات مغلوطة ومصادر مُضللة، وأن هذه الحملة لن تنال من قيادة المملكة العربية السعودية ومكانتها العربية والإسلامية بوصفها مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، ومواقفها الراسخة.
الكلام المُقفى أعلاه معناه تجاهل وقائع موثقة تمت في سفارة المملكة في تركيا، ورفض أحد مسلمات الدين الاسلامي فالمملكة ليست قِبلة المسلمين بل الكعبة، واستعمال التهديد بالقصف الديني حتى إذا اراد أحدهم إخفاء جريمة بشعة تمت عن سابق تصور وتصميم ضد انسان أعزل.
مجلس الشيوخ الاميركي لم يكن ينوي التعقيب على الجريمة كما تقول الوقائع منذ حدوثها، لكن تحولها إلى قضية إعلامية دولية، واستهجان الناس الذين عبروا عن سخطهم، بما حدث على سبيل المثال في تونس حين زارها ولي العهد السعودي، والرسوم الكاريكاتورية الغربية التي صورت محمد بن سلمان ملطخا بالدم، جعل التغاضي عنها مستحيلا، خصوصا أن نسبة الغباء كانت فيها رهيبة، فقد كان يمكن للسفاح الحقيقي أن يأمر بإغتيال خاشقجي بواسطة درّاج يطلق الرصاص عليه ويتلاشى بخقة في زحام الشوارع .
"البيان العاجل" يمكن أن يُواجَه بأسئلة مثل: هل إحترم المخططون والمتواطئون والقتلة، وبعضهم على درجة سياسية رفيعة، سيادة تركيا؟ هل احترموا ذكاء الناس؟ هل احترمت السعودية حتى سيادة اليمن وقدسية مساجده التي قصفتها رغم انها مهبط الوحي وقِبلة المسلمين؟ وهل ذِكر الوقائع التي سُجلت في سفارة المملكة في تركيا إبتزاز أو إتهامات زائفة؟ وهل الكاميرات التي رصدت القتلة في المطار وخاشقجي وهو يدخل السفارة وهو محاصر فيها بواسطة البلطجية مصادر مُضللة؟ وماذا عن صوت خاشقجي وهو يتوجع قبيل تقطيعه؟
لا يوجد محكمة على الكوكب تقول أن هذه مصادر مُضللة، لكن الكلام المُقفى يمكن أن يفعل ما هو أكثر من ذلك.
خاشقجي يعتبر القتيل الأغلى سنة 2018 وربما منذ بداية هذا القرن، فلم يحدث أن تشابكت علاقات إقتصادية ونفطية وتلويح مُبطن بقطع معونات وفسخ عقود تبلغ بلايين الدولارات بقتل إنسان ليس ملكاً أو رئيس جمهورية، أما التضامن الاسلامي البروتوكولي وليس الشعبي مع المملكة فقائم على المصالح ليس إلاّ، علاوة عن التبعية المذهبية لأنه يصدر بسبب الولاء للخلافة الوهابية غير المُعلنة ضد الخلافة العثمانية المرتقبة، وربما بعد سنة أو سنوات تأخد الدول الأسلامية نفسها مواقف جديدة، تماما كما حدث مرات ومرات، أهمها تحوّل المواقف الدينية/الاستراتيجية الثابتة ضد الدولة العبرية.
يستحيل أن تحدث جريمة داخل سفارة بالسيناريو الذي قُتل فيه خاشقجي بدون أمر سيادي، والخوف الذي يسود الشارع العالمي سببه الطريقة البشعة التي قُطعت فيها أوصاله وأُذيبت في الأسيد، فكثيرون تم إغتيالهم ولم يتحرك الشارع العالمي بالطريقة نفسها. ومصافحة الرئيس بوتن لولي العهد فيها إدانة، فطريقة مصافحة لاعب المخابرات السابق المتحفظ وابتسامته لولي العهد تقول بوضوح لمن يمكنه قراءة الصور: ماذا فعلت يا رجل؟
حضارات بكاملها قُطعت أوصالها وأُذيبت في الأسيد.
إقرأوا كتب التاريخ لتعرفوا المستقبل الذي ينتظر الدول العلمانية والتفكير الحداثي إذا سيطر الفكر الأسيدي والكلام المُقفى على الشعوب والثقافات.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتلنا الفرعون.. اهرب بارك الله فيك!
- التستر على القاتل نفاقاً
- حرب نصف الألفية الاولى
- رسالة إلى حامد عبد الصمد
- ما المانع أن يكون مسلماً كاهنا؟!
- الملاك الذي طار من البلكون
- كتاب -امام العرش مرة أخرى-
- الخطر ليس في تآكل الديموقراطية بل زوال التنوير
- نظرية الثقب الاسود الدينية
- مانديلا: وقائع وراء الاسطورة
- العقوبات بأثر رجعي ومفعول ابدي
- الدعوات لم تشفع لخير الفرق
- -عوالم خفية- وراء صناعة الفساد
- ولهم في علمانية أوروبا مآرب أخرى
- إقامة جهادي وترانزيت طفل
- دموع محي إسماعيل
- مطربة ورسالة وبتر ثقافي
- ساعة محمد رشدي وربابته
- مستقبل مملكة ومصير قارة
- قدِّس اسطورتك واحترم اساطير الاخرين


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - القتيل الأغلى سنة 2018