أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عزيزي - القول بأمازيغية شمال افريقيا -قول عنصري- عند سدنة هياكل الوهم (فقط)















المزيد.....

القول بأمازيغية شمال افريقيا -قول عنصري- عند سدنة هياكل الوهم (فقط)


كريم عزيزي

الحوار المتمدن-العدد: 6088 - 2018 / 12 / 19 - 18:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


توضيحات سريعة عن اتهامات لا أظنها ستتأخر، وحتى وإن لم يُصرّح بها كتعليقات أو مقالات فإنها ستخطر ببال أغلب من سيقرؤون لي، سأجيب عن أسئلة دون تفصيل لأن ذلك سيأتي في كل كتاباتي القادمة. سأكون صريحا، ولن أتصنّع فذلك طبعي، تربّيت على ثقافة تقول أن النظيف لا يخشى شيئا ولا يُنزل عينيه للأرض أبدا، صراحة كثيرا ما جلبت لي المتاعب ولا أزال أدفع ثمنها غاليا، لحسن حظي أني لم أولد في مصر أو العراق أو السعودية لأني قطعا كنت سأكون قد طُبق عليّ حدّ ما وما أكثرها.

أهم سؤال بالطبع سيكون عن "كره" العرب؟ وجوابي يجب أن يُتمعن جيدا قبل الحكم عليه لأن عاطفتي تقول نعم أما عقلي فيقول لا، أبدأ بعاطفتي وأسأل: من هم هؤلاء العرب الذين "أكرههم"؟ (أغلب) أفراد عائلتي يقولون أنهم عرب وبالتأكيد "كرهي" يستثنيهم، 99% من أفراد شعبي يظنون أنهم عرب وأغلبهم أناس طيبون لا يطلبون إلا أن يعيشوا في سلام وليسوا استثناء في ذلك بل هم مثل كل شعوب الأرض وبذلك يستحيل عليّ "كرههم"، هل سأكره المصري الطيب؟ العراقي؟ السوري؟ الفلسطيني؟ بل وحتى السعودي والقطري والإماراتي؟ جوابي بالتأكيد لا لكن لن أنكر -وإن كانت كل شعوبنا ضحايا للفكر العروبي الإسلامي- أن بعض الحساسية ستبقى، لست ممن يقولون بمنطق الغفران دون محاسبة بل ممن يقولون أن الصفحة الجديدة لا يمكن أن توجد إلا بعد إرساء العدالة، هناك جرائم لا تسقط بالتقادم وأولها وأهمها سحق هويات الشعوب وإلباسها هوية أجنبية غريبة عنها وأقصد الهوية العربية التي هي في الأصل فكر وأيديولوجيا وليست أجناسا وأعراقا، كلامي واضح على ما أظن: العاطفة التي "تكره" عندما يحكمها العقل تعاد الأمور إلى حقيقتها أي المسألة ليست أعراقا أو قومية شوفينية بل هي صراع فكري بالدرجة الأولى، لا أحد يدعو هنا إلى إبادة شعوب وأشخاص وإن كانت هناك دعوة لإبادة شيء ما فلن تكون إلا دعوة لإبادة فكر وانتماء مزيّف أراه السبب الأول لتخلفنا. وبما أن المسألة فكرية فمن المعلوم أن الاتهامات والحساسيات لن تغيب، قارن مع كل من ينتقد الإسلام ستجد الاتهامات بكل أنواعها وعلى رأسها التكفير ونفس الشيء يحدث مع العروبية وسدنتها، فكل من سيقول أنه غير عربي وأن شعبه غير عربي سيكون عرضة للقدح واللعن والتخوين بالطبع ومن الجميع فدولنا قائمة على الإسلام والعروبية وثقافة شعوبنا مبنية عليهما.

الدعوة لفصل الإسلام عن السياسة بل والدعوة الصريحة للقضاء عليه لا تعني القضاء على من يعتقد به أي المسلمين، والدعوة للخروج من سجن ووهم العروبية لا تعني أيضا إبادة من يعتقد بها أي العروبيين ولن يزعم ذلك إلا "السلفيون" من النوعين أي من لا يزال يعيش بثقافة القطيع ويرى أن من يقول كلمة في معتقده قد مسّه هو شخصيا وأظن أن اعتقاد هؤلاء لا يُلزمني فمن سيفهم أني أدعو لإبادة المسلمين والعروبيين أو من سيدّعي ذلك فتلك مشكلته مع التوضيح أنه "قد يكون" يستعمل ذلك الطرح البائس لإسكات كل صوت ينتقد وهمه وهي سياسة كل الأيديولوجيات الفاشية الهشة التي تستعمل العنف والتشهير بالمخالف لعدم استطاعتها الإقناع بالحجة والدليل ولإسكاته وإبعاد الشعوب عنه وبذلك تقطع عليها كل أمل في اكتشاف الحقائق لتخرج من قبضة تلك الفاشيات ولترى النور وتتحرّر.

وسأقولها وبصراحة أن الإسلامي والعروبي اللذين يشكلان سدنة هياكل الوهم ليسا أهلا ليتكلما عن المبادئ والحريات والعنصرية والشوفينية فهما يدافعان عن أبشع شوفينيتين وُجدتا طوال تاريخنا: الشوفينية الإسلامية التي تدّعي امتلاك الحق الإلاهي المطلق الوحيد والشوفينية العروبية التي تدّعي لشعوبنا عروبة عرقية، الاثنان أتفه فكرتين لا يسندهما أي دليل لا مادي ولا منطقي وبالرغم من ذلك لا يزالان يسيطران على شعوبنا وعلى نخبنا بكل الأساليب اللاأخلاقية ويعتمدان في ذلك على كل موارد شعوبنا المُسخَّرة للدفاع عن الوهمين وعلى "عُمر" الخرافتين: أبسط إشاعة كاذبة اليوم يلزمها الكثير من الوقت ومن التعب لتُخرج من عقول البسطاء الذين صدّقوها فما بالنا بإشاعة عمرها قرون.

أنت غير علماني ومن المفروض أن يمنعك الموقع من النشر؟ هذا التساؤل سيخطر ببال القارئ عندما يقرأ لي أني أقول أن شمال افريقيا أمازيغية وليست عربية، قلت سابقا أن القضية "فكر" والعلمانية تفترض "قبول" الرأي المخالف وذلك يتعارض مع تصريحي بهوية "أحادية". وأقول أن الفكر الإسلامي يدّعي أن مستقبل شعوبنا يجب أن يكون إسلاميا حتى أولئك الذين يدّعون التنوير والتمدن، أما الفكر العروبي فيدّعي أن مستقبلنا يجب أن يكون داخل إطار عالمه العربي ويزعم أن "الجزء يجب أن يبقى إلى الأبد كُلًّا" أي الهوية العربية هي الغالبة والأكثرية أما الأمازيغية فهي مجرد أقليات لا غير ويُعتمد في ذلك على الناطقين باللغة ليدّعي أن الأمازيغ هم من يتكلمون اليوم باللغة الأمازيغية والأكذوبة هي نفسها في بلدان الشرق حيث أصبح السريان مثلا وهم أغلب تلك الشعوب مجرد أقلية، أنا أقول أن "الكل" هو الأمازيغية و "الجزء" هو العروبية والهوية ليست حصرا لغة نعلم جميعنا كيف حاربها الإسلام وعروبته والحرب عليها لا تزال متواصلة إلى اليوم بواسطة حكومات لا وطنية في كل بلداننا وليتذكّر من يتناسى سياسات بورقيبة والقدافي وبن بلة والمختار ولد داداه والحسن الثاني ومن خلفهم منذ أن أسّست لهم فرنسا دولهم العربية، الهوية أرض قبل كل شيء وشمال افريقيا أرض أمازيغية منذ فجر التاريخ وإن استعمرتها أقوام فهذا لا يعني إطلاقا أنها ملك أبدي لهم كما تزعم الأيديولوجيا الإسلامية والعروبية، وبما أن العروبية أيديولوجيا شوفينية عرقية لا تزال تُوهم شعوبنا أنها عربية جاءت من الشرق فنستطيع أن ننسف طرحها بما أثبته العلم اليوم أن هذه الجينات المزعومة هي مجرد أقلية لا غير والجينات الغالبة على كل بلداننا هي جينات محلية لم تأت من أي مكان بل من أرضها الأمازيغية نبتت.

شمال افريقيا كلها أمازيغية والعروبية فيها ليست إلا جزءا من تاريخها، العالم يتغير بسرعة جنونية فلا تستغرب مما سيحدث غدا، سينضب نفط البدو قريبا، وربما انهارت أمريكا ورأى الأوروبيون أن فرضهم العروبة علينا لن يخدم مصالحهم مستقبلا، قد يكون للصين مصالح جديدة وقد تدخل في صراعات قد تغير العالم بأسره....من يدري.... ومن قال أننا سنستعمل اللغة العربية إلى الأبد؟ ولا ييأس من الغد إلا أعداء الحياة، والحياة والكرامة قادمان لشمال افريقيا لا محالة ويستحيل أن يتواصل غياب أمتنا عن التاريخ تحت خرافات يستطيع تفنيدها بذرة منطق تلميذ إبتدائية، يستحيل أن يتواصل غرقنا في أوحال فقه الإسلام وصراعات العروبية القبلية التي لا تعنينا في شيء.

المسألة فكر تحرري أصيل، نحن أرقى مما نحن عليه اليوم بكثير، نحن نستحق حياة أفضل وأكرم، حق من حقوقنا البديهية أن نعرف ذاتنا المغيبة تحت الأكاذيب العروبية الإسلامية وحق مشروع أن ننطلق منها لا من ذات مزيفة يراد لنا بها أن نبقى للأبد موالي وعبيدا للشرق، من حقنا تقرير مصيرنا بعيدا عن كل مخازي التاريخ وأراجيفه، ومن حقنا أن نفتح أعين شعوبنا على أعدائها الحقيقيين الذين خدعوها بخرافات العرق الشريف ولغة الجنة والهجرات البدوية المليونية والدين.


وإلى لقاء قريب.



#كريم_عزيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو بقي الأمازيغ مسيحيين؟
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (10)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (9)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (8)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (7)
- رسالة إلى أساتذة التاريخ (الشرفاء)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (6)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (5)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (4)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (3)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (2)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا
- الماركسيون والإسلام : نظرة سريعة
- لماذا يتواصل تعثر نهضتنا ؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عزيزي - القول بأمازيغية شمال افريقيا -قول عنصري- عند سدنة هياكل الوهم (فقط)