أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الدولة المدنية الديمقراطية ومنطلقات بنائها الحلقة الأولى















المزيد.....

الدولة المدنية الديمقراطية ومنطلقات بنائها الحلقة الأولى


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 6088 - 2018 / 12 / 19 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة المدنية الديمقراطية ومنطلقات بنائها الحلقة الأولى
لقد كان طموح شعبنا بعد المتغيرات السياسية وسقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 م ، بأن يكون البديل نظام جديد ، نظام يبني دولة عصرية وحديثة وديمقراطية أسوة ببقية الدول المتقدمة، وأن يعيش حياة آمنة ومستقرة وأن يعوض عليه ما مر به من إضطهاد وظلم وتدهور في الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية وأن يخرج من تأثير وأزمات التداعيات التي جلبتها حروب الدكتاتور الهوجاء. لقد كان الشعب يعيش مأساة حقيقية بعد فرض العقوبات عليه بسبب الطغمة الحاكمة التي لم تتأثر بها .ولكن المتغيرات وسقوط النظام حدث على يدالإحتلال الأجنبي تحت ظروف صعبة ولم تكن هناك خطط جاهزة وبرنامج جاهز للبناء سوى مشاريع مقترحة وتجريبية في وزارة الخارجية ووزارةالدفاع البنتاكون والإدارةالأمريكية وكان الهم هو شرعنة الإحتلال، لقد كان الشعب يعيش تحت حكم شمولي لايؤمن بحرية وحقوق الإنسان ولايؤمن بالديمقراطية. فالحروب وسياسةالنظام سببت إستشهاد مئات الآلاف من أبناء الشعب، فضلاً عشرات الآلاف من المعتقلين والسجناء وضحايا الحروب المعوقين فضلاً عن التداعيات الإجتماعية. لقد سبب ذلك النظام ظلم لايتحمله البشر وأوضاع مزرية (وفي ظل النظام الدكتاتوري السابق تفككت الأشكال المدنية وحوصرت لصالح الهويات الفرعية كالقبيلة والعشيرة والمنطقة والطائفة. كما تراجعت الخدمات وانتكس الجانب التعليمي بعد ان كانت البلاد خالية من الأمية...) رائد فهمي ..مداخلة حول الدولة المدنية الديمقراطية . لقدعمق النظام الدكتاتوري الصراعات الداخلية من خلال الفرز العشائري والإثني والقومي . (لقد ساهم الاقتصاد الريعي المعتمد عل النفط في غلق المسار السياسي وفرض آيدولوجية البعث التي أتجهت إلى الإنغلاق في إطار الحزب الواحد ثم المجموعة الواحدة أو عشيرة رأس النظام ثم تقلصت إلى أقربائه) الفقيد الباحث فالح عبد الجبار مداخلة حول الأسس الفكرية والنظرية لمفهوم الدولة المدنية .هكذ كان النظام الذي لم يرحم حتى رفاقه من قادة وأعضاء وقام بتصفيتهم . فكان الشعب ينتظر أن ينتهي هذا النظام ولكن البديل جاء مخيباً للآمال بعد ان حل نظام طائفي مذهبي محاصصي قومي محل النظام السابق وبالتالي وبعد سقوط النظام سادت أجواء رهيبة من خطف وإغتيالات وقتل على الهوية ونشطت كل الفئات وسرى في الشارع العراقي الخوف بين مكونات الشعب بعضهم مع البعض الآخر. والإحتلال وسلطاته تعمل ببطأ ، والمنظمات الإرهابية دخلت الأراضي العراقية وبمساعدة ودعم من جهات عديدة ومنها مخابرتية متعددة وتمثل دول مجاورة وإقليمية ودولية. هكذا تبخرت أحلام الشعب بالسلام والإستقرار والعيش الكريم وبما إن التغيير كان بيد الأحتلال ، حيث أعتمد على الوجهاء والأحزاب الإسلامية السياسية والليبرالية في إعادةالأوضاع إلى إستقرارها . وتم كتابة الدستور الدائم بعجالة وفيه الكثير من النواقص وتكوين المؤسسات الدستورية حسب الدستور حيث تم الإستفتاء عليه في 2005م حيث تعتبر خطوة نحو الأمام ولكن الأساس في النظام الجديد أستمر على المحاصصة والطائفية في توزيع السلطات. فحدث الصراع السياسي بين الكتل على الإمتيازات والمصالح. وكما نتابع ونشاهد كيف تفشى الفساد بسبب الطبقةالسياسية التي أستطاعت أن تبني بأموال الشعب المنهوب مراكز قواها بحماية مليشياتها وأصبحت الأحزاب والكتل هي الحاكمة بدلاً من مؤسسات الدولة الدستورية.
لقد كان الشعب يأمل بأحزاب المعارضة بأن يكون لها دور في بناء الدولةالجديدة على أنقاض النظام السابق، ولكن هذا لم يحصل بسبب إرتباط هذه الأحزاب بولاءات مذهبية وطائفية بدلاً من الوطنية المخلصة .
السؤال الآن ماهو البديل ؟ البديل هو بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
خصائص الدولة المدنية الديمقراطية :-
1-أذا قلنا الدولة المدنية فقط ،أي أسم الدولة مدنية مجردة ودون إضافة ديمقراطية قد تكون دكتاتورية أو فاشية ونازية كما بينت التجارب . 2-تقوم الدولة المدنية الديمقراطية على أساس مبدأ المواطنة في بنائها وعلى وفق معايير موحدة في إسناد الوظيفةالعامة في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية . 3-تتعامل مع مواطنيها على أساس المساواة في الحقوق والواجبات أمام القانون ،وبدون تمييزبسبب الجنس أو العرق والقومية أوالأصل أو اللون أو المذهب أو الرأي أو المعتقد والوضع الاقتصادي والإجتماعي وتؤمن لمواطنيها تكافؤ الفرص والمساواة والمشاركة .
4-تتأسس على ثقافة مدنية ونظام مدني للعلاقات يقوم على قيم السلام والتسامح والقبول بالآخر .
5-يضبط عمل الدولة الدستور وقوانين يشرّعها مجلس النواب منتخب وفق قوانين وآليات انتخابية عادلة .
6- تداول السلطة سلمياً ، تضمن حقوق الإنسان وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق والعهود الدولية
7-الفصل بين السلطات الثلاث (التشريعية ، التنفيذية ، القضائية ) وفصل بين المؤسسات الدينية والعشائرية والمؤسسات السياسية والمؤسسة العسكرية تكون خاضعة إلى الإدارة المدنية المنتخبة ديمقراطياً وحصر السلاح بيد الدولة .
8-وفي الدولة المدنية الديمقراطية تتجسد الممارسات الديمقراطية ومنها الانتخابات الحرة والنزيهة وضمان الحريات العامة والخاصة والحق في تأسيس الأحزاب والنقابات والأتحادات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني ، وضمان حرية العقيدة والفكر وحرية التعبير وضمان ذلك في مؤسسات وقوانين وتحقيق الحقوق القومية والسياسية والثقافية.
9- تكون الدولة دولة مؤسسات وقانون وضمان حق المواطن في الحياة الكريمة والأمن والحرية وتوفير الضمان الأجتماعي الشامل والعدالةالإجتماعية .
10- الترابط الجدلي بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الأجتماعية .
ان الوصول إلى الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والديمقراطية الحقيقية يتم عبر نضال متواصل وتحالفات وإصطفافات وطنية عابرة للطوائف وتحقيق المصالحة الوطنيةوالمجتمعية وترسيخ الوحدة الوطنية. كما إن الدولةالمدنية الديمقراطية تعمل وفق منهج علماني بفصل الدين عن الدولة، مع أحترام الدين والمتدينين ولكن تستبعد أو ترفض توظيف الدين لأغراض سياسية وتدين كل أشكال التعصب وترفض الترويج للعنصرية والشوفينية والإنغلاق والإنكفاء على العناوين الفرعية. كما إن بناء الأحزاب والتنظيمات والكتل السياسية بعيداً عن الطائفية والإثنية والمناطقية والإنطلاق من الفضاء الوطني وتؤسس على أساس برامج سياسية تمثل مصالح طبقات وشرائح وفئات إجتماعية سيؤدي إلى تحقيق بناء راسخ للديمقراطية نهجاً وممارسة .(يتبع)





#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستعصاء تبني مشروع الإصلاح والتغيير !
- ليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
- نتائج الإنتخابات هل غيّرت موازين القوى ؟
- من المسؤول عن الإغتيالات والخطف والإعتقالات ؟!
- العراق إلى أين ؟!
- إنتخابات رئاسة مجلس النواب ...إختراقات دستورية وتأكيد على ال ...
- البصرة المنكوبة من يتحمل مسؤولية موتها البطيئ ؟!
- دور المعارضة السياسية في النُظم الديمقراطية. الحلقة (3)
- دور المعارضة السياسية في النُظم الديمقراطية. الحلقة (2)
- دور المعارضة السياسية في النُظم الديمقراطية (الحلقة 1)
- ماذا بعد إعلان نتائج الفرز والعد اليدوي ؟
- النظام السياسي وحركة التظاهرات والإحتجاجات !
- كفى مماطلة وتسويف مع مطالب الشعب ..كفى خُداعاً
- ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ودروسها التأريخية!
- الجلسة الأخيرة لمجلس النواب العراقي –ماذا حدث في العملية الإ ...
- أزمة المياه بين العراق وتركيا وتداعياتها الخطيرة !
- الكتلة الأكبر والتحالفات والإنشطار الذهني السياسي!!
- المشهد السياسي العراقي بعد الإنتخابات ونتائجها الحلقة (4)
- المشهد السياسي العراقي بعد الإنتخابات ونتائجها ..الحلقة (3)
- المشهد السياسي العراقي بعد الإنتخابات ونتائجها الحلقة (2)


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الدولة المدنية الديمقراطية ومنطلقات بنائها الحلقة الأولى