أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجح شاهين - من يوقف هتلر الجديد؟















المزيد.....

من يوقف هتلر الجديد؟


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 432 - 2003 / 3 / 22 - 03:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


رام الله المحتلة

كان لا بد من تحقيق المصالح الألمانية بأي شكل. والحقيقة أن الأمر ليس بهذا البساطة، فلا بد من التنويه بالظلم الذي لحق بألمانيا نتيجة الحرب العالمية الأولى. وقد يضاف إلى ذلك تميز الجرمانيين على غيرهم من شعوب الأرض، وهو ما يجعل من غير المعقول أن يعاملوا معاملة الشعوب المتخلفة. ولا بد من تذكر أن السوبرمان هو بالنسبة للإنسان كما هو الإنسان بالنسبة للقرد. وهذا القياس الاستقرائي المقارن يسمح فيما يبدو بأن يعامل السوبر الألماني البشر العاديين مثلما يعامل الإنسان القردة. هل دار مثل هذا الكلام في ذهن نيتشة عندما " تكلم زرادشت"؟ لا ندري، ولكن هتلر دفع الأمور إلى غايتها الطبيعية عندما أوضح أن من حق السوبر الألماني نفض الحشرات السامية وغيرها عن كاهله، ليتمكن من الإقلاع نحو محطات العبقرية التي لا تتهيأ إلا للسوبرمان الجرماني خصوصا.

يتميز الألمان بمساهمتهم الرائعة في أصعب العلوم وأرقاها. ويتضمن ذلك بالطبع الفلسفة، من كانت إلى هيغل إلى فيختة إلى شيلنغ..الخ والفيزياء، من ماخ إلى اينشتاين إلى شرودنغر إلى هيزنبرج..الخ والموسيقى من فاجنر إلى شتراوس.. الخ الحق أن كل ما هنالك يشير إلى عظمة الإنسان الأعلى الألماني. ولا بد أن ظلماً وحيفاً لا يقبله عقل قد تسبب في وقوع الألمان فرائس مصير مذل، وصل حد انتزاع السار واللورين، وهي أرضهم أباً عن جد، ومنحها بشكل تعسفي لفرنسا.

أسرع هتلر مدعوماً بآلة عسكرية هائلة وترستات صناعية عملاقة لإعادة الحق إلى نصابه. وقد فعل ذلك بسرعة عجيبة، وأمام تلكؤ عصبة الأمم لم يواجه الرجل مصاعب حقيقية. وعندما اتضح له ضعف المنظمة الدولية الواضح، قرر التوسع في تطبيق مبادئ الجنس الجرماني الفائق وسط معارضة خجولة من دول أوروبا الرئيسة. ومن ذلك الاتحاد السوفييتي وبريطانيا وفرنسا. ولكن السيل بلغ الزبى عندما قام الرجل عام 39 بغزو بولندا، فقد أدرك الفرنسيون والإنجليز أن الرجل لن يقف عند حد وأنه لا يريد سوى السيطرة التامة على كل العالم.

ليس هنا " زمكان " مناقشة ما جرى في الحرب العالمية الثانية التي نتجت في الواقع عن إعلان فرنسا وبريطانيا الحرب على ألمانيا. إنه على وجه التحديد " زمكان " مناقشة خليفة هتلر بلا منازع ونعني به جورج بوش ابن الحسب والنسب وسليل إمبراطورية النفط والعسكر دون أي التباس. هذا القائد الجديد لمعسكر يحل بعالم تحت سيطرة الإمبراطورية المطلقة في حاجة غلى من يقول له: " حسناً يا قيصر، لقد أخذت الكثير، وآن لك أن تكتفي بما أخذت وإلا فإن العالم لا يستطيع انتظار التحول نحو البربرية الشاملة ومجتمع الغابة القديم، لقد قطعنا شوطاً طويلاً باتجاه الأنسنة ونحن لا نستطيع التخلي عن ذلك من أجل أن تسيطر مع طغمة مجنونة على النفط ومصير الطاقة ومن يستخدمها وتدوس في سبيل ذلك كل من يعترض طريقك".

قبل أيام قام جندي معتوه بقوته وقوة الجرافة التي يمتطي بسحق عظام صبية أمريكية صغيرة لأنها اعترضت طريق القوة الفائقة التي يمثلها هذا الجندي المحسوب على شعب الله المختار. إنه منطق القوة. ولا شيء يستحق الذكر. وقد جاء الاحتجاج الأمريكي خجولا وباهتاً. والحقيقة أن صدام حسين السيئ لا يفعل أسوأ من ذلك بكثير. لكن الفتاة متورطة في وصف جورج بوش بأنه " وحش شرير" وذلك أمر يستدعي أن تتم عمليات تأديب ليتعظ من هم إلى جانبها من دروع بشرية تريد وقف الوحش المجنون الذي يقود العالم في واشنطون ويجد صداه الأقوى ها هنا على أرض فلسطين. صحيح أن الضحية في الحالتين عربية ولكن ذلك جاء بمحض الصدفة، فقد كان يمكن للضحية أن تكون عربية أو أفغانية أو من تيمور الشرقية أو فيتنام أو تشيلي. الضحية نسبية مثل الحقيقة ولا قيمة لها عندما تكون من العالم الثالث. ولكنها يمكن أن تكون حتى ذات قيمة منخفضة إذا انتمت لقضايا عالم الجنوب المنهوب. وهذا ما برهنت عليه بوضوح ردة الفعل السخيفة تجاه سحق الفتاة الأمريكية البريئة في غزة.

تجاهل هتلر عصبة الأمم تجاهلاً تاماً، وأوضح أنه سيعيد الحق إلى نصابه بمفرده ما دامت العصبة غير قادرة على القيام بواجباتها المفترضة. وقد أدى ذلك إلى انهيار المنظمة الدولية التعسة بسبب انتفاء دورها تماما، خصوصاً وأن العالم قد دخل الإقتتال في كل مكان مدشناً الحرب الأكبر في التاريخ. وقد تكرر ذلك اليوم بشكل لا يقل صراحة عما حدث في ذلك الزمان. الفرق أن الوحش اليوم أشد ضراوة وأشد رغبة في امتصاص رحيق العالم حتى آخر قطرة دم ونفط. ولا يهمه أن يقتل من يقتل في سبيل تحقيق أقصى درجات الربح. والحقيقة أن هذا ليس بالأمر الجديد، بل إنه بمعنى ما شأن كلاسيكي كان قد سبق لمفكرين من القرن التاسع عشر الإشارة إليه، مثلما يفعل ماركس في رأس المال، إذ يشير إلى قدرة رأس المال على فعل أي شيء عندما يصل ربحه إلى مستوى 300%، علماً بأن ربح الرأسمال الأمريكي يصل أحياناً ( كما في الأسلحة والإلكترونيات وحتى قطاع النفط ذاته) إلى أكثر من 600%. وبسب ذلك فقد بات كل شيء مشروعاً، وكل من يقف في وجه القرار الأمريكي بنهب الكوكب يعرض نفسه لسخط الآلهة الجديدة.

التضحيات المطلوبة جد جسيمة، ولا نعرف لها حداً واضحاً. ولكنها للأسف تستدعي أن تقدم دون أي تأخير وإلا فإن الوحش سوف يمضي بعيداً إلى حد لا يعود بإمكان الإنسانية أن توقفه. ولعل من المفيد أن نتذكر في هذا السياق أنه كان من الممكن بالفعل إيقاف الوحش الألماني بتكلفة معقولة في حدود العام 1936. ربما أننا مرة أخرى على هذا الكوكب قد تأخرنا في قلع أظافر وأنياب الوحش الأمريكي الذي يبطش بالناس خبط عشواء حيث يرى فريسة ممكنة سمينة ينقض عليها لا يردعه شيء. وربما أننا معشر العرب أحق باللوم من غيرنا من سكان المعمورة بحكم أن الوحش منذ بعض الوقت يصول ويجول في أرضنا ويعتدي على حمانا ومواشينا فلا نفعل شيئا. ولكن ذلك لا يعني أن المسؤولية هنا فردية، فالحقيقة أنها مسؤولية كل الجيران على هذا الكوكب، بسبب من قوة الوحش التي فاقت كل تصور بحيث أنه يمكن القول أنها شيء لا مثيل له في التاريخ.

قاومت مجموعة من الدول الأوروبية ـ على رأسها فرنسا ـ مقاومة خجولة. وقد كان أصحاب "المولد" العرب غائبين على مستوى الشعوب والحكومات. ولعل الملاحظ أن مقاومة الجميع حتى اللحظة أضعف مما ينبغي، وأقل من أن توقف شهية الوحش للافتراس. سوف يستمر العدوان إذن حتى يتضح بجلاء أنه عدوان مكلف بالفعل. فالاصطفاف الدولي غير المسبوق ضد أساطين الحرب والمال في الولايات المتحدة وحدها مع العجوز الإنجليزية ممثلة بالجرو بلير التي لا يستطيع أحد استكناه لغز انضوائها تحت راية الحرب لأمريكية، هذا الاصطفاف الرائع لم يؤد بنا حتى اللحظة إلى أي مكان معقول. سوف نضرب صفحاً عن ذلك أيضاً ونقول أنه لا بد من بعض الوقت حتى تؤتي الثمار العجرة أكلها بعد أن تنضج بالفعل. إنها المرة الأولى التي يخرج فيها الناس بالملايين للاحتجاج على الحرب قبيل وقوعها.  ولا بد أن ذلك سيثمر دون شك، لكن مطلوب من العراقيين أن يتغلبوا على جراحهم النازفة داخلياً، وأن يقاوموا في شوارعهم التي طالما قاومت الغزاة. وإذا فعلوا ذلك بنجاح ولو محدود، فسوف تكون بداية جيدة بالفعل. وقد تكون الاختراق الأول في جدار الوحش الاستعماري الجديد. نعرف أن النزف العراقي على مدار عشرات السنين قد يجعل الأمل بعيد المنال، وقد يجعل الأقرب إلى التصديق أن يتمرد الجيش والشعب ضد النظام مسهلين مهمة قوات الاحتلال، وهو ملا نتمناه. في كل الأحول، يجب أن لا ننسى قدرة العراق على اجتراح المعجزات. وعلى الرغم أن العدوان مسلح بترسانة لم يشهد لها العالم مثيلاً،إلا أنه قد يكون من حقنا الحلم حتى اللحظة الأخيرة بأن العراق العظيم سوف يخوض حرب شوارع بطولية تحرم الغازي التنعم بانتصار سهل يركع به العراق والعرب، بل والعالم أجمع مما يؤدي إلى عكس مطامح الغزاة، نعني أن يكون فاتحة نهوض عربي وعالمي على السواء.

***********

كنعان



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميلودراما العراقية الفلسطينية
- السيرك العربي وخروف العيد العراقي
- حقوق الإنسان بين الخصوصية والعالمية
- العراق وأوروبا وخروج العرب من التاريخ
- السيف والنار في فتح السودان
- حول تأسيس المجتمع مدني
- المجتمع المدني والديمقراطية
- حول الكل الاجتماعي
- المجتمع المدني بين النظرية والممارسة - نموذج: فلسطين
- إما عالم نظيف أو عالم مسلح
- يدقون طبول الحرب، فنرفع رايات الإقليمية
- هل ينقلب سحر الأنكل سام عليه؟
- حرية الفكر والتعبير
- ليس العرب أمة، إنهم مشروع أمة- 2
- ليس العرب أمة، إنهم مشروع أمة -1
- رحلة العذاب عبر الجسور
- عيد بلا فارس ولا جواد
- فنتازيا الدولة السيادية منزوعة السلاح
- إنه زمن عالمية المقاومة
- هل نتجه نحو البربرية الشاملة؟ قراءة تاريخية للأزمة الكونية ا ...


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجح شاهين - من يوقف هتلر الجديد؟