أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - للنرويج دور لم ينته بعد















المزيد.....

للنرويج دور لم ينته بعد


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 432 - 2003 / 3 / 22 - 03:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

النرويج بلد إسكندنافي صغير يقع في شمال القارة الأوروبية لكن له دور فاعل وفعال ومهم وكبير في عملية السلام أو التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وكانت قيادة هذا البلد قد رعت الحوار السري بين الوفود الفلسطينية والإسرائيلية السرية التي أسفرت في النهاية عن أتفاق إعلان المبادئ, الذي جاء بدوره خالياً من الأسس العادلة لحل الصراع بطريقة حقيقية, بل جاء الإعلان مخسوفا ومكسوفاً ومهشم منذ البداية فأسفر عن اتفاق فَرَخَ فيما بعد اتفاقيات وتفاهمات جعلت حياة الفلسطينيين أصعب من السابق ونقلتهم من زمن المواجهة المباشرة مع العدو إلى زمن السلطة الفلسطينية الملتزمة بما وقعت عليه بمحض ارادتها, والملزمة بتنفيذ التفاهمات والاتفاقيات التي وقعتها مع  عدو الأمس, الذي بدوره لم يلتزم بالكثير من بنود أوسلو وأخواتها من الاتفاقيات.

في النرويج بدأت لحظات الحسم بين الأعداء وأستطاع بضعة أفراد من الساسة النرويجيين جمع الماء مع النار والنار مع الماء, حتى كانت في نهاية المطاف اتفاقية إعلان المبادئ, هذه التي جاءت ظالمة وغير منصفة بالنسبة للفلسطينيين, لكنها بنفس الوقت أعطت شرعية لإسرائيل وللاحتلال ولو بشكل غير واضح وغير علني. وبعد أعوام من توقيع الاتفاقية علق أحد أعضاء المجموعة النرويجية الضيقة من الذين أشرفوا وأداروا الحوار وساهموا مساهمة فعالة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين, فقال أنه كان بأمكان الجانب الفلسطيني تحصيل مكاسب أكبر وأكثر من التي نالها لو أنه أصرَ على مطالبه. لكن الطاقم الفلسطيني الذي حاور في أوسلو باسم الشعب القابع تحت نير الاحتلال في فلسطين ودون علم ودراية هذا الشعب, كان طاقماً بائساً, مستهتراً بما قد ينتج عن ذاك السلام من التزامات و ضرر قد يلحق بالقضية, وقد كان ذاك الطاقم يفكر يومها أكثر بالشهرة و بالدخول إلى عالم النجومية السياسية الدولية وإلى البيت الأمريكي الأبيض من بوابة إسرائيل التي ستدخل بدورها العالمين العربي والإسلامي بشكل رسمي وعلني عبر بوابة سلام الشجعان وبرعاية فلسطينية. وهذا ما تم بالفعل, فبعد اعتراف المنظمة بإسرائيل وإلغاءها الميثاق الوطني في مؤتمر هزيل للمجلس الوطني الفلسطيني في غزة, تجاوز الأصول والشرائع والقوانين, وحصل على دعم إسرائيل وأمريكا وقافلة العجز العربي بشكل كامل, مما جعله يستحق تسمية مجلس التعرية والتقادم والتساقط والتنازل عن الميثاق لأجل عيون إسحاق.

 بعد ذلك أخذت الدول العربية تمارس هوايتها الاستسلامية عبر تبادل العلاقات الدبلوماسية والتجارية والإعلامية وغيرها مع كيان الاحتلال.

 مثلا ما الذي يبرر لقطر أو تونس أو موريتانيا وحتى المغرب إقامة علاقات مع إسرائيل وتبادل مندوبين وسفراء وممثلين وما شابه ذلك من التسميات؟

بصراحة لا يوجد ما يبرر حتى علاقة الذين وقعوا معاهدات سلام مع الكيان الإسرائيلي, فالمعاهدات لا تقام من اجل أن تقام بلا منفعة أو تلاقي مصالح أو تفاهمات يكون فيها كل طرف متفهماً للآخر وقادراً على حماية مصالحه والمحافظة عليها وعلى بناء علاقات تخدم الأطراف مجتمعة, لكن في علاقة الدول العربية المطبعة مع إسرائيل لا توجد مراعاة لمصلحة المواطن العربي بل يوجد تفهم ايجابي وأرنبي للمتطلبات الأمريكية الإسرائيلية التي تراعي بشكل لا يدع مجالا للشك أحقية سيطرة وهيمنة إسرائيل على المنطقة , حتى بدون أن تقدم إسرائيل تنازلات جدية وهامة ثمنا لانحناء العرب حكومات وكيانات أمام العاصفة الصهيونية الأمريكية.

كما قلنا سابقاً تعتبر النرويج مكاناً محبباً لأطراف أوسلو وقد كان الحجيج إلى هذه البلاد يجري سابقاً على قدم وساق وبلا توقف, مع أنه أصبح الآن أقل من الماضيين القريب والبعيد بكثير, فكان من الطبيعي أن يلتقي الناس هنا بجماعات فلسطينية مختلفة من الذي يأتون إلى النرويج عبر رحلات تقارب منظمة قانت بالعمل عليها منظمات ومؤسسات نرويجية بالتنسيق مع طرفي أوسلو من الفلسطينيين والإسرائيليين, كذلك كان للوجود الإسرائيلي أيضا دوره في كافة المجالات, لأن سياسة النرويج تعتمد على وضع الطرفين في أمكنة واحدة من اجل تقاربهم وإفساح المجال لهم بالعيش معاً لساعات أو أيام أو أسابيع إن أمكن ذلك. لكن هذه التجارب والاختبارات لم تأتِ بالكثير من النجاح, خاصة في ظل تزمت وتصلب وعجرفة الطرف الإسرائيلي. فهؤلاء يعتقدون أنهم أصحاب الحق وأنهم قدموا للفلسطيني تنازلات كبيرة عبر إعطاءه ما ناله من موائد سلام أوسلو. يا للمهزلة ويا للسخف, هؤلاء يعتقدون والفلسطينيون لا يحق لهم حتى التعبير أو إبداء الرأي فيما يخص مصيرهم وحياتهم ومستقبلهم. هذا سلام مبتور ومعوق منذ البداية لذا كان من الطبيعي أن لا يصمد طويلا وأن لا ينتج غير ما أنتجه من مذابح ومجازر جديدة ودمار هائل يكشف علناً طبيعة إسرائيل الاستعلائية وبرنامجها التوسعي والأخطبوطي في بلاد العرب.

لقد قدمت النرويج مساعدات هائلة من اجل التطبيع بين المتصارعين ورغم كل هذا الدعم والإسناد ألا أن الأمور تدهورت في النهاية وتم دفن سلام الشجعان بأيدي الذي رفضوه منذ البداية, فكانت الانتفاضة الحالية خير تعبير عن مرارة الشعب الفلسطيني من سنوات السلام الحارقة, سنوات الخراب المعد من فوق والمرسوم في دوائر الموساد والشاباك, سنوات العجز الفلسطيني الرسمي والتجاوزات غير المعقولة وغير المقبولة لأركان السلطة الفلسطينية. فقد علق الشعب الفلسطيني آمالاً كبيرة على السلام, لكن خيبة أمله من سلام الشجعان أصبحت اكبر من أن توصف بعد أن بانَ الخيط السلمي الأبيض من الخيط الاستسلامي الأسود, وبعد أن شعر الشعب الفلسطيني بأن مستقبله في خطر ووجوده أيضا في خطر حقيقي, لأن التنازلات التي قدمت لإسرائيل ورغم فداحتها وكثرتها وخطورتها, ألا أنها لم تشفِ غليل قادة الاحتلال, فها هم يطالبون السلطة بالتوقيع على شطب القضية نهائياً. ومن هو أبن أمه وأبيه الذي يجرؤ على التوقيع على تنازلات مصيرية مثل التخلي عن حق العودة أو عن القدس أو إبقاء المستوطنات على الأرض الفلسطينية, لا يمكن لأي من قادة السلطة أو غيرها أن يتصرف بحق العودة كما يريد أو كما تريد إسرائيل, فهذا حق شرعي ومقدس وشخصي لا يمكن التنازل عنه ألا من قبل الأفراد الذين يشملهم قرار حق العودة الصادر عن أعلى المنظمات الدولية. ختاما نقول أن السلام لا يأتي بالفرض أو بالإكراه وأن

الانتفاضة جاءت لتعيد رسم الخارطة من جديد ولتقول أن السلام الذي بدأ في أوسلو لم يعد قادرا على الاستمرار وأن السلام الحقيقي يجب أن ينطلق الآن من هنا, من الوطن الفلسطيني الملتهب, فتكون نهاية الطريق سلاما حقيقيا يعطي الشعب الفلسطيني دولته وحريته واستقلاله ويزيح عن كاهله هذا الكابوس الأسود الجاثم على صدره والقابض على مفتاح سجنه والذي يسد عنه الهواء والحرية.

لم ينته دور النرويج أبداً فلهذا البلد الصغير دوراً هاما وكبيرا يجب أن تواصله من اجل خير البشرية ونصرة للسلام الحقيقي, الذي يعيد البسمة لوجوه الفلسطينيين ولكافة سكان المنطقة. فسلام الشجعان الحقيقي هو السلام الذي يشطب الاحتلال ويكنسه مرة واحدة والى الأبد, ما عدا ذلك يعتبر مضيعة للوقت وهدرا للطاقات ومقبرة جاهزة للمزيد من الشهداء والضحايا.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أود كارستين تفييت
- ليس دفاعا عن محمود درويش
- الأعلام الإسرائيلي في بلاد العرب
- هل تغير شارون ؟
- فتحي أبو جبارة
- مصائب شعب العراق فوائد لأهل النفاق
- جنون رعاة البقر ونقص المناعة
- كلابهم وكلابنا..
- شارون قريباً في شرم الشيخ..
- ماء الوجه .. ماء الحياة
- اللهم اجعلني من المخطئين
- سلاح أمريكا السري وفانوس العرب السحري
- حيرة الناس مع الأمريكان
- عودة إلى اللقاءات في ظل المذابح
- عن أية هدنة يتحدثون؟
- الدروع البشرية وعبيد الفاشية
- لمن ستذهب رئاسة وزراء السلطة الفلسطينية؟
- شارون رمز الإرهاب الإسرائيلي
- العالم ضد الحرب والظلم
- تأملات في كبسات هادي بن مكبوس


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - للنرويج دور لم ينته بعد