أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - أركون ..السنة ..و الشيعة بين الرفض و التقبل














المزيد.....

أركون ..السنة ..و الشيعة بين الرفض و التقبل


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6086 - 2018 / 12 / 17 - 04:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ينتصر السنة و الشيعة لأركون أو يرفضونه من منزع التنافس و رد الفعل و التميز الإيديولوجي واللغوي و العرقي..

نحن نخالف أركون و نمارس على نصه نقدا عالما لا يكتفي بسطوحه الفكرية بل ينفذ إلى مرتكزاته النظرية و الفلسفية و أصول منجزه و أغواره و تجويفاته و طبقاته و تفكيك سؤاله..

إن بعض إخواننا الشيعة من الكتاب و النقاد و الدكاترة و الطلاب و أيضا السنة و منهم مثلا لا حصرا من الجامعيين الجزائريين فارح مسرحي لم يذهبوا هذا المسلك النسقي الشامل..

أركون يتلاعب بمفردات مبطنة بالإيديولوجيا كسبقه في تسمية ونعت الوحي و الدين و المطلق ب" البشري " أو تهربه تارة باستعمال عبارة " المكون البشري للدين "..

فهو يغلف موقفه القبلي ( وهي أدلجة صرفة ) و لا يتمهل في انتظار نتائج بحثه..

و حديثه عن " الرهانات " و عن " التحديات " يحمل بطانة و غلافا إيديولوجيا كفاحيا نضاليا لا نقدا إيبستمولوجيا خالصا..

إن جوهر فكرة أركون تدور حول التشكيك في صدقية و مطلقية و تعالي الوحي تلميحا بل تصريحا ببشريته

يبدو لي أن عبد الكريم سروش يذهب مذهبه و يتبنى فكرته في قضية التكوين البشري للدين و إن تفنن في صياغته..

و لا تخلو كتابة أركون من نزعة الأدلجة متدثرة بالفلسفة..

و ليس إشتغاله بالدراسات الإسلامية أو " الإسلاميات التطبيقية " إلا و يحذوه فيها أن يتحقق قبليه حتى فاجئه الإناسي " كليفورد غرتيز" بنتائج بحثه التي وجد فيها أن إسلام المغرب كإسلام أندنوسيا أو ماليزيا إسلام واحد بعد الدراسة الطويلة...

و ليس النقد الفيللولوجي إلا استعارة من عالم أنثربولوجي يدعم خياره للانثروبولوجيا التطبيقية ( الإسلاميات التطبيقة )..

و الفيللولوجيا النقدية تعني الوثيقة الدينية فحصا و نقدا و تقييما و حكما بأدوات العلم و الفحص و الخبرة و هي تتمترس حول فكرة أصالة و مطلقية مصدر الوحي من عدم أصالته و بشريته..

لم يرق نص محمد أركون و هو مجرد دعوة أولية للإشتغال وفق ورقة طريق رسمها لطلابه إلى أن يكون مشروعا يحمل خصائص المشروع العلمية فعلا..

و قد رسم معالم ورقة طريقه التي لم تنجز و تتحقق لتصبح مشروعا و من يريد أن يفهم أركون جيدا بعيدا عن نزعة الإنفتاح المشروطة الزاحفة على الفضاء الشيعي و أيضا السني مع بعض التوجس الإيديولوجي لا الفلسفي و المعرفي...

و يجد أركون رواجه بعنوان الإنفتاح حتى على مستوى بعض الحوزات العلمية و أيضا عند من تخرجوا منها و سلكوا مسالك علمانية ناقدة للمؤسسة الدينية مع بعض التحفظ ..

و منهم عبد الكريم سروش و ملكيان و الجبران ...الخ بفوارق غالبا ما تمس مسألة العلمنة و الأسلمة و التبني اللامشروط لمفاهيم لم تغادر مرحلة الإستفزاز و السؤال في تقديري..

أما ك " جيمناستيك " عقلي و فلسفي و تدريب منهجي و ممارسة مفهومية و توليد حراك فكري يوفر مناخا للسؤال و النقد و الحيرة و القلق و الجدل بدل الرضا المطلق على الذات فيكون نص أركون بهذه النزعة و القصد ممتعا و مفيدا و محببا و منصوحا به..

غير أن لذة النص الأركوني لا يجب أن تتحول إلى سباق و تنافس بردة الأفعال بين السنة و الشيعة في تبني فكره و الظهور بصفة التباهي و الموضة ك "حداثيين " و " أركونيين " في تدوير فكره...

إن ممارسة النقد العميق على شذرات فكر محمد أركون و منجزه و منها نموذج تفسيره لسورة الفاتحة و تبجيله و تبعيضه التراث و تفضيله ابن مسكويه و التوحيدي و عبد القادر الجيلالي على غيره ..

و هو قليل التمرس و التوسع في التراث يتعاطى معه بنزوع أحيانا دون الإستشراقي أو قريبا منه ستجعلنا نقف على مدى قوة الطرح و جدواه من عدمه للتقدم المنشود إسلاميا..

و يجب الإشارة إلى أن ل " روجي أرنانديز " و " بول ريكور" و " جورج بلاندييه " و غيرهم أيضا مكانة مركزية في " العقل الأركوني " و " النص الأركوني " لا يجب أن نغفلها عند محاولة فهم نصه..

ما ذكرته هنا هو كلام جد بسيط و مختصر للإبانة على بعض أسس النص الأركوني و وظيفة عناصره البنائية في محددات دعوته اللتفكير و أسئلته و نصه..

بل أذهب بعيدا و أطرح السؤال ما مكانة " العدمية " le nihilisme في نص أركون و خياراته و انتقاءه لعدته المفاهيمية و أدواته التي يدعونا أن نقارب بها النصوص التوحيدية للديانات الثلاث ...

و إن لم تتجل فعلينا الكشف عنها حفرا عميقا في مكونات منهجه و مقاربته و دعوته حتى لا أقول مشروعه..

أركون ليس قارئا مطلعا على كل التراث بل إن الجابري مثلا لا حصرا أكثر منه توسعا و إطلاعا و معرفة ..



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على خطى هابرماس و مدرسة فرانكفورت النقدية..
- بذور الإنقسام المذهبي و سبل التقارب السني - الشيعي خاصة
- من سؤال - الروافض- إلى أدوات تلهية العقل الجزائري و صرفه عن ...
- شكشوكة الوهابية السلفية و مقولة الخلاف بيننا و بين الشيعة في ...
- في وجوب الخروج السلمي عن الحكام الفاسدين العرب
- عظم الله أجر العقل العربي الإسلامي..
- الشرق موجود بغيره لا بذاته...
- في العقل و الصورة و الإنسان و الدين ..
- في الذات العالمة و الذات القاصرة و الشخصنة و فعل الكتابة..
- أحمد الريسوني و خلل نموذج قياس الجدوى ..
- كهنوت و أرباب الفلسفة و الفكر و المعرفة و الأدب..
- الفصام كما يزعمه أهل الصفة من المرتهنين إلى المغارب و المشار ...
- بذور الإنقسام المذهبي و سبل التقارب..
- مفوضية القول و الفصل و التفهيم الإلهي ..
- من مقال العقل إلى مقال الجنون ..
- الفلسفة في الجزائر ...
- العرب المسلمون الأنوار و التنوير..
- الله ... (1)
- الطفل يسكنني..
- العقل التوحيدي في التاريخ : من هنا نبدأ و نشتغل


المزيد.....




- كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية بذكرى تأسيس منظمة تعبئة ا ...
- كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية آية الله السيد خامنئي بمن ...
- إيران تنفي التورط بمقتل حاخام يهودي في الإمارات
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - أركون ..السنة ..و الشيعة بين الرفض و التقبل