أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم محمد حنون - العملية السياسية والعلل الاجتماعية الناجمة عنها















المزيد.....

العملية السياسية والعلل الاجتماعية الناجمة عنها


قاسم محمد حنون

الحوار المتمدن-العدد: 6086 - 2018 / 12 / 17 - 03:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا حدود للفوضى عندما تمر بشوارع بغداد وتتعثر كثيرا وترتطم بالناس وتسمع صوت صفير انذار لرهاب مجهول. وعندما تدخل المستشفيات وترى قذارة الحمامات ووحشة المرضى والممرات المليئة بالفقراء والمصاعد المنهارة، ولاترى سوى قليلا من الاطباء والمعاونيين كأن العراق يملأه العسكر. باللحظة التي تملأ الاخبار عن توقف حكومة وادي الرافدين من اجل وزير او وزيرين وعودة الاحتقان السياسي الفوقي، الذي يرافقه تظاهرات من نفس العملية السياسية لالغاء وزير والمجيء باخر، والقاء قنابل مسيل للدموع على متظاهري البصرة وعمليات القتل والخطف، وسيادة جوالاغتراب الذي ينخر روح الشباب كانك بحلم مليء بكوابيس لاتخرج منه.
وتجد البطالة وجيش من التكتك وصمت للعاطليين، هم ينتظرون شيء لاياتي ولايدركه سواهم. فالمرضى والفوضى والبطالة والصفير والعسكر والاغتراب والضياع والجريمة والفقر من جانب، ومن جانب اخر صراع الاثرياء الجدد على الوزارت المؤجندة للطغم المالية والشركات وبكل فجاجة وسماجة يخرجون على الشاشات وكانه لاعمل للاعلام سواهم.
بؤس من جانب ووفرة ورفاه من الجانب الاخر للحياة. انه ليس صراعا طبقي فقط بل هو صراع مصيري سيفرض نفسه وكانه اخر مراحل النفي لظاهرة، لتتحول الى نوع اخر لايقبل التاجيل موضوعيا لانه يحتاج الى مساحة تتجاوز الحرية والانفجار. وهو كما يقول منصور حكمت اقذر على النضام الرسمالي انه نظام دموي بالعالم المعاصر. وتغيرت الوجوه وتعددت واصبح لصدام حسين اكثر من قناع. حتى هو نفسه لم يتعرف على نفسه. انها ليس الدولة العميقة والمعقدة بل هو نظام مرسوم وله اهدافه التي تتحقق بفعل تلك الالام التي ذكرناها بالمقدمة.
انهيار بالبنى التحتية التي لاتتوافق مع القوى الاجتماعية والانتاج الاجتماعي. فالثروة هائلة ولكنها بفعل المافيات الراسمالية والسنديكات والشركات المتداخلة ببعضها والمرتبطة بسور الدولة العميقة ودوران الارباح، التي تصب بالنهاية بجيوب النهابيين العالميين والمحليين المتصارعيين مع بعضهم من اجل الربح الاكثر والفرهود والوفرة. انه نضال الجميع ضد الجميع ورغبة اكثر بالثراء الفردي وهو المرض الخطير الاول بالعالم، حيث باتت السلع تتملك الانسان وهو يتبعها وتابع لها واسير لها ويغزو اقرب اصدقائه ليحوز على محفضته ومحله وشركته و"جنبره" وموقعه الاداري. انها سلع تنتج من اجل التبادل والانانية والربح وليس من اجل استعمالها فقط وتلك خصيصة اخلاق النظام القائم. يقول ماركس ان اخلاق الشعوب تتخلق باخلاق الطبقة المسيطرة. ان تلك الامراض والسرقات والكذب وامثلة شعبية مثل "كلمن يحوش النار لخبزته" و"عليك بنفسك" و"اكو بشر خلق للطاعة واخر للقيادة"، كلها نتاج نظام الملكية والربح الذي قضى على حجم التعاون وتوزيع كفاية الحاجات للمجتمع كي يتحرر الانسان من قيود التقسيم الاجتماعي والاقتصادي للعمل.
كي يكون العمل ليس مغتربا واهانه ويتهرب الانسان منه بل تحقيقا للذات فحسب، ويكون حرا بالمعنى الحقيقي للكلمة وسوف يجهد نفسه لازالة كل اسباب النزاعات بين البشر، وسيكرس للنضال ضد الامراض ولاعادة البراءة الى الطفل. وبدلا من صناعة الاسلحة والتدمير التي تصنع للحروب بدل الصحة والمستشفيات، وتخريب المدن على رؤوس اطفالها وسكانها وشيوخها بحجة القومية والعرقية والكره للاجانب والاديان. انها اسلحة فكرية تدميرية راسمالية وحربية لتحقيق الربح والوفرة والانا. لبعض رؤس الاموال الذين يتحكمون بالعالم. ويساعدهم بذلك التاريخ الثقافي المشوه والنفخ بالصراع الديني والاثني والغربي والشرقي ويخترعون اخرا الارهاب ليرهبوا العالم ويبقون على ثرواتهم وفائضهم.
ان الفائض هو من العمال وقوة عملهم واجورهم المتدنية ونهب ريعهم وعسكرة دولتهم التابعة. فاينما تولي وجهك فلن تجد خاص وسلع وعمل ماجور وراسمال. اي صراع بين برجوازيين وعمال وفئات مبلترة من النساء والشباب وفئات اخرى ملونة واقليات وعرقيات. من هنا نرى هزات عنيفة يخوضها الفقراء وتلك الفئات عفوية بدون هدف من اجل الخلاص من الفقر والجوع. لقد حشرنا هذا النظام في زاوية الفقرالمعمم، وعلينا ان ندرك البديل الاقتصادي الذي يغير ويقلب معاناتنا باتجاه الافضل، وذلك بالحصول الحر على كل الخيرات الضرورية لكفاية حاجات الناس. ولايمكن ولادة وعي اجتماعي جديد وموقفا جديدا يتخذه الناس الا في مجتمع يضمن للانسان هكذا وفره في الخيرات. ان هذا ليس حلما طوباويا بل واقعيا ومستقبليا. اذ يمكن ان لايكون الخبز واللحم والبطاطا والطماطة والسكن والماء والصحة بلا مال ويوزع على الجميع، كي لايتعرض الناس لبيع اجسادهم وتتسول وتتعرض لشتى الامراض والعلل بسبب فقدان المال وعدم القدرة الشرائية.
ان البشرية الان كما تقول روزا لوكسمبورغ اما نحو البربية او نحو الانسانية والاشتراكية. ولكلا المفوهمين اناسها الطبقيين. فعلى عمال العالم الحزين وفقراء سيبيريا واطفال كوريا الجائعيين والمهاجريين من بقاع العالم، وجماهير سوريا والعراق واليمن المقهوريين ان يتحدوا طبقيا لانهاء ونفي الراسمالية وراسماليها وارساء نظام التوزيع الحر والعادل وتسيير الانتاج وادارة العمال انفسهم بانفسهم. ولايمكن للعمال والكادحيين والطليعة ان يخوضوا نضالهم الا اذا اتحدوا وتنظموا بصورة تؤكد التضامن الطبقي والوحدة كمأجوريين، وليس كشيء اخر فئوي ديني عرقي. ان النضال ضد كل اشكال التمييز والاستغلال المضاعف الذي تتعرض له النساء والاحداث والمهاجريين والقوميات والاعراق المضطهدة، ليس واجبا انسانيا وسياسيا اوليا وحسب، بل يتوافق مع المصلحة الطبقية لجميع الشغيلة كما يقول ارنست مندل.
ان التنظيم من اجل هدف هو ضرورة حتمية ومصلحية طبقية وخلاص من شرور الراسمالية وثقافتها وقوانينها وحكوماتها. اما العفوية وتقديسها الى درجة الغاء اي هدف فهي ايدلوجية ذات شكل فوضوي برجوازي .
ان نظام سلطة الجماهير هو الوحيد القادر على انهاء النيو امبريالية وراسمالها المعولم عبر توحدها كطبقة معولمة ، وثورة دائمة عبر اضراباتها السياسية وحشودها الاممية نحو مواجهة حيل وقرارات البرجوازية وكشف الثقافات التي تغطي وتميع الصراع الطبقي للنهب. ان الانتصار على ذاتنا المنهزمة والمستلبة هي بالتغيير السياسي والاجتماعي للنظام الجديد وانهاء سلطة البرجوازية، الذي يمكن الانسان عندما يكون يملك ماينتجه وليس غريبا عن عالمه وانتاجه، حينها يكون عالم جديد وانسان جديد واخلاق جديدة وتربية جديدة ويكون اجتماعي ومحب، بدلا من اناني ومستغل ويعيش للنحن بدلا من الانا. ومن كل حسب طاقته وكل حسب حاجته.



#قاسم_محمد_حنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبح ماركس يخرج من معطف التاريخ
- الربيع الفرنسي والصراع الطبقي وموت البرلمانية...
- قتل النساء وعدم تشكيل الحكومة العراقية
- هنا فجر الحرية
- الصراع اليميني اليميني بين الكتل. ويسارية التظاهرات
- الماركسية والحاجات الانسانية
- الحفاة بين النظريات الشيوعية والبرجوازية
- محرومي المجتمع والسلطة السياسية
- لن ننفظ؟ وسوف ننتفض
- العراق بحاجة الى اداة ثورية وحزب ثوري لايساوم
- الجزء الثاني من رواية جوع في العراق الجديد
- البطالة وسياسة التجويع
- الجزء الاول من رواية جوع في العراق الجديد
- من اجل حراك ثوري وليس مدني
- سلطة المليشيات والبديل المجالسي الضرورة
- قصة قصيرة : في الحرب فقط تاكدت انني رجلا
- حرية الراي والتعبير بلا قيد وبلا شرط
- الشرطوية والتبعية وبضعة مستقيلين
- من اجل الاشتراكية
- رواية اصوات وذاكرة


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم محمد حنون - العملية السياسية والعلل الاجتماعية الناجمة عنها