رامى جلال
الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 13:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إذا كانت "فوبيا الإسلام" تنتشر في الغرب, فعندنا في الشرق ينتشر "هوس الإسلام" حيث يعتبر الباب الملكى لرواج أى شئ هو إعطاءه الصبغة الدينية, ليأخذ الشرعية المطلوبة والبروباجندا اللازمة.. ظهر منذ فترة شيئاً أطلقوا عليه "الموبايل الإسلامى", وهو موبايل مثل غيره.. ورغم أن دولاً كثيراً, غير الإسلامية, تصنع الموبايلات فإننا لم نسمع عن الموبايل "المسيحى" أو "الهندوسى" أو "البوذى", ولكنه "الهوس الإسلامى".. وقد نتفهم أن يكون الموبايل إسلامياً حين يخرج كله أو حتى أجزاء منه من مصانع دولة إسلامية, ولكنهم أمتلكوا الجرأة ليسموه هكذا لمجرد أنه يذيع نغمة الآذان كلما حل موعده!!.. و"الموبايل الإسلامى" يختلف عن "الهاتف الإسلامى" فالأخير عبارة عن رقم تليفون يتصل به الشخص ويدفع قدراً من المال لكى يسأل عن فتوى شرعية أو تفسير آية, والفائز في النهاية هو صاحب هذا الإختراع, الذي ستزيد ثروته كثيراً, وكله بفضل "الهوس الإسلامى".
إذا ساقتك الأقدار إلى "فرح إسلامى" فستجد نفسك في مأتم حقيقى, فالرجال مصطفون عابسى الوجوه, أما في "صوان" النساء- لو أستطعت الدخول- فستجدهن ملتفات حول العروسة في مشهد حزين بما يوحى بأنها قد قتلت وأنهن هنا لتأبينها.. إن البسطاء الذين ضحكت عليهم من قبل "البنوك الإسلامية" لم يتعلموا الدرس وأنساقوا وراء بدع أخرى مثل العلاج بالقرآن وهو علاج لا يختلف كثيراً عن التنويم المغناطيسى فكلاهما لا يشفى أحد.. "الشورت" يكون إسلامياً حين ينزع نفسه عنك ويتركك عارياً ويستأذنك ليؤدى الصلاة.. ورغم أن هذا لا يحدث فإنهم يقولون أنه يوجد "شورت إسلامى".. وإعطاء صفة الإسلام لشورت أو مايوه أو بنك يوحى بأنه توجد مقابلات "كافرة" لها.. وإذا أستمر الوضع هكذا فسنجد يوماً من يفتتح لنا "كباريهاً إسلامياً" ترقص فيه راقصة إسلامية ترتدى بدلة رقص إسلامية وتهتز بحركات تتوافق مع الشريعة الإسلامية, أما المتفرجون فلن ينساهم صاحب الكباريه حيث سيقدم لهم خموراً إسلامية.
#رامى_جلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟