محسن صابط الجيلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6085 - 2018 / 12 / 16 - 20:23
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يوميات مناضل في السويد(1) ..
محسن الجيلاوي / ستوكهولم
-ولچ وين فاتورة مراجعة الطبيب لازم نبعثها للبلدية شو 120 كرون قليلة ، جزعت زوجته من تحميلها مسؤولية كل الأشياء ، الأطفال ، الأكل ، التسوق ، الملابس ، أما الأخ المناضل فهو مشغول بالاجتماعات وترتيب لقاء الرفاق والكتابة الإنشائية عن تحرك الرفيق الأول قائد المنظمة في هذا البلد ...
- دورت ماكو الفاتورة يمكن الأطفال ( شمروها ) ...
- أنتِ غبية ...
دق التلفون كان على الخط سكرتير الخلية..
-مرحبا دكتور ...
- أهلا وسهلا ..
- أخبرك عدنا اجتماع يوم 18
- ممتاز لان بعد ان اقدم أوراق السوسيال سأسافر للعراق لكي لا يعرفون ...
- هذا الوقت مناسب لان الرفيق عادل وقصي وضعهم مثلك رغم هم في بلدية أخرى ، المهم نجتمع قبل ما تسافرون ...
- ممتاز رفيق ..
- مع السلامة ...
ارتدى ملابسه بسرعة قبل أن ينتهي الدوام لكي يترك فواتير وطلب المساعدة الشهرية والتي واظب في الحصول عليها لحوالي أكثر من عشرين عاما بسبب فشله في الحصول على عمل رغم انه اجتهد على الدكتوراه من رومانيا مقابل دولارات ، فقط أراد ( د) ليبقى متسكعا ولكي ترن بين مجموعته في مخاطبة بعضهم البعض زهوا ( أهلا دكتور ) ...
أكثر من عشرين عاما هنا إذا ذهب للطبيب يطلب مترجم ولكن الشهادة من البلد الأجنبي ( التعبان ) أخذها بسرعة البرق ...
بعد ترتيب كل الأمور، ستبقى الزوجة هنا حارسة لتلقي المساعدة من البلدية وجاهزة لكل سؤال أو تصرف من قبل ( المسئولة ) التي يصفها لأصدقائه بالعنصرية والحاقدة لأنها تدقق كثيرا ...
كما كل شهر بين ترتيبات تحافظ على الأمور هنا ، طارت الطائرة ، بعد ساعات سيحط في عاصمة الرشيد حيث الوطن والناس والرفاق والمظاهرات والحزب والاحتكاك بالجماهير وبين كل هذه المشاغل الكثيرة والهامة عليه أن ( يزرك ) إلى أربيل لاستلام تقاعد متراكم هناك لمدة ستة اشهر ، بعدها سيذهب لاستلام راتب الوظيفة المزورة ومتابعة أمور قطعة الأرض التي استلمها فقد قرر بيعها ...
- هلو رفيق ...
- شلونك ..
- تمام ..
- رغم مشاغلي غدا سأكون معكم في التحرير لدعم شعبنا ضد اللصوص..
- هذا هو عهدنا بك يا رفيق ..
غدا يشتغل السلفي والبث المباشر من التحرير ومن شارع الثقافة ( المتنبي ) ستشتعل اللايكات والتعليقات على هذا الفداء والإيثار والتضحية وحب الوطن والنَّاس والجماهير الهادرة ...
( الناس يخافون مجيئنا يا رفاق إلى هنا، يخافون من حبنا لوطننا وخصوصا الذين نسوا بلدهم في الخارج..)عبارة يرددها في كل مكان هلعا وخائفا ومتلفتا وغير مصدقا...
في الخارج يعمل ( القشامر ) ليدفعوا له من عرقهم وكدهم سكن ومعيشة وتطبيب ...
صور الفيسبوك تنز على الدنيا ، ابتسامات وفرح وبهجة ومشهدية لحضور فريد يصفق له الناس من كل مكان من هذا لعالم الصغير والحقير كلش ..
عاش العراق...
محسن الجيلاوي/ ستوكهولم 24-11-2018
ملاحظة: الشخصيات متخيلة وأي تشابه بينها وبين الواقع هو مجرد صدفة لا أكثر...
#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟