أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عزيزي - بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (7)















المزيد.....


بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (7)


كريم عزيزي

الحوار المتمدن-العدد: 6085 - 2018 / 12 / 16 - 01:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخربشات القادمة أوحيت إليّ بعد قراءة المقال الذي سيأتي ذكره والمنشور في واجهة الحوار المتمدن، فشكرا لكاتبه على كتابته وشكرا لهيأة الموقع على نشره، فلولا الوقوع عليه ما كان الوحي أتاني: شكرا.

في بلدي سمعت عن كل شيء إلا عن حقيقته الضاربة في التاريخ، سمعت عن عليسة وجلد الثور -ورغم أنهم قالوا أنها أسطورة- إلا أن تاريخ بلدي القديم بدأ معها! هذه العليسة ومن قدم معها أسسوا حضارة عظيمة لا تزال معالمها قائمة إلى اليوم، لم أسمع غير ذلك إلا التحقير لمن وجدتهم عليسة هذه عندما حل ركبها المبارك، كانوا "همجا" و "بدائيين" و -وهذا أهم شيء- "خونة" خانوا الوطن! خانوا أحفاد عليسة! وكيف تُغفر "خيانة" من "غدر" بـ "بطلنا الوطني/ القومي" هانيبال أحد أعظم القادة العسكريين الذين عرفهم التاريخ!؟ وعظمته هذه التي ركز عليها العالم بأسره جعلتنا ننتسب إليه ويعلق في أذهاننا أن "الوطن = قرطاج"! وكيف لنا أن نغفر لمن "خان" الوطن؟ أولئك "البربر" "البرابرة" "الهمج" "المتوحشين"!

بعد قرطاج، لا يبقى في ذاكرتنا الكثير وكأن التاريخ قد توقفت أحداثه! لنمرّ مباشرة إلى جزيرة العرب وتاريخ "رسولنا الكريم" ولا نتذكر منه إلا أن العرب كانوا جهلة متخلفين فاصطفاهم الله بأن اختار رسوله الخاتم منهم فأصبحوا عظاما حملة أنوار وحضارة؛ أنوار حضارة إلهية أوصلها إلينا "أجدادنا" الفاتحون! وهنا أيضا -ومرة أخرى- يُذكر لنا بسرعة ونمرّ مرور الكرام على أولئك "القوم الهمج البرابرة" الذين حاربوا الرسالة الإلهية ورفضوها! لكن الحق انتصر وسحقوا سحقا! وكيف لمن كان مبعوثا من الله إلينا أن يهزم؟ بعد ذلك ينتهي كل شيء عن أولئك "البرابرة" "الأقذار" "عليهم لعنة الله إلى يوم الدين"! كل شيء ينتهي ويبدأ تاريخنا "الحقيقي" و "الوحيد" و "الأهم"!

عندما كبرنا قليلا، كنا نسمع من حين لآخر عن قرطاج وعليستها وهانيبالها، كنا نتذكر الرومان و "منجزاتهم" العظيمة بل وكانوا يحدثوننا حتى عن العثمانيين والمماليك!! ........ كانت الأرض تئن! كانت تدعونا إلى النبش فيها وبين جبالها وهضابها لكننا لم نسمع، وكيف لنا أن نسمع وصوتها محبوس لا يصل آذاننا التي لم تسمع إلا ما كان معروضا في تلك السوق التي كانت بضاعتها هي نفسها وإن تغيرت الأزمنة والعصور! وكانت الثنائيات هي هي! هي نفسها! بدءًا بهانيبال وماسنسن، مرورا بعقبة وأكسيل، وصولا إلى خير الدين وعلي بن غذاهم: الأول "وطن" والثاني "عفن"! والمسألة كانت محسومة ولا نقاش حولها!

"التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة"، أسكن الله الرفيق ماركس فسيح جنانه، وليته يستجيب لندائي فيرسل لي من هناك توصيفا للمرة التي نحن فيها اليوم -إن استطاع ووجد الألفاظ التي تصف-، أظنها الألف أو ربما المليون لا أعلم. ربما هذا الاقتباس سيعين الرفيق ماركس على إيجاد الألفاظ:

((بل ووصل الأمر إلى الانسلاخ عن الرابطة القومية العربية تحت تأثير لوثة الاستعمار في إحياء النزعات القطرية الضيقة الفينيقية في الشام والفرعونية في مصر والأمازيغية في شمال إفريقيا)) كلام إبراهيم مشارة "الجزائري" مدافعا عن اللغة العربية [الحوار المتمدن 15/12/2018] ويضيف: ((وقد رد الأديب مصطفى صادق الرافعي على دعاة العامية بالقول.: ما ذلت لغة شعب إلا ذل، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار، ومن هذا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضاً على الأمة المستعمرة،ويركبهم بها، ويشعرهم عظمته فيها، ويستلحقهم من ناحيتها، فيحكم عليهم أحكاما ثلاثة في عمل واحد: أما الأول فحبس لغتهم في لغته سجناً مؤبداً، وأما الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً، وأما الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها، فأمرهم من بعدها لأمره. .)) وأنا أبصم بالعشرة لكل حرف مقتبس عن الرافعي -لا فضّ الله فاه-، صدقَ وببلاغة لا أستطيع أن أضيف عليها حرفا واحدا، "معجزة الأدب العربي" كان يُلقب ومن أكون أنا لأزيد على ما قال؟ يكفيني فقط أن أقول أن كلامه ينطبق على لغتي ولغة مشارة ولغات كل من يقرأون لي الآن وأن أزيد شيئين:

الأول: -وأذكر أن طه حسين لُقب بـ "عميد الأدب العربي"-، غريب كيف يكون "العميد" و "المعجزة" ليسا من جزيرة العرب؟ الحلّ وُجد مع الرافعي حيث يقال أن نسبه يعود إلى عمر بن الخطاب! أما طه حسين فلا أعلم من أين جاء؟ ربما يعود أصله لعنترة أو لتأبط شرا، خصوصا وأنه قد "تأبط الشر" في كتابه "في الشعر الجاهلي" والذي كان من أهمّ مهاجميه الرافعي "المعجزة"! وربما نعلم الجواب بالقياس على مقال مشارة "الجزائري" الذي قال الكلام الذي اقتبستُه -والكلام له- ((أمام أعضاء المجلس العالمي للغة العربية بفندق روايال جاردن بيروت يوم 16 نوفمبر 2018.)) مع ملاحظة أن مؤسس هذا المجلس "لبناني"!

الثاني: وفيه أعود إلى "الثنائيات" المذكورة أعلاه، القصة هي هي والتاريخ لا يزال يعيد نفسه؛ "من الأجنبي ومن الوطني؟" السؤال المخيف والمرعِب، السؤال المحوري الذي به يبدأ كل شيء، الأصل الذي عليه ستُبنى كل المعادلات وستُنتظر النتائج، الأساس الذي عليه سيُبنى كل شيء فإما تنجح التنظيرات وإما تسقط ونحن لا نرى في بلداننا -كلها عن بكرة أبيها- إلا السقوط والفشل الذريع المخزي: ألا يكون الأصل فاسدا يا ترى؟ كل شيء باطل ألا يكون ما بُني عليه باطلا؟ ولمن لا يزالون يعيشون بتلك الشيزوفرنيا البغيضة: هل حقا لا زلتم تظنون أنكم ستجمعون بين المتناقضات؟ بين العدو والحبيب؟ بين التخلف والتقدم؟ أترك لكم من نفس مقال إبراهيم مشارة -الذي حاول فيه إحياءَ ميتٍ يصرخ منذ قرون: "رجاءً ادفنوني! رجاءً انسوني!"- اعترافا بحقيقة الأمور حيث يقول: ((ولولا الدين لحسن الحظ لكانت العربية قد انتهت منذ عصر النهضة فالدين الإسلامي ممثلا في كتابه الكريم هو ما عصم العربية من الزوال لأن العصر الحديث هو عصر التقانة والإنتاج وليس للعرب حظ منها للأسف الشديد في الوقت الحالي.))، فيا معشر العقلاء و (كلكم) مثلي تعلمون علم اليقين أن ذلك الكتاب فيه "كل ريب" وليس بـ "كريم" بل هو طاعون وشيطان رجيم، أما لغته التي جعلت شعوبنا تنتسب إليها وإلى صحرائها فلا هي بلغتنا -بل بالسيف وبأخس الأساليب فُرضت طوال تاريخها ولا تزال السياسة هي هي إلى اليوم- ولا هي بأصلٍ لنا ولا هي بلغة علم ولا معرفة بل لغة لا يزال هدفها الأول -ومنذ نشأة دينها- هو هو أي تعريب الشعوب وتجهيلها واستعبادها إلى الأبد، فإلى متى يا أولي الألباب ستضعون رؤوسكم في التراب كالنعام؟ إبراهيم مشارة ومن يحمل فكره -وأغلبكم تحملونه- قال عن أقوالي أنها ((تحت تأثير لوثة الاستعمار)) قاصدا الغرب، ومن مثلي سيجيبونه ويجيبون من هم مثله أنه علينا أن نتّفق على المصطلحات المستعمَلة قبل كل شيء لأننا نختلف جذريا فيها (كلها) من الشرق جاءت أم من الغرب.



#كريم_عزيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى أساتذة التاريخ (الشرفاء)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (6)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (5)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (4)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (3)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (2)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا
- الماركسيون والإسلام : نظرة سريعة
- لماذا يتواصل تعثر نهضتنا ؟


المزيد.....




- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عزيزي - بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (7)