أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وديع بتي حنا - الدكتور الجعفري والصفحة الثانية من - الحواسم














المزيد.....

الدكتور الجعفري والصفحة الثانية من - الحواسم


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1519 - 2006 / 4 / 13 - 11:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل ثلاث سنوات وجه الرئيس الامريكي من البيت الابيض انذاره الشهير الى رئيس النظام العراقي السابق يدعوه فيه الى مغادرة العراق مع ولديه خلال ثمان واربعين ساعة او تحمِل عواقب عدم الانصياع للانذار. كان رد فعل رئيس النظام وقتها أن ترك العنان لماكنته الاعلامية والحزبية في تنظيم تجمعات وتظاهرات تردد فيها الشفاه أهزوجة لاتؤمن فيها القلوب بينما ذهب افراد الحاشية الذين شربوا من خمر الانتهازية حتى الثمالة الى إطلاق التصريحات الحماسية وعبارات الوعيد لجيش الغزو بمقابر جماعية رهيبة على حافات الحدود ثم المدن. ايام معدودة بعد الانذار وهدأت بعدها المدافع والبنادق والاصوات واستفاق الناس على الحصاد فاذا به على المستوى الوطني بلد ممزق , دمار وقتل وموت في كل مكان, دولة أصبحت في خبر كان, اما على المستوى الشخصي فكان الحصاد حُفرة وزنزانة ومحكمة والطلب من الاستاذ رؤوف للسماح في الاجابة على اسئلة المدعي العام.

مرت السنوات الثلاث وحاضر الايام ثقيلة بما حملت من دم ومأسي وهاهو القدر يشاء ان يعيد التاريخ نفسه مرة اخرى فيختار الرئيس الامريكي هذه المرة ان يرسل في البداية وزيرة خارجيته مع وزير الخارجية البريطاني لينقلا الانذار ( الاولي الشفاف ) الى السياسيين العراقيين في ضرورة ان يفسح الدكتور الجعفري المجال ويتنحى عن اصراره على الجلوس على مقعد رئاسة الوزارة العتيدة. لقد كان مثيرا للدهشة والاستغراب قرار الدكتور الجعفري المعروف بتاريخه الطويل وتضحياته الكبيرة التشبث بالمنصب قافلا عليه باسنانه وكانه السمكة التي لايمكن ان تعيش بدون مياه رئاسة الوزارة , الى الحد الذي اصبح تشبثه هذا نذيرا باطلاق رصاصة الرحمة على ماتبقى من وحدة الصف الهزيلة فيكون بذلك سببا للاعلان الرسمي للتقسيم او للحرب الاهلية ناهيكم عن ان هذا التشبث يسبب في كل يوم تضحيات جديدة من الدم العراقي نتيجة الفراغ السياسي جراء الفشل والتاخير في تشكيل الحكومة. لقد ارتكب الدكتور الجعفري خطأ تاريخيا عندما سمح لنفسه في ان يكون نقطة خلاف جديدة تضاف الى النقاط الكثيرة الاخرى بين اطراف اللعبة السياسية العراقية سواء داخل الائتلاف او خارجه وستترك أثارها السلبية حتما على العلاقات بين هذه الاطراف في المستقبل.

انه لغريب حقا لجوء الدكتور الجعفري الى تلك الطرق السقيمة في مواجهة الواقع السياسي من خلال تحشيد انصاره للنزول الى الشوارع رافعين صوره ودفع بعض الاطراف السياسية المناصرة له الى اقصى حالات التزمت في التزامه وحشر هذه الاطراف في الزاوية الضيقة الخطرة من خلال التهديد بوضع الفيتو امام اية عملية سياسية تستبعد الجعفري مما يؤدي الى دخول البلد الى مسافات ابعد في النفق المظلم من الفراغ السياسي الذي سيثقل كاهل المواطن المسكين في عواقبه المتمثلة في انعدام الامن والخدمات ومستلزمات الحد الادنى من الحياة. لقد كان اولى بالدكتور الجعفري ان يعلن شخصيا انسحابه مع تباشير الهمس الرافض له ان لم يكن رفضه اساسا للترشيح لولاية اخرى وهو اعرف من الجميع مستوى ادائه في الولاية الاولى ام انه يؤمن ان ( لَبَنه لايمكن ان يكون حامظا على الاطلاق )

ان الادارة الامريكية التي اعلنت وزيرة خارجيتها ان خسائرها في العراق تمنحها الحق في التدخل في شؤونه الداخلية , وكأن العراقيين جميعهم كانوا قد قدموا لها بطاقات الدعوة لغزو بلادهم فاصبح واجبا عليهم رد الدَيْن , نقول ان هذه الادارة لايغيب عن ذهنها لحظة واحدة في ان من يتقلدون المناصب اليوم في العراق ماكانوا ليصلوا اليها بجهودهم الشخصية الخالصة ولذلك فمن المؤكد ان وصول الامور الى نقطة معينة حيث لم يجدي الانذار الشفاف نفعا سيترك الرئيس الامريكي , اذا كان حقا لازال يُمسك بخيوط اللعبة , يخرج الى الصحفيين في البيت الابيض ليكرر تلك العبارات المقتضبة في انه ينبغي لبعض السياسيين وعلى رأسهم الدكتور الجعفري مغادرة البلاد خلال ثمان واربعين ساعة , اما الحجة فليس صعبا معرفتها فقد كانت في الانذار الاول تحرير العراق من الدكتاتورية اما الان فقد اصبحت تحرير العراق من الميلشيات وفرق الموت.

ترى هل استعدَ الدكتور الجعفري وكتب بيان انطلاق الصفحة الثانية من ( الحواسم ) ؟ هل نظَم بعض الابيات الشعرية ام انه سيستعير الابيات السابقة ؟ وعيش وشوف



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء لتشكيل محكمة العدل المسيحية في العراق
- صدام / الجعفري / ليلى فريفالدس وعقدة المفاتيح
- قادة الكتل السياسية وعيد الام
- يا لبؤس ما بَنيْتُم – يا لهَوْل ما حَطَمْتُم
- الحركة الاشورية والبريسترويكا
- مسيحيَون حتى النخاع ونحترم الاخرين حتى النخاع
- بين عطلة السويدي وبرنامج صاية وصرماية
- هل إشترت ايران احدى قنابل كوريا الشمالية ؟
- ليلى المسيحية في العراق مريضة
- ايران – هل أصبحت القنبلة النووية خبز النظام
- الانتخابات العراقية – عرس وإستفتاء وفضيحة
- انشقاق خدام - لحظة تسامي أم طرح فضلات
- حُبلى
- نتائج الانتخابات و عودة الابن الضال
- هل ينجح السيد يونادم كنة في ان يكون مارادونا
- الرئيس الامريكي ينتخب - رجل المرحلة – رجل المستقبل
- جيرنوفسكي الجبوري – ما أحوجنا الى ( المشاغب ) الوطني
- الجنرال الدكتور الجعفري – الهجوم افضل وسيلة للدفاع
- ماضَرًنا لو نكتبُ ايجابا
- هل كان حقا أَشبهُ بصراع الضراير؟


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وديع بتي حنا - الدكتور الجعفري والصفحة الثانية من - الحواسم