|
من سؤال - الروافض- إلى أدوات تلهية العقل الجزائري و صرفه عن قضايا وطنه الأساسية..
حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6084 - 2018 / 12 / 15 - 06:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سألني سائل ما الذي يجمعنا بالروافض نحن السنة..
جوابي كان /
مساحة تعبيري لغير التكفيريين و الإقصائيين و ليست للذين لم يتجاوزوا سؤال " هل الروافض أو الشيعة مسلمون أم لا "..
من يؤرقه هذا الكلام و المترتب على السؤال المذكور و هو ينسحب على كل الطوائف التي تشهد أن لا إله إلا الله و أن النبي محمدا رسول الله فليقرأ رأيي المتوازن ...
أولا لا مكان لأصحاب مثل هذه الأسئلة على صفحتي و لا حاجة لي بجدالاتهم التافهة و وجودهم و أسئلتهم لأنني أرى فيها مضيعة للوقت و هدرا للجهد و ملهاة متعمدة و صرف نظر عن فساد رهيب في الواقع وعند نظام الحكم الذي يستعبدنا ..
فمن تمام نقاء التوحيد و إكتمال الإيمان و هو ما لم يخطر على بال السلفية المصطنعة على المقاس هو وجوب أن نتحرر من عبودية هذه الأنظمة و إلا فإن إيماننا مشوب بعيب و منقوص و فيه بعض الشرك بل كثير منه..
فضاء تعبيري يجمع كل من امنوا و و يؤمنون بأن جميع من يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و يؤمن بالقران فهو مسلم مؤمن..
لا دخل لنا في تفاصيل التعبد و الإنزلاقات و لا نروج لها و لا تهمنا إطلاقا و لا وقت لنا لنهتم بها و من ثمة فالأشاعرة و السلف و السنة و الشيعة و المعتزلة و الماتوريدية و المذاهب الفقهية السبع جميعهم مسلمون و أمرنا وحالنا جميعا عند الله ..
تهمني وحدة المسلمين قبل هذه الملهيات التي تغذيها جهات متعمدة لشق وحدة المسلمين فيتبعهم دواب و جهال و أغبياء في بلاهة و غباء...
و لا أريد باسم تنقية التوحيد و محاربة الشرك و البدع أن اشتغل أكرمكم الله " قوادا " و عبدا " للأنظمة الدولية الغاشمة الناهبة لثرواتنا المفتتة لوحدتنا ..
ترخي السلطة الحاكمة العربية عموما و الجزائرية تخصيصا بتفويض من الأوليغارشية الدولية حبلا و تشد اخر كأننا دمى و لعب أطفال ...
تسير فرقتنا و فتننا و إنقسامنا و طائفيتنا فقط من أجل نهب أوطاننا و منحها جائزة لدول الظلم...
لا أريد أن اشتغل عبدا ل "وال ستريت" و لا " البنك الدولي" و " الشركات العابرة للقارات و المتعددة الجنسيات" الناهبة لأموالنا و ثرواتنا و المؤسسات المالية و لأصحاب المال الوسخ و من يدور في فلك هؤولاء السفهاء ..
لا أريد أن أكون عبدا للأنظمة العربية الفاسدة و المستبدة و المتعفنة لأمدد و أطيل من عمرها كلما اختنقت و اقتربت نهايتها كما يفعل كثير من الإسلاميين يمنحون لها نفسا جديدا من غير حياء بالتورط معها ..
و اقتسام ريوعها و كوطاتها الإنتخابية حتى انتفخت أجسامهم و أردافهم و نزع سر البراءة و الحياء و العة من وجوههم...
لا أريد تصديق لغبة الغباء و الدجل و الخشب التي تلقن للناس و تقول لكل فرد لا تعارض السلطة حتى تكون مؤمنا و وطنيا و عاقلا ناضجا و حكيما سياسيا محنكا يفوت الفرصة على الأعداء " الوهميين " الذين نجهلهم...
و لأكون غير مرتبط بدوائر خارجية مشبوهة فإن الإيمان بالوطن على هذا النحو الفرجوي المزيف و الفلكلوري المثر للسخرة هو خيانة لله و رسوله و للأمانة التي عرضها الله على السموات و الأرض فأبين أن يحملنها و حملها الانسان انه كان ظلوما جهولا...
إنها خيانة كبرى للشهداء الذين ماتوا من أجل هذا الوطن ...
لا أريد أن أكون تيارا إسلامويا سواء ينتسب زورا للسلف الصالح " سلفي" أو للتراث " تراثي " أو " للإخوان" إخواني أو للجزأرة أو " لليسار" أو " للشيعة " أو " للسنة " أو " للسلف الصالح " أو " للتلف " و " الخلف" المغبون
أو لطابور فرنسا أو للشرق أو للغرب يجمع الريوع و يبارك السلطان و يعرف كيف و من أين تؤكل الكتف...
و منه من يفتي للناس بعدم وجوب بل بحرمة الخروج عن الحاكم المسلم و لو سلميا..
فله - حاشاكم - أي الحاكم أن يبول علينا و على نسلنا و يخصي فحولنا و يدمر عقولنا و يسحق إرادتنا و مدرستنا و جامعاتنا و ينهبنا و يسبي بناتنا و يقتلنا في السجون ...
و يزج بنا من أجل أراءنا إلى السجون و يقطع رواتبنا و يجوعنا و يهمشنا كالكلاب..
و يحاصرنا في بلدنا ليجعل منه سجنا لنا لعلنا نفقد وعينا و عقلنا و يتخذ نساءنا رهائن و أمات (جمع أمة)..
و رجالانا عبيدا و شبابنا غلمانا و مخنثين و ثرواتنا مستباحة
و نحن كهنوت فتوى تابع له يخدم بقاءه و يبرر أفاعيله النكراء و خروقاته لحقوق الإنسان و ينتظم في سياسة جوع كلبك يتبعك ..
لا أريد أن أكون عبدا للنظام و كلابه باسم الدين و تنقية التوحيد و الحكمة و التعقل و عدم تدمير البلاد و لغات الخشب " الكذابة " و المنافقة التي تريد تخدير الشعب لبقاء النظام يعربد و يحتقر و يظلم...
و باسم تفويت الفرصة على الأعداء و عدم حصول ما حصل في بلدان الربيع العربي...
فلا يوجد أعداء أكبر من نظام حاكم متسلط ناهب مفسد فاسد مكن الأعداء من الخارج من التلاعب بثرواتنا ...
و لا أريد أن أكون عبدا لأحزاب إسلامية تبيع و تشتري باسم الدين و باسم الكوطات معزولة عن عمق المجتمع و لا خير فيها إلا النكوص و خدمة مصالحها و تبرير النظام ...
لا أريد أن أكون عبدا لمن يقولون أنهم متحررين و مستقلين و هم صنعوا على عين النظام و لا يختلفون عنه ترعرعوا في حضنه و لا أحزاب صنعت و ولدت منه تزعم المعارضة ..
و لا شخصيات مستقلة و قوائم مفبركة كلها تدور حول النظام. تمارس العهر و البزنسة و بيع الأصوات..
من أراد لقاء الله نظيفا فليبتعد عن هذه المساومات و الصفقات المشبوهة مهما تزينت بلغة الدين و الوطنية و التاريخ و العلمانية و الحداثة و التنوير...
على المجتمع أن يسترجع الثقة في نفسه و يخرج للوجود حركة و حراكا و نخبة وعملا تثقيفيا و تحسيسيا عبر وسطاء بين النخبة و العامة و في الأوساط الطلابية و النقابية ..
لا يهمها اليوم الحكم و السلطة و الإنتخابات إلا قطيعة و تغييرا عميقا للنظام القائم عربيا ...
لا بأس أن ينتدب بإنتقاء دقيق بعض من هذه النخبة لتشكيل لوبي يتسلل إلى مواقع النفوذ لترميم الدمار و إصلاحه و استدراك ما فات و زحزحة النظام الفاسد..
بل يهمها أن تشتغل النخبة المقتدرة لإحداث ثورة معرفية و عقلية في قلب معوقات تركها النظام الفاسد و لا يستثنى منها أجزاء التراث المعطوبة و الفاسدة و المنجز الاخر و اعطابه أيضا ..
و تكافح اثار التدمير للعقل و حالة الضرر التي لحقت به من أعطاب خطيرة نالت منه و عطلته و جعلته تابعا و سجينا و مزيفا ..
و تعمل على ممارسة المعارضة الإيجابية لا تقطع مع القوى الإنسانية في شفافية خاصة منها الحقوقية و تحضر لمشروع كبير لإصلاح كوني ..
و تؤسس المدارس الخاصة و الجامعات و مراكز البحث و الدراسات و الإعلام و الفن و الدراما و المستشفيات و مشاتل اقتصادية توازي عمل النظام الذي أفلس ...
و تعاونيات و مصانع و مدن علمية و مناخات إبتكار في داخل الوطن و خارجه و تحمي ممتلكاتها من مؤامرات و كيد النظام الحاكم ..
يساهم هذا الحراك في صناعة العقول و بناءها على النقد الإيجابي و الإستقلال و التيقظ لدور الإعلام في تزييف الوعي و نشر الملهيات و خطابات الديماغوجية و التبعية و الوهم و التجهيل و القولبة عبر المدرسة و الجامعة و الثقافة و الفن و الإعلام ..
بعث الهوائيات العربية و حتى باللغة الأجنبية و مضاعفتها مع نقد مخاطر الإعلام الدولي و عولمة القيم في جانبها الإغترابي و العدمي و التدميري اللإنساني ...
و كل الرسائل التي ترسل بها الأوليغارشية الدولية عبر تنظيمات الإرهاب و تقاريرها و تقارير المنظمات الدولية الصامتة على كثير من الخروقات ...
و هل يعقل أن يتحول كل من يشتكي بعد يأس و حقرة من أضرار تمس حريات الأفراد و الجماعات إلى المنظمات الحقوقية فينعت و يتهم بأنه يدعو إلى تدويل القضية الجزائرية و الحال شبيه في الوطن العرب كله ..
أي مكر و خبل و خرق علني للحقوق و المواثيق الدولية وكثير منها صامت ..
بل كيف لا تستقبل عرائض الناس و خروقات الحقوق و المظالم في حق المعارضين الضحايا فيظلمون و يسجنون و يجرون الى المحاكم و تركب في حقهم المؤامرات الكيدية ...
و تقطع رواتبهم من أجل نقد و رأي أبدوه و فكرة خالفوا فيها النظام في أوطانهم و يهانون و يذلون و يحتقرون..
تزور إرادة الشعوب في أوطانهم و تشترى الهمم و الأصوات و الذمم و الكرامات ..
و إذا اشتكوا الى المنظمات الدولية وجهت لهم تهما غريبة على مرأى من النظام الدولي و هيئاته و أي صمت و تورط من المنظمات الرسمية خاصة و هي ترى الشاكين المتضررين يرمون في السجون و يتهمون بتدويل القضية ...
و تصبح تهمة خطيرة أن تراسل منظمة دولية مثل ONUاو UNESCO UNICEF او منظمة حرة مثل TRIAL او غيرها كثير..
في عهد يتم التدخل في برامجنا الدراسية من طرف أجانب و فرنسيين خاصة تدخلا من طرف فرنسا سافرا و لا يعد هذا اشتباها....
و لا يمكن انقاذ انسان مواطن صاحب رأي من خروقات صارخة لحقوق الإنسان منها السجن و قطع الراتب و التجويع و الحصار و التهميش و المساس بقيمنا و هويتنا و برامجنا و يهان الانسان و يجوع و تداس كرامته بالمؤامرات الكيدية ..
هكذا تتحول بعض مؤسسات الدولة الى ادوات لتصفية الحسابات ضد الانسان و حرية الرأي في أنظمة القمع و الفساد...
على العقل أن يتيقظ و ينتج توثيقا و توصيفا و تقريرا لحالة الدمار و الخروقات و يسمع بها الكون كله رسميا كان او انسانيا او عربيا او اسلاميا ..
على العالم كله ان يسمع و بقوة ماذا يحدث في بلادنا الجزائر من حقرة و في البلاد العربية عموما..
و ليس هذا من التدويل في شيءبل من فضح و تعرية الأنظمة الشمولية التي تتظاهر بالديمقراطية و هي تدمر شعوبها و تهينها و تنقل إليها أمراضها تعمم العفن الفساد...
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شكشوكة الوهابية السلفية و مقولة الخلاف بيننا و بين الشيعة في
...
-
في وجوب الخروج السلمي عن الحكام الفاسدين العرب
-
عظم الله أجر العقل العربي الإسلامي..
-
الشرق موجود بغيره لا بذاته...
-
في العقل و الصورة و الإنسان و الدين ..
-
في الذات العالمة و الذات القاصرة و الشخصنة و فعل الكتابة..
-
أحمد الريسوني و خلل نموذج قياس الجدوى ..
-
كهنوت و أرباب الفلسفة و الفكر و المعرفة و الأدب..
-
الفصام كما يزعمه أهل الصفة من المرتهنين إلى المغارب و المشار
...
-
بذور الإنقسام المذهبي و سبل التقارب..
-
مفوضية القول و الفصل و التفهيم الإلهي ..
-
من مقال العقل إلى مقال الجنون ..
-
الفلسفة في الجزائر ...
-
العرب المسلمون الأنوار و التنوير..
-
الله ... (1)
-
الطفل يسكنني..
-
العقل التوحيدي في التاريخ : من هنا نبدأ و نشتغل
-
في المفكر الكبير حاج حمد و ما خفي كان أعظم ...
-
تيقظ يا ابن بيه .. يا شيخ ..ما أحلى رغد العيش ..
-
في مقولات الأكثرية و الأغلبية و إرادة الأمة و الحاكمية الاله
...
المزيد.....
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
-
“فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|