فيصل عبد الوهاب
الحوار المتمدن-العدد: 1519 - 2006 / 4 / 13 - 11:34
المحور:
الصحافة والاعلام
في مقالها في الحوار المتمدن (قناة الجزيرة والإرهاب العاطفي ) تتهم فينوس فائق قناة الجزيرة بالانحياز بينما تكيل المديح لإحدى القنوات العراقية وتصفها ب(الراقية) ، كذلك تمجد الكاتبة الفدرالية وتعتقد أنها لا تقود إلى التفتيت أو التقسيم فمن يضمن لها ذلك؟
لا يمكننا تنزيه القنوات الفضائية من الانحياز أو التسييس فذلك أمر بعيد المنال مثلما هو الحلم بإعلام موضوعي ينقل الحقيقة من اجل الحقيقة لا توظيفها سياسيا..إن الإعلاميين أنفسهم في كثير من الأحيان يمارسون إرهابا فكريا على شعوبهم حينما يحجبون معلومة معينة ويضخمون أخرى لإغراضهم وأغراض مموليهم..
كذلك فان الحلم بإعلام موضوعي لا يمكن تقبله حتى من الإعلاميين أنفسهم فقناة الجزيرة على سبيل المثال كانت الحكومة العراقية السابقة تصب جام غضبها عليها على لسان وزير إعلامها الصحاف لأنها كانت تخالفها في الرأي كما أغلقت مكاتبها في بعض الدول العربية الأخرى للسبب نفسه وبعد زوال النظام السابق جاءت أمريكا لتصب جام غضبها عليها ابتداءا من رئيس الدولة وانتهاءا بالأجهزة الإعلامية الاميريكية ومن يساندها ، وهذا يدل بقوة على قصور الفهم الديمقراطي لحرية الرأي ودور المؤسسات الإعلامية في ترويجه ..والدانمرك حينما بثت شتائمها على شخص الرسول الكريم(ص) اعتذرت بحري الرأي فهل هذه هي الديمقراطية الحقة؟
وحتى لو قالت الجزيرة برأي يخالف مفاهيم سياسية معينة مثل الفدرالية فهل من حرية الرأي أن نحجب الآراء المعادية للفدرالية أو الآراء المخالفة لآرائنا؟ انه النسق الديكتاتوري نفسه الذي عشناه ونعيشه وسنعيشه في ظل أنظمة مختلفة في التسمية متشابهة في الأداء ولا وجود لديمقراطية حقه أبدا..مثلما هو لا وجود لإعلام موضوعي أيضا..
#فيصل_عبد_الوهاب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟