أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منيرة أميد - مشاهد فيلية- جامع براثا والكورد الفيلية-














المزيد.....

مشاهد فيلية- جامع براثا والكورد الفيلية-


منيرة أميد

الحوار المتمدن-العدد: 1519 - 2006 / 4 / 13 - 11:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يرتبط الكورد الفيلية بأكثر من وشيجة بمسجد براثا التاريخي في بغداد والذي استهدفته قوى الظلام والارهاب يوم أمس. ليس فقط لموقعه القدسي، حيث أغلبهم من أتباع المذهب الجعفري الاثنا عشري، ويدينون بولاء كبير لال بيت رسول الله (ص)والائمة الطاهرين (ع)، حيث تقول الروايات أن أمير المؤمنين الامام علي ابن طالب (ع) قد مر في هذا المكان بعد عودته من واقعة نهروان سنة 37 للهجرة ، وصلى فيه مع ولديه الامامين الحسن والحسين (ع).، وحفر بئراً، ما زال موجوداً يتبرك به كل من يزور المسجد

وانما ربطتهم به أكثرمن ذكريات.

أن موقع المسجد والمعروف "بالمنطگه" في بداية المنطقة المعروفة بالعطيفية، شهدت سكن الالاف من العوائل الكورد الفيلية.

سكنها "خان بشتكو"* منذ وصوله بغداد في عشرينات القرن المنصرم. ثم مع توسع وزيادة العمران الذي شهدته مدينة بغداد في الخمسينيات والستينيات من نفس القرن، وزيادة رغبة العوائل وخاصة تلك التي كانت تتمتع بوضع أقتصادي مرتفع، الخروج والسكن خارج الاحياء الشعبية في بغداد التي بدأت تضيق بساكنيها. زاد الاقبال على المنطقة التي كانت تتمتع بجمال أخاذ وهي محاذية لنهر دجلة وتنتشر فيها بساتين الحمضيات وأشجار النخيل التي كانت تسقى من مياه دجلة التي ترفع اليها بمحركات (مكائن) ، كانت تثير فضولنا ونحن أطفال.
تلك المكائن كانت منصوبة بمحاذات النهر فتنقل المياه الى سواقي كبيرة نسبياً، كانت مكاناً مثالياً لتعلم السباحة، وكان تعج بأبناء المنطقة في فصل الصيف بالرغم من تحذيرات الاهل وتهديداتهم بالعقاب لنا لو تجرأنا الاقتراب منها. كانت تلك السواقي تتفرع منها أخرى أصغر فأصغر لتدخل البساتين والبيوت .
المنطقة كانت تمتاز ايضاً بانها تقع في الطريق المؤدي الى المرقدين الشريفين في مدينة الكاظمية. لذا بدأت البيوت الفخمة والمبنية على طراز غربي ومطعم بذوق عراقي، تعلو فيها. مع احتفاظها بحدائق غناء منسقة بذوق رفيع، ومهنة البستاني كانت زاخرة هناك. وكان للكورد الفيلية نصيب الاسد من تلك البيوت الفارهة. حتى سميت عدة مناطق بأسمهم.

ان لوجود المسجد في ذلك المكان كان معلماً بارزاً ، تستدل عند وصولك اليه انك دخلت العطيفية، فولد أرتباطاً روحياً بالمكان. وأصبح المسجد كدالة مكانية تستمد منه أحداثيات اي موقع تريده.

ساهم الكورد الفيلية في كل عمليات ترميم وتوسيع التي أجريت على المسجد على مراحل تاريخية مختلفة. ففي الستينات عثرعمال بناء من أبناءهم في انقاض بعض أجزاء المسجد، على بعض الكتب والمخطوطات، كتبت بخط اليد، وكانت مزدانة برسوم ونقوش مثل تلك التي نراها في الكتب التراثية وبلغة عربية لم نكن نفهمها، وبلغات أخرى ربما كانت فارسية أو تركية (عندما كانت تكتب بالحروف العربية). ونقود معدنية قديمة، تعود لفترات تاريخية مختلفة،. كما عثروا على حاويات خزفية كبيرة (بستوگات)، كانت ماتزال في حالة جيدة، سلمت لادارتها.

أتخذ الشيعة من المقبرة الملحقة بالمسجد**، مدفناً للاطفال المتوفين باعمار صغيرة، ولاولئك المعدمين وكذلك لسدنته ، وكم من رفات طفل فيلي تحتضن تلك الارض ، وأحداهن كانت شقيقتي.

كانت مراسيم عاشوراء في أحياء بغداد القديمة، والغاصة بسكنته من الكورد تبدأ بخروج المواكب من "جامع المصلوب " الموجود في حي القشل عند المنعطف المؤدي لسوق الدهانة، وتختم طقوسها في جامع الخلاني. بينما في زيارة الاربعينية كانت تخرج الجموع سيراً على الاقدام من مناطقها في الرصافة لتعبر الى الكرخ عبرالجسر الحديدي، لتصل الى "المنطگه" وتتبرك بزيارة المسجد، وأقامة صلاة الظهر ، وتشرب وتغسل وجوهها بماء البئر المبارك، وتأخذ قسطاً من الراحة ، لتواصل مسيرها الى مدينة الكاظمية، يمرون بطريقهم ببعض الاقارب يتزودون بالماء. وخاصة عندما كان يصادف ان يكون الموسم صيفاً.

كانت الحشود تصل المرقدين الموسويين في مدينة الكاظمية، لتكمل شعائر ذلك اليوم، وتتناول بعدها طعام الغداء هناك.
عند المساء، البعض كان يفضل وخاصة كبار السن والاطفال، ركوب تلك السيارات الخشبية لتعود الى مناطقها في أحياء الكورد الموزعة على جانبي شارع الكفاح (غازي)، بينما يفضل الشباب أن يعودوا سيراً في نفس الطريق ، وخاصة بسبب الزحام لذا ينطلقون مبكرين.


د. منيرة أميد
8 نيسان (أبريل) 2006


*كان آخر خان حكم ولاية بشتكوالكوردية الفيلية، قبل رسم الحدود بين العراق وايران ، والذي على ضوءه تم تقسيم أرض الولاية بين البلدين كما جرت لبقية أجزاء كوردستان، بعد تنصل القوى العالمية من وعودهم للكورد بوطن قومي بعد الحرب العالمية الاولى.

** في العراق هناك العديد من المقابر ملحقة بمساجد تتضمن أضرحة لبعض الاولياء، مثل مقبرة الشيخ معروف ببغداد، يدفن فيها من يتوفاه الله من الطائفة السنية. بينما الشيعة تكون قبورهم في وادي السلام في مدينة النجف الاشرف، وهذه هي المقبرة الوحيدة لهم في بغداد.



#منيرة_أميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البروفسور توفيق رشدي والغدر البعثي
- عدن والاحتفال بتأسيس الحزب الشيوعي العراقي آذار 1979


المزيد.....




- حركة الجهاد الاسلامي: تعمد الاحتلال قصف المناطق السكنية جريم ...
- حركة الجهاد الاسلامي: الحساب المفتوح مع الاحتلال سيجعله يدفع ...
- اول تعليق للجهاد الاسلامي على استهدف ضاحية بيروت الجنوبية
- المجلس الاسلامي الاعلى بالعراق: العدوان على المدنيين اللبنان ...
- المجلس الاسلامي الاعلى بالعراق: عدوان الاحتلال على المدنيين ...
- المجلس الاسلامي الاعلى بالعراق: عدوان الاحتلال على المدنيين ...
- المجلس الاسلامي الاعلى بالعراق: نجدد موقفنا الداعم لسكان غزة ...
- رئيس الوزراء البلجيكي يهاجم الكنيسة الكاثوليكية على خلفية ال ...
- وسط خلو مقعد السعودية.. نتنياهو يُبرز أهمية تطبيع العلاقات م ...
- تجمع العلماء المسلمين في لبنان: نحيي المقاومة الاسلامية على ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منيرة أميد - مشاهد فيلية- جامع براثا والكورد الفيلية-