أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد كشكار - تَعاليمٌ دينيةٌ نبيلةٌ، أعجبتني؟














المزيد.....

تَعاليمٌ دينيةٌ نبيلةٌ، أعجبتني؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6083 - 2018 / 12 / 14 - 08:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمةٌ تتمثلُ في خطابٍ تمهيديٍّ ودّيٍّ استباقيٍّ ضروريٍّ لرفع كل لَبْسٍ مُحتملٍ مُنتظَرٍ ولِطمأنةِ أصحابِ القلوبِ الصادقةِ الغيورةِ على الدينِ الإسلاميِّ:
المختلِفونَ في الدينِ، قالوا عن دينِهم أنه دينْ، فصدّقتُهم وردّدتُ وراءهم دينْ، قالوا عن دينِهم أنه مقدّسٌ، فقلتُ لهم مقدّسٌ عندكم وأنا أحترمُ مقدّساتَكم كما تحترمونَ أنتم مقدّساتِي. لستُ أنا مَن يُوزِّعُ شهائدًا في أصالةِ الأديانِ، اللهُ ولا أحدَ غيرَه قادرٌ على الفصلِ.
أتوجهُ لمُعتَنِقِي الدياناتِ التوحيديةِ الأخرى، وبكل حبٍّ ووِدٍّ واحترامٍ أقولُ لهم ما جاء على لسانِ رسولِنا الكريمِ، صلى الله عليه وسلّم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه (المسلم وغير المسلم) ما يحب لنفسه". وأقولُ لهم أيضًا: أؤمنُ بالمساواة التامة بين البشر كل البشر، وبحرية الضميرِ والمعتقد في نسختها الحداثية. والله العظيم أحب للناس أكثر ممّا أحب لنفسي، ضَعْفٌ ابتلاني به الله، ولا رادَّ لقضائِه سبحانَه ما أعظمَ شأنَه، "وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ".
أنا لستُ داعيةً: لم أدعُ يومًا أحدًا إلى ديني ولم أبشِّرْ به أو أبصِّرْ إلا نفسي، فكيفَ سأجرؤُ على الدعوةِ أو التبشيرِ بغيرِ ديني؟ لكن سَبَقَ لي وأن كتبتُ ونشرتُ قولاً جميلاً حول ديني أكثر ألف مرة ممّا حبّرْتُ حول غيره من الأديانِ التوحيديةِ.
ليس من أخلاقي، كمسلمٍ (مساحةٌ فيها أملٌ) عَلمانيٍّ (متمسِّكٌ لكنني أعي أنني فاقدٌ لِلأملِ) يساريٍّ غير ماركسيٍّ (خليطٌ غريبٌ وغير مألوفٍ، قَبْلِيًّا أفهمكم وبَعْدِيًّا أعذر عدمَ تفهُّمِكم)، ليس من أخلاقي "أن أنتقصَ من مقامِ أي واحدٍ من الأنبياء المرسَلين سلام الله عليهم جميعًا، أو أحُطَّ من شأنِ رسالاتِهم، أو أحجُبَ ولو قليلاَ من نورِ ما أوحِيَ إليهِم من السماءِ، أو أشكّكَ في أي آيةٍ من آياتِهم، أو أمسَّ بِسوءٍ كتابًا من كُتُبِهم المقدّسةِ، أو أغْوِي وأضِلَّ واحدًا وحيدًا من أتباعِهم، أو أقمعَ التطلعاتَ الشخصيةَ لأي فردٍ من مؤمِنِيهم".

المعذرة على هذه المقدمة الطويلة، أدخلُ الآن في صُلبِ الموضوع: ما هي هذه التَعاليمُ الدينيةُ النبيلةُ، دينٌ مختلفٌ عن الدين الإسلامي، والصراحة راحة، لا أعرف عنه إلا القليلَ ممّا قرأتُ في كتابَين من كُتُبِهم؟
1. الحقيقةُ الدينيةُ ليست حقيقةً مطلقةً بل هي حقيقةٌ نسبيةٌ.
2. الوحيُ الإلهيُّ هو عمليةٌ متواصلةٌ في الزمن، متدرّجةٌ متصاعدةٌ.
3. جميعُ الأديان نابعةٌ من أصلٍ إلهيٍّ واحدٍ، مبادئُها الأساسيةُ في تناسُقٍ تامٍّ، أهدافُها ومواضيعُها متحدةٌ، تعاليمُها ليست إلا أوْجُهًا متعددةً لحقيقةٍ واحدةٍ، وظائفُها مكمِّلةٌ لبعضِها البعض لا فرقَ بينها إلا في الفروعِ وليس في الأصلِ، ورسالاتُها تمثلُ مراحلَ متتالية في سيرورةِ التطوّرِ الروحاني للمجتمع الإنساني.
4. "أيها الناس، أنتم كلكُم ثمراتٌ من شَجَرَةٍ واحِدةٍ، وُرَيقاتٌ من غُصْنٍ واحِدٍ".

خاتمة: سبق وأن قلتُ لكم أنني لستُ داعيةً، صدّقتُموني أو كذّبتُموني، أنا أقولُ الصدقَ ولا شيءَ أخفيهِ وراءَ الصدقِ: مقالي هذا لا يعدو أن يكونَ إلا صدفةَ من صُدَفِ قراءاتي العشوائية لِتَحْلِيَةِ مرارةِ الانتظارِ لا أكثر ولا أقل، انتظارِ الساعةِ، صدفةَ تطوّرت بطبيعتها إلى حَيرةٍ إبستمولوجيةٍ (معرفيةٍ)، حيرةٍ لحقها بالضرورةِ حفرٌ أركيولوجيٌّ في علمِ اجتماعِ الأديانِ، علمٍ قرأتُه في كُتُبِ المفكرِ المسلمِ الإيرانيِّ علي شريعَتي، الذي قال عنه صديقُهُ الفيلسوفُ الفرنسيُّ الملحدُ جانْ بولْ سارتر: "لو قرّرتُ يومًا أن أختارَ دينًا، لاخترتُ دينَ علي شريعَتي".
أنا أعشقُ الروحانيّاتَ (La spiritualité)، في دينِي وفي جميع الأديانِ، وهي عزائِيَ الوحيدُ في هذا الوجودِ الفانِي، طال أو قصُر زمانِي، وأتركَ اسمَ هذا الدينِ معلّقًا في ذِمّةِ قارئٍ باحثٍ في علمِ اجتماعِ الأديانِ.

ملاحظة: للأمانة العلمية، استوحَيتُ هذا المقال من كتاب (Appel aux nations, Shoghi Effendi, Imprimé en Belgique par De Beurs NV, Borgerhout, 57 pages).

إمضاء مواطن العالَم
أنا مواطنُ العالَمِ، مواطنٌ مُتصالحٌ-مُختلفٌ مع حضارتي الأمازيغيّةِ-الإسلاميّةِ-العربيّةِ، مُتصالحٌ معها دومًا أنتروبولوجيًّا واجتماعيًّا وعاطفيًّا، وفي نفسِ الوقتِ مُختلفٌ معها دومًا إبستمولوجيًّا وفلسفيًّا وجدليًّا، لا أتباهى بها على الغيرِ ولا أقبلُ فيها ثلبًا من الغيرِ.
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الجمعة 14 ديسمبر 2018.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضرتُ اليوم صباحًا مظاهرة الأساتذة بشارع بورقيبة بالعاصمة
- انظُرْ إلى أيّ مَدَى وصلَ الاستهتارُ بقِيمِ التضامن والودِّ ...
- جمنة تدقُّ أولَ مِسمارٍ في نعشِ العَلمانيةِ في تونسَ
- سَلعنةُ القِيمِ في الدولِ الغربيةِ: هل سَتقضِي على ما تَبَقّ ...
- فكرةٌ قد تضخُّ الماءَ في رُكَبِ العَلمانيينَ العربِ، لا أستث ...
- حضرتُ أمس أمسيةً ثقافيةً بحمام الشط
- سُكوتْ... أنا سَكْرانْ... والله العظيم أنا -شايَخْ- نَشْوانْ ...
- طالبتُ وما زلتُ أطالبُ بِمجانيةِ التنقلِ في جميعِ وسائلِ الن ...
- هل أنتَ مَعَ أو ضِدَّ حَثِّ الأطفالِ على المطالعة بمقابِلٍ م ...
- سَلْعَنَةُ الأخلاقِ والقِيمِ في المجتمع الأمريكي
- الجديدُ في عِلمِ الوراثةِ: هل تُحدّدُ الجينات مسبّقا صفات ال ...
- ظاهرةُ تعدّدِ الأربابِ البشريةِ!
- حضرتُ أمس جِلسةً حواريةً ثنائيةً حول كتابِ - المراقبة السائل ...
- كيفَ قسّمنا إرثَ أمي وإرثَ خالتي؟
- هل تغيرَ الزمنُ أم أنا الذي تغيرتُ؟
- ذكرياتي المقتضبة عن تسع سنوات دراسة متقطعة بجامعة كلود برنار ...
- معلومات دقيقة حول شيعة تونس، أكتشفُها لأول مرة في كتاب صديقي ...
- أعتذرُ!
- جاراتُ أمِّي ورفيقاتُ دَربِها في جمنة الستينيات!
- أمارس ثلاثة أنشطة ذهنية كانت لي بمثابة حبوب مهدِّئة؟


المزيد.....




- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد كشكار - تَعاليمٌ دينيةٌ نبيلةٌ، أعجبتني؟