أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كريم عزيزي - رسالة إلى أساتذة التاريخ (الشرفاء)















المزيد.....

رسالة إلى أساتذة التاريخ (الشرفاء)


كريم عزيزي

الحوار المتمدن-العدد: 6083 - 2018 / 12 / 14 - 04:58
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


هذه رسالة شكر وامتنان وفي نفس الوقت اعتذار للشرفاء من كتابنا وجامعيينا وكل من لم يستطع قول كلمة الحق "كاملة" وبطريقة "مباشرة" لظروف قاهرة نعلمها جميعنا: شكرا لكم لأنكم أعملتم عقولكم واكتشفتم الأكذوبة العظمى التي فُرضت على شعوبنا. نعم، شكرا لكم! لأن أغلب من هم مثلكم لا يزالون مصدقين للأوهام وهذه حقيقة مؤلمة وفاجعة كبيرة سيكتشفها كل من عرف أحدا من هؤلاء عن قرب؛ كأن يقول لك الطبيب رئيس القسم وصاحب الشهرة العالمية أن القرآن فيه إعجاز علمي(!) وكأن يصفعك المحاضر الجامعي في التاريخ بأننا عرب عرقيا قدمنا من صحراء نجد ومع "ملايين(!)" بني هلال وبني سليم ومع "مئات الآلاف(!)" من المورسكيين [على ويكيبيديا العروبية يقال أن عددهم وصل إلى المليون(!) وبالطبع كلهم عرب أقحاح(!)]، شكرا لمدرسي الفلسفة الذين يؤكدون على العقلانية في محاضراتهم دون نسيان خصوصيتنا التي نختلف بها عن الشرق وفي تلميحهم لذلك بصيص نور يتركونه لطلبتهم ليبدأوا منه مسيرة الشك في كل ما ورثوه ليصلوا إلى الإبصار بعيون مفتوحة لن يغيب عنها ما وقع في التاريخ لأنه لا يزال متواصلا إلى اليوم وبنفس الأساليب الخسيسة من كذب وتزييف لكل شيء عبر الأسلمة والتعريب والتفلسطين والتغريب ومنذ سنوات التتريك(!) حيث تغسل أدمغة شعوبنا بتلك المسلسلات التافهة المترجمة بالسورية وعلى الأرض تغزو أسواقنا منتوجات السلطان العثماني: كل الوسائل مشروعة عند أصحاب نفس المشروع الكولونيالي القديم-الجديد ما دامت تُبعد عقول شعوبنا عن أرضها وعن قضاياها الوطنية والمصيرية، وللأسف كل ذلك يحصل بأيادي أبناء هذه الشعوب الذين خانوا أوطانهم وسلّموا شعوبهم ومقدراتها لكل من هب ودب من مستعمِري الماضي، ولا فرق في ذلك بين فتح الأبواب لأن يُدنس البدوي السعودي والقطري والإماراتي والكويتي أرضنا تحت قناع دعوتنا للإسلام وبين من لا يزال يشوّه فكر شبابنا بأطروحات العروبيين المشارقة وبين من فتح أسواقنا على مصراعيها لتجوع شعوبنا المجوَّعة أكثر وليرضى هو بالفتات من سيده الغربي.

قد نغضب عندما نسمعكم تلقون بكل اللوم على بني أمية، وقد نصفكم بالجبن لكننا لا نلاحظ أنكم تتركون ما يبرئ ذمتكم؛ فالوطن أكسيل وتيهيا لا عقبة وحسان الغزاة، قليل من التدبر يلزمنا لنفهم أن عقبة وحسان وعمر وعلي وعثمان ومحمد والقرآن والحديث والله "واحد": الأصل لم يكن قط عربيا، الأصل لم يكن لا تركيا لا بيزنطيا لا فنداليا لا رومانيا ولا فينيقيا حتى، الأصل لم يكن يوما غريبا علينا بعد كل هذه القرون من التزييف والدجل وتغييب الحقائق، الأصل لا يزال يجري في دمائنا حتى وإن جهلناه، الأصل نراه في كل نقطة من أرضنا وعلى طول امتدادها ولم يستطع كل الغرباء تغييبه وافناءه، الأصل نراه في لغتنا في ثقافتنا في عاداتنا المتوارثة إلى اليوم والتي لا تدع أي مجال للشك أننا شعب مختلف عن كل شعوب الأرض شرقا وغربا بالرغم من مزاعم كل هؤلاء المستعمِرين أننا جئنا من أراضيهم إلا أننا -وكل الأدلة العلمية إلى جانبنا اليوم- لم نأت من أي مكان ولا من السماء حتى(!) بل نبتنا من هذه الأرض الطيبة التي نراها أطيب أرض على الكوكب، أرضنا نريد وقبلها نريد استعادة شعوبنا لهذه الأرض (فقط): التاريخ قال أننا كنا أغبياء لأننا أمضينا أغلب فتراته ندافع ضد غزو الغير، قد تكون تلك ميزةً لذلك الإنسان الحر الذي لم يطلب شيئا غير العيش على أرضه وأن تحترم حريته لكنّ الغريبَ الظالمَ لم يتركه ورغبته، لكننا لا نغفل أننا يوم انطلقنا من ذاتنا وغزونا قدمنا الإضافة وساهمنا بل وتركنا حضارة لن يستطيع انكارها أحد حتى وإن كان من أعتى الشوفينيين المصريين ولن يفعل المصري ذلك لأنه ابن حضارة عكس العربي ابن البداوة: الوحيد على طول تاريخنا الذي لم ينكر حضارتنا فحسب بل أنكر وجودنا برمته ولا يزال عميله المستعرب/ العروبي يواصل نفس سياسته بذلٍّ وعبودية وعداء للذات وانكار لها بما تعجز العقول عن تصديقه وإيجاد أي عذر له. ما حدث قبل الميلاد نراه اليوم يُعاد مع بعض الاختلافات الطفيفة: الإمبراطورية الرومانية وسياستها الاستعمارية ورثها الأمريكان والأوروبيون، لكن شتان بين أشفاط قرطاج وقتها وبين العروبيين والإسلاميين المتحكمين في شعوبنا اليوم، هدف الأشفاط كان كسر اللحمة بين أفراد شعبنا ليحكموا ولينهبوا وهدف العروبيين وأعوانهم هو نفسه لكن الفرق أن الأشفاط ومن عمل معهم من أجدادنا أسسوا حضارة -وإن زعم العروبيون أنها فينيقية "صرفة" كعادتهم في نسبة كل شيء للغريب وتغييب المحلّي- عكس هؤلاء العروبيين الذين لم نر منهم إلا التخلف والجهل والتفاهة في كل المجالات، صرخت مرة في حمقى يشاهدون مسلسل "مصري" -وللدقة "عربي" لأن المصريين ليست هذه أخلاقهم وثقافتهم- عن رجل عنده أربع زوجات ما الذي سنجنيه من هكذا قاذورات؟ وعجيت لمن يهتم بمسلسل تركي جعل ممن قتلوا من أفراد شعبنا الآلاف وأعادوه إلى عصور الصيد أبطالا وشخصيات تدمع لها العيون تأثرا وتعاطفا وتساءلت: هل من سمح بإدخال تلك القاذورات على قنواتنا "شريك" في هذا الوطن أم عدوّ يجب محاربته؟ هل ذلك حرية تعبير أم خراب وتدمير يجب القضاء عليه قبل أن يفنينا عن بكرة أبينا لنظل إلى الأبد عبيدا موالي لأعدائنا الذين يقال عنهم أنهم إخواننا في العرق والدين؟

أضحك وأحيانا أغضب عندما تفرقون بين الإسلام والعروبة، وفي عقلي لا يفعل ذلك إلا الجاهل والمتدين الطيب منا وبالطبع العروبي الذي عكس الحقيقة فزعم أن العرب أعظم من الإسلام بخلاف كل ما روته الكتب التي جزمت بأن الإسلام هو الذي جعل من العرب "أمة" و "جنسا" بعد أن كانوا مجرد صفة تعني اللصوص والبدو الصعاليك، لم يكتف الإسلام بذلك بل جعل -هو ولغته- من كل هذه الشعوب المنكوبة عربا، أكبر أكذوبة عرفها التاريخ لم تكن الأديان والآلهة بل "العرب": الصفة التي صارت عرقا والعرق المزيف الذي سحق كل الأعراق، والوصفة دائما جاهزة للضحك على العقول؛ فإن كنت من العوام فأنت جينات جاءت من نجد والأرض التي أنت عليها اليوم لم يكن عليها في القرن السابع وما تبعه أي شيء لا بشر ولا شجر ولا حجر ولا نهر ولا بحر ولا محيط(!) كانت خلاء، كانت عدمًا فقال له أجدادك العرب الفاتحون حملة الحضارة والشرف والأمجاد(!) كن فكان منه كل شيء، الشجر والحيوان والإنسان الذي أنجبك أنت!. وإن كنت دارسا، فالقصة ثقافة وحضارة ومجرد انتماء لا غير، يا سيدي كف عن تشرنقك أأنت أحسن من الفرنسي الذي لا ينكر أوروبيته؟ أم أنت خير من الأمريكي الذي لا ينكر أنكليزيته؟ أتريد الفتنة يا رجل وأنتِ يا امرأة؟ الأعداء تتربص بنا من كل جانب وأنت تتكلم عن ماض فات؟ أتسخر من السنة والشيعة وأنت تريد أن ترجع بنا إلى ما قبل الميلاد؟ العالم كله يتكتل اليوم ليستطيع مقاومة العولمة ورأسماليتها المتوحشة وأنت تريد أن تبحر وحدك في هذه المحيطات الهائجة؟ ما هذا الغباء وكأنك سلفي! يا أخي كلنا بشر وكلنا إخوة! متى سنتجاوز هذه النعرات المتخلفة من طائفة وعرق ولغة؟ ألا ترى أنك بذلك تحقق أهداف الرأسمال؟ فحتما ستحملنا إلى حروب قومية، ألا تتعظ مما يحدث في سوريا والعراق؟ ...... شعاراته كثيرة وأكاذيبه أكثر وإن ظهرت على أنها "حق" لكن الباطل أصله وهدفه الأول والأخير.

رسالتي إلى أساتذة التاريخ الشرفاء، كسّر العروبيون بكل أنواعهم رؤوسنا بأن أصل التحرر والنهوض لن يكون إلا بالعلمانية وهي المطلب الأول الملح اليوم، هي مطلب ملح نعم ولازم لا جدال عندنا فيه لكننا نقول أنه ليس المطلب الأول بل أول شيء يلزمنا هو تصحيح تاريخنا قبل كل شيء وهذه مهمتكم يا أساتذة التاريخ، أنتم المختصون وأنتم من يمثل التاريخ عملكم اليومي، أعرف الكثير من هذا التاريخ وعرفت منه ما يلزمني وغيري يعرف أكثر مني والآخر أكثر أو أقل منا لكننا لا نعرف (كل) كبيرة وصغيرة فيه، الكبيرة والصغيرة نعرفها في اختصاصاتنا وأعمالنا والتي ربما تكون بعيدة كل البعد عن مجالات العلوم الإنسانية وأولها التاريخ. إلى اليوم لم يكتب تاريخنا بطريقة نزيهة ولم ينقل لنا كما هو ولم يشرح بعين موضوعية، العدو وأعوانه هم من كتبوا تاريخنا منذ الرومان إلى من يدرس طلبتنا اليوم تاريخ الأيديولوجيات الكولونيالية المزيف والتي ورثها -الأيديولوجيات- كلها العروبيون بكل مللهم، تاريخ وطني وموضوعي نريد إلى أن يحدث التغيير وتحكم سلطة وطنية لتكون أول مهامها كتابة تاريخ وطني حقيقي وإلقاء تاريخ المستعمِرين في المزابل. ولمن لا يوجد في عقله إلا مطلب العلمانية -وكأنها شيء غريب عنا أو علم عظيم علمه وخفي علينا(!)- أترك السؤال: تقول "العلمانية لتحيا في كرامة وسلام" وأسألك: "أنت نفيتَ وجودي أصلا فعن أي كرامة تتكلم؟".



#كريم_عزيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (6)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (5)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (4)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (3)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (2)
- بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا
- الماركسيون والإسلام : نظرة سريعة
- لماذا يتواصل تعثر نهضتنا ؟


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كريم عزيزي - رسالة إلى أساتذة التاريخ (الشرفاء)