أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حبيب محمد - فوبيا الحب














المزيد.....

فوبيا الحب


حبيب محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6082 - 2018 / 12 / 13 - 22:25
المحور: المجتمع المدني
    


غالبا مانسمع أن العلاقات العاطفية خارج إطار الزواج هي حرام ، وأنها سبب الجحيم الذي تعيشه شعوب العالم الثالث ، وهو ماخلق موجة من الخوف المزمن تجاه الحب بمفهومه الفطري ، او فوبيا من أي ارتباط بين عشيقان فقط لأنهم افصحوا عن قناعاتهم وقرروا أن يمارسوا طقوسهم المفضلة على طريقتهم الخاصة حيث ان المشاعر المكبوتة والعاطفة المدمرة تتواجد بكثرة في المجتمعات المتشددة دينيا والضعيفة ثقافيا، والجامدة فكريا والفقيرة انسانيا، إذن الفكرة لاتعدو كونها حقد على الانسان السوي وتصنيفه بأنه شاذ ، لأن الشذوذ أصبح عقيدة ومنطق وواقع معاش، فليست هناك جريمة أكبر من أن تكون مختلفا عن القطيع ، برؤيته الصبيانية وتفسيراته البلاستيكية ، فلعنة الجغرافيا جعلتنا مشوهين فكريا وأخلاقيا، نعشق العنف، نقدس القتل، نشرب الدم ، نحارب الكلمة الحرة والآراء الواقعية بكل مجهوداتنا الموجودة ، لم نكتفي بذلك ، بل نحاول أن نصدر هذه الهمجية لبقية العالم ، إذا من الطبيعي جدا ، أن نكره العشق ، ونحتقر الحب ، ونلوم الإنسان ، ونغتال الفطرة السليمة ، ونصيح ليلا نهارا ان الزواج هو الحل لكل المشاكل والأزمات من جهل وفقر وتخلف واغتصاب وأمراض واوساخ واوبئة. ..
هذا حسب النظريات التقليدية التي تأيد فكرة التكاثر ، وكأن المشكلة في العدد!!

الزواج التقليدي كما نرى هو تيار موازي لمواجهة الحب ، لأنه ينطلق من أساسيات أن الغريزة هي الأهم والإنجاب هو الهدف وهكذا لا معنى للإنسان ، لأن جميع الكائنات الحية تتكاثر لكن الإنسان المفترض انه عاقل ومسؤول عن تصرفاته وقناعاته واختياراته وليس ملك لأحد ولا حتى موجه من طرف أي سلطة فيما يخص حياته الخاصة ومشاريعه المستقبلية ، من هنا كانت ضرورة الحكم الذاتي وتحكيم العقل النقدي والمحايد تجاه الزوبغات التراثية المنتهية الصلاحية..

المضحك حقا ، هو أننا أصبحنا اضحوكة أمام العالم ، نظن أننا في حرب مع العالم المتقدم وسلاحنا الوحيد هو القنبلة المنوية والتي لاتتعدى تلك الرمال المليئة بالبؤس ،

إذن علينا أن نضع النقاط على الحروف ونعترف أننا فعلا نعاني من تيه حضاري ، ولن تسعفنا المتراجحات المبهمة ، ولا العبارات الشائعة والخارجة عن سياق الزمان
فلكل مشكلة حل اذا فقط تم الاتفاق أنها مشكلة!! ، رغم ان شعوب الدول المتقدمة التي نلعن يوميا ونصفها بأنها كافرة تعيش في الحب وتعتنق الحياة ولهذا هي متطورة في كل المجالات ، حتى أن الزواج بالنسبة لهم رمزي وأحيانا مهمل ، لأن المعيار عندهم هو التفاهم ، والحب النقي ، بغض النظر عن المرجعيات الثقافية والدينية وحتى الناحية الإقتصادية ، أذا التخلص من العقلية الماضوية هي المؤشر الوحيد أن الشعوب سليمة نفسيا وعضويا ،

من هنا أصبح التخبط هو الحل الوحيد ، لإيهام المغيبين أن الحب يأتي بعد الزواج ، وكأن الزواج فعلا تم كما يفترض ، للأسف في مجتمعاتنا وخاصة المجتمع الموريتاني ، الزواج هو طابع بريدي مؤقت تأخذه وقت الحاجة والرغبة البيولوجية وترميه وقت ماتشاء ، لأن المنظومة المجتمعية أصلا مهترئة وتعاطيها مع هذا الموضوع يندرج في إطار المصالح الشخصية لا أكثر ، رغم الزخم الشعبي والتحضيرات العشوائية ، فمثلا قد ترى شخصا ليس لديه أي وظيفة ولا حتى مسكن ولايجد مايأكله، لكنه سيتزوج في نفس اليوم ، لأسباب عدة ، أن المرأة غالبا ليست متعلمة وان تعلمت ستظل تلاحقها التقاليد الموروثة والتي تجبرها على الزواج هكذا ، تكون امرأة نموذجية في تصورها الخاص وتكون محل نقاش العامة ، وبعد أن انتهت المهمة الممنهحة، لن تطول فترة ذلك الزواج ، وسيبتلى المجتمع بأجيال مصيرها الشارع مثل آبائها، والسبب الرئيسي هو غياب الحب وتقديس النشوة، فلو أن الحب موجود لكان هناك تكافؤ واحترام وتسوية للأوضاع الاقتصادية والعاطفية، كي نصنع مجتمعا متماسكا منتجا، يساهم في التنمية وزيادة مؤشر الرفاهية، لأن القضية ليست في الكم ،بل النوع فكثرة العدد ليست دليل على القوة العلمية أو الفكرية ، وإلا لكان العرب متفوقين علميا وتكنولوجيا على إسرائيل. .

ويبدو أن فوبيا الحب أصبحت من الأمراض المعدية، التي لاتفارق مجتمعات الذيل ، وهناك مغالطات كثيرة تم الوقوع فيها بإسم الحب ، فمثلا ، تجد فتاة تدعي أنها تحبك وهي لا ترى فيك سوى وعاء لجمع المال ، وفي الضفة الموازية هناك من يريد من المرأة فقط الاستمتاع بجسدها والنوم معها لا أكثر ، بهذه الأساليب الشهوانية تم اغتيال الحب ، وفقد الإنسان انسانيته، وجانبه السوي.

علينا أيضا أن نفهم أن الحب ليس قصائد ولا حتى مقاطع معلبة أو صور مفبركة، الحب هو أن ترى ذاتك ، هو أن تعرف انك فعلا أمام من يقدس الإنسان ويحترمه ويقدر المواقف ولايغتر بالمقتطفات الجوفاء، ولهذا أغلب الناس يعاني من متلازمة الفقر العاطفي التي تجعله متشبث بالوهم، ولايفرف بين العمق والسطح، التعريفات كثيرة جدا ، والعناوين الغرامية تزاحمك في شوارع الفيسبوك واتويتر ، لكن حين تنزل للواقع تدرك فعلا حقيقة الصدمة الحضارية التي صفعت بها هذه الشعوب المتناقضة، والتي لم تكلف نفسها يوما ان تنظر في مرآة الواقع ، نذكر هنا أن الحب كمفهوم يعتبر ظاهرة اجتماعية، لكن كأسلوب هو ضرورة من أجل التعايش والاستمرارية، ولسنا ضد فكرة الزواج كمشروع متكامل ، محصن بالحب ، والقوة والاقتصادية، فالزواج التقليدي هو عدو للحب وهو المسبب الرئيسي لفوبيا الحب ، لأنه ينطلق من سياق ميتافيزيقي يرى أن الشهوة هي كل شيئ، من هنا قنن المجتمع احتقار المرأة حيث تم تصويرها أنها آلة لشفط الأمراض النفسية والمكبوتات الذكورية التي لاتفارق العقل الجمعي ، كما ترون هناك حمى من الحب المزيف تماما كالتدين المزيف ، لأن الحب الحقيقي ليس له دين ولا عرق بل هو أسمى وأقدس من أن يخضع لتصنيفات الشعبويين ودعاة التمييع والنفاق .



#حبيب_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البدو والدراما التركية وأشياء أخرى
- التعليم في عالم الرمال
- شبح المأمورية الثالثة
- ظاهرة السمنة
- وباء الشعوذة


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حبيب محمد - فوبيا الحب