جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6082 - 2018 / 12 / 13 - 17:33
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اعوذ برب التراب
في نهاية كل الاسبوع اجد نفسي في صراع مع التراب علما باني لا اسكن في المناطق الترابية و لكن و كلما بدأت بكنس البيت بالمكنسة الكهربائية لكي لا اعطي لزوجتي عذرا لتقول ان الرجل الشرقي (باشا) لا يشترك بتنظيف المنزل اكتشف بان هذه المعركة خاسرة من البداية لانه و بعد عدة دقائق يعود الملعون بعناد و هو قادر ان يخترق كل مكان مهما كان محكما و كانما يريد ان يسخر مني و يقول: انا ربك الاعلى لا يقدرعليّ احد و عندها يتحول الى خالق شرير و اردد: اعوذ برب التراب من شر التراب.
ثم قررت عبادة التراب مثل تربة الشيعة من الان فصاعدا لاتجه بعد ذلك الى ما تقوله المسيحية في مراسيم الدفن: التراب للتراب و اليوم تستطيع ان تقول اما نحن على ابواب اعياد الميلاد او لم يبق كثيرا على قدوم اعياد الميلاد او بعبارة اخرى تستطيع ان تتقدم الى الامام باتجاه اعياد الميلاد زمنيا مجازيا من الحاضر الى المستقبل او تجعل اعياد الميلاد تأتي اليك من المستقبل الى الحاضر حسب عقليتك المفضلة للتعبير عن التراب.
و لاني متأكد بان معركة الانسان مع التراب خاسرة قررت ان امتنع عن التنظيف الى الابد لاكتشف ما يفعله التراب عندما يجد نفسه دون منافس. يستمر التراب في التراكم بالتدريج يوميا و انا اجلس في مكتبي و لا يتوقف الى ان يحولني الى التراب - الى جزء لا يتجزأ منه لاتحول هنا و بفضل التراب من المخلوق الى خالق الكون - خالق السماوات و الارض و ارجع الى الارض لاقبر ما تبقى من البشر تحت التراب.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟