أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - دعوة لعتق العقل من أسر الدين 1/2














المزيد.....

دعوة لعتق العقل من أسر الدين 1/2


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6082 - 2018 / 12 / 13 - 12:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دعوة لعتق العقل من أسر الدين 1/2
مقالة نشرت باسمي المستعار (تنزيه العقيلي).
العقل هو الطاقة الخلاقة المبدعة التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الإنسان، أو أودعته الطبيعة حسب اللاإلهيين، ليتمثل خالقية وإبداع الخالق المبدع تقدست محامده.
والتفكير هو أرقى أنواع النشاط الإنساني، لأنه عروج إلى آفاق المعرفة، واكتشاف متجدد للمعارف، لتكون كل معرفة كاشفة عن معرفة أخرى، وليركّب الإنسان بعقله، أداةِ إبداعه، من المعارف منظومة معرفية تتحرك أبدا باتجاهين؛ بالاتجاه الأفقي سعة، وبالاتجاه العمودي عمقا، مُستفَزّا أبدا من نداء الحقيقة المنطلقة من لدن نفس العقل الإنساني: أن يا أيها الإنسان مهما بلغت سعة وعمقا في معارفك، فإنك ما أوتيت من المعرفة إلا قليلا، وهنا أتفق مع القرآن في قوله: «وَما أوتيتُم مِّنَ العِلمِ إِلّا قَليلًا»، لتكون هذه الصرخة الاستفزازية باعثة أبدا إلى شوق متجدد متنام نحو معرفة جديدة، وتأكيدا لنسبية المعارف الإنسانية، فهي تبقى مهما بلغت قليلة نسبة إلى المطلق.
وواحد من أرقى الأنشطة المعرفية للعقل الإنساني كان ذلك البحث عما وراء المحسوس، محاولا أن يخرق حجب المحسوسات إلى عالم الغيب الكامن وراءها، ليستجلي الحقيقة المطلقة والمعرفة الكاملة، المتمثلة في العلة الأولى للوجود، لخالق الإنسان والعقل والمعرفة. ومن هناك جاءت الدعوات إلى الارتباط بذلك المطلق، كي لا يتحول عالم المحسوسات إلى ثمة أغلال تحول دون حركة العقل باتجاه الاكتشاف المتجدد والمتنامي والعارج إلى آفاق الحقيقة الكاملة، دون الإغفال عن حقيقة أن عالم المحسوسات نفسه عالم يبعث على قلق البحث استزادة من ينبوع العلم الذي لا ينضب، بل بالإقرار بأن معظم معارف الإنسان هي تلك التي استمدها من التجربة، والتي هي الأخرى لا تستغني عن معارف أولية عقلية ضرورية، سواء كانت بديهية أو نظرية.
لكن الذي حصل أن كثيرا من الدعاة إلى استكشاف عالم الغيب والارتباط به قد خلط بين الغيب العقلي والغيب الخرافي، واستغرق في الغيبيات الوهمية والخرافية المُهَلوَسة، ومن جراء ذلك نشأت وتشكلت الأديان داعية إلى الله من وجه، وصادّة عن سبيله من وجه الآخر، ذلك عندما استحالت فيها المعرفة خرافة، والإيمان دجلا، والدين سجنا سُجن فيه العقل طاقة الإبداع الإنساني، فحال ذلك دون عروجه عروجا وكدحا تكامليا باتجاه المبدع المطلق. وصيغت منظومة من مقولات دينية، نشأ عنها مركَّب لخرافات وشرائع وطقوس ووثنيات، امتزجت بها بعض حقائق الجمال والكمال الإلهيين، لتضفي على منظومة الخرافات والوثنيات والعصبيات تلك بعض مساحيق جمال الحقيقة التي جعلت المتدينين يظنونها حقيقة، وما كانت إلا قشر الحقيقة التي لم يدركوا جمال جوهرها وحقيقة كنهها. وهكذا تحوّل الدين إلى إله يُعبَد من دون الله، وإلى وثن يُسجَد له العقل، فتُهان طاقة الإبداع أعظم نعم الله على الإنسان. ولا تتوقف القضية عند تخريف العقل، بل تتعداها إلى إفساد الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها، وإلى تعكير صفو الروح التي نفخها بارئها فيه من روحه سبحان وتعالى، فكان أمامنا إنسان جهول قد خُرِّف عقله، وظلوم قد أُفسِدَت فطرته، فأفسد بدوره إما جهلا وإما ظلما باسم الدين، وبالتالي باسم الله افتراءً عليه؛ أفسد في الأرض التي استُخلِف عليها، وعلى ما فيها، وما حولها من الآفاق، بدل إصلاحها كخليفة لله مؤتمَن عليها، وسفك الدماء، وملأ الحياة ظلما وجورا، وتعسفا وقمعا، وكراهة وعداوات، كلما اختلف مع الآخر المغاير صرّح أن قد بدت البغضاء والعداوة بيننا وبينكم إلى يوم القيامة، كل ذلك الذي جعل الدين أداة أساسية له.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا 5/5
- الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا 4/5
- الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا 3/5
- الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا 2/5
- الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا 1/5
- كل الدينيين إلهيون وليس كل الإلهيين دينيين
- عقيدة التفكيك بين الإيمان والدين
- الغيب في لاهوت التنزيه 2/2
- الغيب في لاهوت التنزيه 1/2
- أحكام عقيدة التنزيه 2/2
- أحكام عقيدة التنزيه 1/2
- الأصول الفكرية والأصول العملية للاهوت التنزيه
- طريقة الجزاء إذا ما وجدت الحياة بعد الحياة
- الحياة المفترضة ما بعد الحياة والعدل والجزاء
- العقلانية والروحانية لدى الديني واللاديني والمادي 2/2
- العقلانية والروحانية لدى الديني واللاديني والمادي 1/2
- المشترك بين لاهوت التنزيه وما يغايره من الفلسفات
- ملامح ومراتب عقيدة التنزيه 5/5
- ملامح ومراتب عقيدة التنزيه 4/5
- ملامح ومراتب عقيدة التنزيه 3/5


المزيد.....




- “طيور الجنة” تغرد في قلب كل بيت: استقبل الآن التردد الجديد 2 ...
- مشاهد ازدراء الأديان بحفل افتتاح أولمبياد باريس تصدم العالم ...
- انتقادات من الأساقفة الفرنسيين لحفل افتتاح أولمبياد باريس
- إيهود باراك: نتنياهو لا يفهم شيئا ويعرض حياة الرهائن للخطر
- هل تمّت -الإساءة- للديانة المسيحية في حفل افتتاح أولمبياد با ...
- باكستان.. حزب -الجماعة الإسلامية- ينوي الاعتصام احتجاجا على ...
- -استهزاء بالمسيحية-.. بيان من أساقفة فرنسا ينتقد عرضا في افت ...
- تعليق علاء مبارك على فيديو سابق لخيرت الشاطر عن تعامل نظام و ...
- ثبتها الان احدث تردد قناة طيور الجنة على النايل سات 2024
- “اضبط الآن”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات وعرب ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - دعوة لعتق العقل من أسر الدين 1/2