أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد كشكار - جمنة تدقُّ أولَ مِسمارٍ في نعشِ العَلمانيةِ في تونسَ














المزيد.....

جمنة تدقُّ أولَ مِسمارٍ في نعشِ العَلمانيةِ في تونسَ


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6080 - 2018 / 12 / 11 - 17:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مسقط رأسي جمنة حدثت أخيرًا مشكلة عويصة في واحة ستيل (تجربة جمنة)، وهي إن شاء الله في طريقها إلى الحل. في مقالي هذا لن أتطرّقَ للمشكلة في حد ذاتها، لا لأنها لا تهمني، هي تسكنني وتجري في دمي، بل لأن أهلَ جمنة المقيمين فيها أدرَى بشعابِها وتشعّباتِها. حول ماذا سأكتبُ إذن؟ سأكتبُ حول مسألةٍ فكريةٍ بَحتةٍ، سأكتبُ حول موضوعٍ أوسعَ بكثيرٍ من مشكلة جمنة، أعني به مسألة العَلمانية في الفضاء العربي-الإسلامي (فصلِ الدين عن الدولة أو عن السياسية). أذكّرُ قرّائي الكرام وأخص بالتحية منهم سكّان جمنة، أذكّرهم بمقالي الأخير حول نفس المسألة الفكرية، عنوانُه: "فكرةٌ قد تضخُّ الماءَ في رُكَبِ العَلمانيينَ العربِ، لا أستثنِي نفسِي؟ فكرة حبيب بن حميدة (إيديولوجيًّا ماركسيٌّ وفلسفيًّا فيلسوفُ حمام الشط دون نعوتٍ)، تأثيث مواطن العالَم (يساريٌّ غير ماركسيٍّ)"، ومُلخصُه: "واهمٌ مَن ينتظرُ قطيعةً إبستمولوجيةً مع الدينِ في فضاءِ الحضارةِ العربيةِ-الإسلاميةِ!".

مشكلة جمنة تضم، ككل مشكلة اجتماعية، طرفَين متنازعَين. طرفان محتاجان إلى وسيطٍ، وسيطٍ يرضى به الخصمان. لو حدثت المشكلة قبل الثورة لَتصدّر للوساطة وجهاء ذلك الزمن الأغبر مثل العمدة أو رئيس الشعبة أو أستاذ جامعي تجمعي أو تاجر كبير فاسدٍ، إلخ. اليوم، وقعت نقلة نوعية أتمنى أن لا أكون قد تسرّعتُ في قراءتها وتناولها بالتحليل قبل أن تبرهن على نجاعتها، لكن يبدو لي أن بشائرَها طيبةً وربي يقدّر الخير، انتظروه يأتيكم.

حتى لا أطيلَ عليكم أدخل في صلب الموضوع: في جمنة ما بعد الثورة، عرض بعض أئمة الجوامع وساطتهم مشكورين لحل المشكلة المُشارِ إليها أعلاه (أربعة وسطاء، ثلاثة شبان وكهل في الخمسين) يعاضدهم في المهمة النبيلة كهلٌ تاجر مناضل في المجتمع المدني وكهلٌ ناشطٌ في حقل الفعل الخيري الإسلامي.

لم يتجرأ رجال الفضاءات العلمانية لعرض وساطتهم، أقصد القضاة، المحامين، أعضاء المجلس البلدي أو رئيسهم، أعوان مركز الحرس أو رئيسهم ، المعلمين، الأساتذة، المثقفين، مع الإشارة أنني - كعَلماني فكريًّا - لستُ ضد وساطتهم ولو فعلوها لَرحبتُ بهم كما أرحب اليوم في هذا المقال بوساطة "رجال الدين"، للأسف لم يفعلوها، وعُزوفُهم هذا يُعتبَر في حد ذاته مؤشّرٌ دالٌّ لمن يريد أن يرصد تغيرات المجتمع ويسمع دقات نبضه (المجتمع) حتى ولو كانت تتكلم بلغةٍ غير التي قرأها في ألواحِ إيديولوجيته العَلمانية، ليبرالية كانت أو يسارية. لم يتجرأ أيضًا وجهاء العروش المحترمون. ليس صدفةً أن يتجرأ "رجال الدين" أو لنقل "رُبَّ صدفة خير من ألف ميعاد"، صدفةٌ أعطتنا موعظةً ودرسًا من الواقع المعيش. تمنياتي للوسطاء بالتوفيق في مسعاهم من أجل خدمة جمنة، ومن أجل تسبيق المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. عاشت جمنة وعاشت تجربتها الناجحة والرائدة في الاقتصاد الاجتماعي التضامني.

غمزة ودّية للرفاق: مَن اعترفَ بالواقِعِ الفاقِعِ، وتماهَى مع هويتِه باحثًا رافعًا رايتَه المختلِفةَ دونَ نفاقٍ، وأحبّ أهلَه وذَويهِ بقلبٍ مفتوحٍ وصدقٍ خالِصٍ ونِيّةٍ طيبةٍ، وانحازَ لمصلحتِهم العامةِ، فلا تَثْرِيبَ عليه! عامَلوني بالمِثلِ أو لم يعامِلوني فلن يُضعِفَ من عزيمتِي شيءٌ.

إمضائي، مواطن العالَم، مواطن جمني عَلماني يساري غير ماركسي، مواطن يقرأ الواقعَ قبلَ الكُتُبِ، يقرّ به، يتعلّمُ منه ويتّعِظُ
أنا مواطنُ العالَمِ، مُتصالحٌ-مُختلفٌ مع حضارتي الأمازيغيّةِ-الإسلاميّةِ-العربيّةِ، مُتصالحٌ معها دومًا أنتروبولوجيًّا واجتماعيًّا وعاطفيًّا، وفي نفسِ الوقتِ مُختلفٌ معها دومًا إبستمولوجيًّا وفلسفيًّا وجدليًّا، لا أتباهى بها على الغيرِ ولا أقبلُ فيها ثلبًا من الغيرِ.
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"الأساتذةُ لا يَفهَمونَ أن تلامذتَهم لا يَفهَمونَ" باشلار
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 11 ديسمبر 2018.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سَلعنةُ القِيمِ في الدولِ الغربيةِ: هل سَتقضِي على ما تَبَقّ ...
- فكرةٌ قد تضخُّ الماءَ في رُكَبِ العَلمانيينَ العربِ، لا أستث ...
- حضرتُ أمس أمسيةً ثقافيةً بحمام الشط
- سُكوتْ... أنا سَكْرانْ... والله العظيم أنا -شايَخْ- نَشْوانْ ...
- طالبتُ وما زلتُ أطالبُ بِمجانيةِ التنقلِ في جميعِ وسائلِ الن ...
- هل أنتَ مَعَ أو ضِدَّ حَثِّ الأطفالِ على المطالعة بمقابِلٍ م ...
- سَلْعَنَةُ الأخلاقِ والقِيمِ في المجتمع الأمريكي
- الجديدُ في عِلمِ الوراثةِ: هل تُحدّدُ الجينات مسبّقا صفات ال ...
- ظاهرةُ تعدّدِ الأربابِ البشريةِ!
- حضرتُ أمس جِلسةً حواريةً ثنائيةً حول كتابِ - المراقبة السائل ...
- كيفَ قسّمنا إرثَ أمي وإرثَ خالتي؟
- هل تغيرَ الزمنُ أم أنا الذي تغيرتُ؟
- ذكرياتي المقتضبة عن تسع سنوات دراسة متقطعة بجامعة كلود برنار ...
- معلومات دقيقة حول شيعة تونس، أكتشفُها لأول مرة في كتاب صديقي ...
- أعتذرُ!
- جاراتُ أمِّي ورفيقاتُ دَربِها في جمنة الستينيات!
- أمارس ثلاثة أنشطة ذهنية كانت لي بمثابة حبوب مهدِّئة؟
- عن أيِّ ضميرٍ مِهَنيٍّ تَتَحَدَّثونْ؟
- -الفِتنةُ- لم تكن فتنةً!
- بتصريحاتها العنترية الأخيرة، يبدو لي أن النهضة بدأت تهدد أرك ...


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد كشكار - جمنة تدقُّ أولَ مِسمارٍ في نعشِ العَلمانيةِ في تونسَ